موسيقى

هل هذه بداية النهاية لشعبية موسيقى الهيب هوب في العالم العربي؟

وفقًا لبيانات منصة أنغامي، تراجعت شعبية الهيب هوب العربي بشكل ملحوظ هذا العام، حيث انخفض عدد إصدارات الهيب هوب، ولم يكن هناك عدد كبير من الأغاني الناجحة
josh-sorenson-LVmyjS0hxYU-unsplash
(الصورة لـJOSH SORENSON عبر UNSPLASH)

يشهد المشهد الموسيقي العربي المتنوع تحولًا مذهلًا، حيث تهب رياح التغيير لصالح المشهد الموسيقي المستقل بينما يمر الهيب هوب العربي بفترة من الركود. هذا الاتجاه، الذي ظهر بوضوح خلال العام الماضي، ترك الكثيرين يتساءلون: ما السبب وراء صعود الموسيقى المستقلة وتراجع موسيقى الهيب هوب؟

وفقًا لبيانات منصة أنغامي، تراجعت شعبية الهيب هوب العربي بشكل ملحوظ هذا العام، حيث انخفض عدد إصدارات الهيب هوب، ولم يكن هناك عدد كبير من الأغاني الناجحة. وينعكس هذا الشعور في أرقام البث الصارخة، حيث شهدت الموسيقى المستقلة العربية نموًا بنسبة ٨٪ لتصل إلى أكثر من ٤٤٨ مليون بث هذا العام، بينما انخفض الهيب هوب العربي بنسبة قياسية تبلغ ٢١.٥٪، ولم يحدث هذا الانخفاض منذ ٢٠٢٠.

إعلان

وعلى مستوى عالمي، لم يشهد عام ٢٠٢٣ أي نجاحات كبرى لألبومات الهيب هوب في قائمة بيلبورد، وذلك للمرة الأولى منذ ٣٠ عامًا. كان ألبوم "بينك تيب" للرابر الأمريكي لِل أوزي فرت أول ألبوم هيب هوب يصل إلى القمة في يونيو، لكنه استغرق ١٧ أسبوعًا لتحقيق ذلك، وهو أطول وقت يستغرقه ألبوم هيب هوب للوصول إلى القمة في تاريخ بيلبورد. ويعتبر الكثير من الناس أن هذه ظاهرة غريبة، خاصة وأن هذا العام يصادف الذكرى الخمسين لظهور موسيقى الهيب هوب من شوارع نيويورك في مطلع السبعينيات.

وبحسب لأنغامي، فإن نجاح فنانين أردنيين مثل زيد خالد وفرقة كايروكي المصرية، هو أحد العوامل الرئيسية وراء صعود موجة الموسيقى المستقلة في العالم العربي. حقق ألبوم "روما" لكايروكي الصادر في سبتمبر ٢٠٢٢ إقبالًا كبيرًا في العالم العربي خلال هذا العام، كما حظي مسلسل "ريفو شو" الذي يشارك فيه أمير عيد، المغني الرئيسي للفرقة، نجاحًا وشعبية كبيرة.

إعلان

أسباب هذا التغيير كثيرة، ويعتقد البعض أن الروح المتمردة التي ميّزت موسيقى الهيب هوب قد تلاشت، حيث أصبح العديد من الفنانين أكثر حرصًا على تلبية توقعات عامة الناس. ويشير آخرون إلى تزايد شعبية جنرات أخرى مثل الموسيقى البديلة والموسيقى الإلكترونية، والتي تقدم للمستمعين العرب تجربة صوتية جديدة. وقد يكون فرض الرقابة على الموسيقيين عاملًا رئيسيًا في تراجع الإصدارات.

مثال على ذلك في مصر عام ٢٠٢٢، أصدرت نقابة المهن الموسيقية قرارًا بوقف جميع تصاريح مغني الراب، حتى يتقدموا إلى مقر النقابة للتقييم السليم والالتزام بالقواعد الجديدة للنقابة، منها الالتزام بقيم الأسرة المصرية ومطالبة جميع المغنين بأن ترافقهم فرقة فنية مؤلفة من ١٢ موسيقيًا.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر المشهد الاجتماعي والسياسي المتطور في المنطقة على الأذواق الموسيقية، حيث يبحث الجمهور عن الراحة والهروب في الألحان الناعمة والكلمات الاستبطانية للموسيقى البديلة.

مهما كانت الأسباب، فإن المد المتغير في المشهد الموسيقي العربي يمثل فرصة مثيرة للفنانين المشهورين والناشئين على حد سواء. تستعد الموسيقى المستقلة، بأصواتها المتنوعة وقصصها المترابطة، لمواصلة صعودها. وفي الوقت نفسه، يواجه الهيب هوب العربي نقطة تحول حرجة، حيث يحتاج إلى التكيف والتطور لاستعادة مكانته في المشهد الموسيقي المتغير باستمرار.