فن

رحيل الفنان السوداني محمد الأمين عن عمر 80 عامًا

يعتبر محمد الأمين أحد رموز الغناء والموسيقى السودانية المعاصرة، حيث ساهم في تشكيل الوجدان السوداني من خلال عشرات الأغاني الخالدة
8099153716_40d9ecdef9_k (1)

توفى الفنان السوداني الكبير محمد الأمين، صباح الإثنين، عن عمر ناهز الـ ٨٠ عامًا، في أحد المستشفيات بولاية فيرجينيا الأمريكية، وفقًا لعائلة الأمين.

ويعتبر الفنان الراحل، والملقب بـ"الباشكاتب"، من أبرز المطربين والموسيقيين الذين شكلوا إضافة قيمة للساحة الفنية السودانية على مدى الستين عاما الماضية.

ونعى آلاف السودانيين الفنان الراحل، مؤكدين أهميته كأحد أبرز الشخصيات الفنية التي ساهمت في تشكيل الوجدان الثقافي السوداني من خلال أعماله الموسيقية المميزة. وتوجه آلاف السكان والنازحين من حرب الخرطوم إلى منزل عائلته في مدينة مدني وسط السودان، حيث تحول المكان في جنازة مفتوحة.

إعلان

وأعرب مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي عن حزنهم لفقد محمد الأمين، مشيدين بإبداعه وتنوع إسهاماته خلال العقود الأخيرة. وأشاروا إلى دوره البارز في تشكيل هوية السودان الفنية من خلال مجموعة من الأغاني الخالدة.

وُلد الفنان محمد الأمين حمد النيل في ٢٠ فبراير عام ١٩٤٣ في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة السودانية. نشأ الأمين في أسرة فنية، وكان والده يعزف على آلة العود، مما دفعه إلى تعلم العزف على هذه الآلة منذ طفولته. كما تعلم العزف على آلة المزمار، وبدأ في تقديم الحفلات الموسيقية في سن مبكرة.

ويعتبر أول ظهور علني لمحمد الأمين في نهاية ستينيات القرن الماضي من خلال أغنية "أنا وحبيبي" التي ظلت تتصدر قوائم الأغاني المفضلة لدى محبي الموسيقى السودانية لسنوات طويلة.

ومن أشهر أغانيه: "أشوفك بكرة في موعد"، و"زاد الشجون"، و"حرمان وأمل"، و"عيال أب جويلي"، "ملحمة أكتوبر."

وغالبًا ما جذبت مؤلفات الأمين الوطنية والنقدية انتباه الديكتاتوريات العسكرية في عصره، مما أدى إلى سجنه من قبل نظام النميري في السبعينيات. هربًا من المزيد من الاضطهاد، انتقل الأمين إلى القاهرة بعد الانقلاب العسكري عام ١٩٨٩. وعلى الرغم من التحديات، استمر في جذب الجماهير في جميع أنحاء العالم.

ويعتبر محمد الأمين أحد رموز الغناء والموسيقى السودانية المعاصرة، ومن أشهرهم. وكان الأكثر حضورًا وإبداعًا وتنوعًا في العقود الأخيرة، حيث ساهم في تشكيل الوجدان السوداني من خلال عشرات الأغاني الخالدة. وكان له دور كبير في تطوير الموسيقى السودانية ونشرها خارج السودان.

حصل الأمين على العديد من الجوائز والأوسمة الموسيقية، أبرزها وسام الآداب والفنون من رئاسة جمهورية السودان، والدكتوراه الفخرية من جامعة النيلين عام ٢٠١٠، ووسام الاستحقاق في ذكرى استقلال السودان عام ٢٠١٤، وميدالية الاتحاد الأوروبي عام ٢٠١٦.