بعد شهرين من الإغلاق المرتبط بفيروس كورونا، تحمست، وقمت بشراء كمامة بـ20 دولار، لا ما الذي دفعني لصرف هذا الكم من المال على قطعة قماشة هدفها الأساسي أن تحميني وتحمي الآخرين، لا أن تظهرني جميلة أو مختلفة. دخلت بعدها في مرحلة من الهوس، حيث بدأت أعجب بتصاميم الكمامات الغريبة أو تلك التي تحتوي على نقشات. تخطيت هذا الهوس لاحقاً، وعدت لكمامات القماش التي يبلغ سعرها 2 دولار مجرّد قماش أسود وأنا أحب اللون الأسود. لا أعلم لماذا يحتاج أي شخص لشراء كمامة بـ20 دولار واتساءل إن كانت هذه الكمامة “الغالية” من تسببت بظهور حبّ الشباب على وجهي وليس الضغط النفسي؟
للأسف، عام التباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل، قتل الكثير من الوظائف، ولكنه لم يقتل الموضة. على العكس تماماً، استمر هذا القطاع باطلاق صيحات جديدة، كثير منها غريب بغرابة هذا العام، وطبعاً على رأسها الكمامات، لهذا قررت القيام ببعض البحث واختيار أسوأ صيحات الموضة لهذا العام.
Videos by VICE
كمامات ومعقمات آخر صرعة
لا أزال أشعر بالذنب لشراء تلك الكمامة بـ20 دولار ولكن الأمر تطور بشكل سريع، ووجدت دور الأزياء بالكمامات فرصة لكسب المزيد من المال. شركة لويس فيتون تصدرت هذا السباق، بإعلانها عن إصدار Face Shield والتي وصل سعره إلى 1,000 دولار، طبعاً مع إضافات مثل الجلد والذهب -في الوقت الذي كان هناك أزمة كمامات. وكأننا نحتاج إلى كمامة بألف دولار لنعلم أن هذا العالم غير عادل، وأن الأغنياء يستمتعون بتذكرينا بأنّهم يعيشون على كوكب آخر. ذات الأمر ينطبق على المعقمات حيث سارعت الكثير من العلامات التجارية في مجال التجميل إلى ابتكار معمقات بروائح وأشكال جديدة، لأن الأغنياء لا يستطيعون تخيل أنفسهم وهم يستخدمون معقم ديتول.
فستان الوسادة
في يوم من الأيّام وخلال فترة الحجر المنزلي، ارتدى الجميع وسادة، على أساس أنها فستان. لم تنتقل هذه الموضة للشارع، لحسن الحظ، لأن العالم كان تحت الإغلاق. ولكن الجميع نشر صورة له مع هذه الوسادة-الفستان. لسنا بحاجة لشرح المشكلة بهذه الموضة. الصورة تكفي.
الحقائب الصغيرة (الميني)
مع أنّ شقيقتي اشترت واحدة من هذه الحقائب من زارا، وهي جداً سعيدة به، ودائماً تقول لنا “حاملة فيها كرامتي” إلّا أنّني لا أعلم ما الجدوى من هذه الموضة. يمكن القول أنّه اكسسوار وليس حقيبة، ولا شك أنها مادة رائعة للميم، ويدخل ضمن هذه القائمة فقط لأنّه من دون جدوى وصناعته فقط تساهم باستهلاك المواد والتلوث، لا أكثر ولا أقل.
حلق ملقط الغسيل
لا أحتاج إلى الحديث كثيراً عن مدى سخافة هذه الموضة، ملقط غسيل فسفوري سعره أكثر من ٥٠٠ دولار، حرام عليكم.
صنادل Ugg
قد يكون هذا أسوأ ما شهدناه بعد الكروكس. في البداية اعتقدت أنها “شحاطة” منزلية شتوية، لكن تبين أنّها صندل يخرج به الناس عادي. نعلم أنّ العالم أذواق وكلٌ منا يعبّر عن نفسه بالموضة التي يعتمدها ولا يوجد مقياس واحد لأي شيء في هذا العالم، لكن على فكرة سعر هذا الصندل 100 دولار، وهو متوفر بجميع الألوان حرفيًا، والأسوأ من هذا كله هو أن الموقع يقترح عليك أن ترتديها مع جوارب.
تنورة دعسة السيارة
هي مستوحاة من دعسة السيارة. تنورة هيكلية بشكل ثابت يمكنك ارتداءها مقابل تكلفة عالية جداً. هي ليست قبيحة فقط وتجعلك تشبهين دعسة السيارة، بل هي مصنوعة من جلد الخراف lambskin -كما تشير العلامة التجارية بكل فخر -تخيلي أن يمر الخاروف بكل هذا العذاب كي يتم صناعة تنورة بهذه البشاعة. لقد بيعت بالكامل للأسف، وخسرنا الكثير من الخراف لأجلها.
تنورة الفتحة في الوسط
هذه التنورة من Burberry لها فتحة بالمنتصف حتى تتمكني من ارتدائها كما يحلو لك. يمكنك أن تدخلي رجل وتخرجي الأخرى، يمكنك أن تدخلي رجليك الاثنتين، يمكنك ألّا تدخلي أياً منها وتبقى الفتحة بالمنتصف. ويمكنك أن تنسي الموضوع تماماً، فالتنورة أولاً قبيحة، وثانياً باهظة الثمن وثالثاً غير مفهوم ما الهدف منها. لماذا سيقوم أي شخص بارتداء تنورة كهذه، انو ليه؟
قفازات الأوبرا
هذه القفازات جميلة جداً على منصات عرض الأزياء، لكنّها ليست عملية إن كنت تريدين الخروج بها بالأخص أنّنا نعيش في وباء وندعو الناس إلى غسل أيديهم طوال الوقت، تخيلي أنّه عليك خلعها كلما أردت دخول الحمّام. التوقيت سيء جدًا ببساطة. ولكن يمكنك ارتداء هذه القفازات إن كنت لا تريدين ارسال مسج إلى حبيبك القديم، من هاتفك الذي يعمل باللمس، لأنك لن تتمكني من ذلك.
فستان مع كمامة
أنت توفرين كمامة بارتداء هذا الفستان. الفكرة سخيفة، وكأنّ المصمم حاول جاهداً لأن يكون مبدعاً، والنتيجة هي أنه أبعد ما يكون عن الإبداع. يمكننا أن نرتدي فستان وكمامة بشكل منفصل، عادي. الرقبة العالية هي موضة جميلة، فلم نريد أن نشوهها بإدخال كمامة إليها، شو الفكرة؟
حقائب موسكينو
كل عام، يدخل موسكينو إلى قائمة أسوأ صيحات الموضة. أظن هذا هو هدف الشركة، نعلم أنّ الكثير يحب البراند ويتقبل تصاميمها الغريبة. ولكن this went too far حقائب هذه السنة هي عبارة عن رغيف خبز فرنسي، وإن كنت تعتقد أن ذلك ليس بمشكلة، أذكركم أن سعرها يبلغ ألف دولار.
كروب-توب للرجال
ترددت كثيراً قبل أن أدخل هذه البلوزة إلى القائمة لأنّني أؤمن أنّ لا يوجد قطعة ملابس لجندر معين. الرجال يستحقون الكروب-توب. لكن لنعترف، ارتدائها قد يعرضك للسجن أو التنمر وحتى الموت في البلدان العربية. سواء أردت ارتدائها أو لا، أنت حرّ تماماً، فقط كن حذراً، نحن مع الـ Inclusivity دائماً. (تم تعديل هذه الفقرة لإزالة أي التباس يتعلق بالـ fat shaming).
الأسؤا على الإطلاق: النقشات الموحلة
تعتمد دور الأزياء اليوم إدخال نقشة الوحل على الجاكيتات والجينز. لا نعلم من الذي قرر أنّ الوحل هو نقشة. مجدداً محاولة من الرأسماليين لجعل حياة الفقراء تبدو Exotic. الوحل ليس موضة. تحويل معاناة البعض لسلعة هو اسوأ ما يحدث لهذه البشرية، لن يكون الوحل أو الوسخ أمر رومانسي وع الموضة أبداً، هذا أمر لا يريد أيٌ منّا أن يعيشه وحتى لو بلغ سعره مئات الدولارات.
الأمر الأغرب هذا العام هو كيف تحول شراء الملابس المستعملة إلى شيء آخر تماماً هذا العام. شراء الملابس المستعملة من المفترض أن يساعدك أولاً على توفير المال وثانياً المحافظة على البيئة. لكن في 2020، بدأت تريند غريبة بالظهور تقوم على شراء ملابس من ما هو معروف بالبالة أو الأسواق الشعبية وإعادة بيعها على انستغرام بسعر أغلى. يطلق على هذه الصفحات اسم Thrift shop -لأنّ كلمة بالة قد تكون مزعجة للبعض. بدأت هذه الصفحات تتكاثر، ويقوم الناس بشراء ملابس مستعملة بأسعار مرتفعة على أنّها Vintage. كتير هيك.