عندما تتقدمين لوظيفة، فإنك دائما ما تستفسرين عن الراتب، ومدى ملاءمته لحجم الجهد المبذول في العمل، لكن هناك أمورًا لا تقاس هكذا، خصوصًا إذا كانت وظيفتك تحتم عليك التعامل مع الجمهور مباشرة، لأنك ستكونين على موعد مع غرائب وطرائف بلا حصر، كالتي تحكيها هنا فتيات يعملن، أو كن يعملن، في “الكول سنتر.”
ثروتي المسروقة مسؤوليتك
“كنت أعمل بشركة للاتصالات عندما تلقيت مكالمة من عميل بدأ يتشاجر معي لأن الشركة سرقت منه نصف جنيه. دامت المكالمة أكثر من ساعة ونصف، وبالتأكيد كانت تكلفتها تفوق المبلغ (المسروق). في اليوم التالي قدمت استقالتي.” – آلاء، 22
Videos by VICE
باي باي؟
“اتصل بي عميل، وفي ختام المكالمة عرضت عليه خدمة جديدة من الشركة، فقال لي إنه ليس مهتماً، اعتذرت له وشكرته. بعد قليل عاود الاتصال ليتشاجر بسبب إنهاء الاتصال، فأوضحت له أنني لم أضايقه بعرض خدمات ليس مهتمًا بها، فقال لي: كيف تغلقين دون أن أقول لك (باي باي)؟ شعرت أني أصبت بالشلل.” – زهراء، 23
حل من الاستاذ فودافون
“من أغرب المكالمات التي تلقيتها في وظيفة الكول سنتر، كان ذلك الاتصال من سيدة أخبرتني أنها تواجه مشكلة كبيرة وتريد مساعدتي، وعندما طلبت منها توضيح التفاصيل قالت لي إن زوجها هجرها، وترك لها مسؤولية رعاية الأطفال والإنفاق عليهم، وختمت المشكلة بقولها: أريد حلًّا من الأستاذ فودافون.” -سلوى، 30
بديل نشرة أخبار
“كنت أعمل بشركة للاتصالات وقت اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتلقيت مكالمة من عميل مصري مقيم بالخارج، لم يتصل لحل أي مشكلة تقنية أو البحث عن حلول لأي صعوبات تواجهه، بل اتصل لأنه أراد الاطمئنان على أحوال الشعب المصري، تعامل معي وكأني مذيعة نشرة أخبار.” – مي، 28
أنا مخطئة لكني سأشتمك
“كنت أعمل في الدعم الفني بكندا، واتصلت بي عميلة في نوبة غضب، لم تتوقف عن السباب طوال المكالمة بسبب انقطاع الإنترنت عنها، وظلَّت تتهمنا بالسرقة والنصب رغم اعتذاراتي المتكررة ومحاولتي لتهدئتها واحتواء الموقف. سألتها عن عدد اللمبات المضيئة في الراوتر فقالت إنها جميعًا مطفأة، طلبت منها أن تتأكد من توصيل الراوتر بالكهرباء، فوجدته مفصولًا. طلبت منها توصيله بالكهرباء ولكنها لم تعترف أن المشكلة لديها وأننا السبب. فقط في هذا العمل يمكن لوم موظف الكول سنتر، لأن العميل لا يدرك أنه يجب وصل الراوتر بالكهرباء.” – إيريني، 33
ما رأيك في أزماتي العاطفية؟
“أعمل في الأبحاث التسويقية، وفي إحدى مهامي اتصلت لأستطلع آراء العملاء في شركة للنقل الخاص، وشرحت للعميل أن بوسعه أخذ سيارة خاصة لقضاء مشاويره بسعر جيد، ففاجأني بسؤاله عمَّا إذا كنا نوفر خدمة النقل العام ميكروباص؟ لا حضرتك؟ بعدها بدقائق اتصل بي عميل يواجه صعوبات ما فطلبت منه أن يشرح لي ما يواجهه، فقال لي إنه يواجه مشكلات عاطفية ونفسية كثيرة، وحظه سيئ في الحب، ويحتاج لفتاة في حياته، وسألني: لماذا تفشل قصص حبي دائمًا؟ يومها طلبت مني مديرتي الحصول على استراحة وتهدئة مشاعري، حتى لا أفقد أعصابي مع العميل التالي.” – تقوى، 23
لماذا تخبريني بهذا؟
“اتصلت بي عميلة وسجَّلت شكوى مهمة، فطلبت منها الانتظار لأحل مشكلتها وسأعاود الاتصال بها لأطلعها على مستجدات الأمر. بعد ما أنهيت حل المشكلة اتصلت بها مجددًا لكنها لم ترد، وكررت الاتصال حتى يأست. في النهاية عاودت هي الاتصال بي واعتذرت لتأخرها، قلت لها لا مشكلة، وبدلًا من أن تسمع مني حل مشكلتها، شرحت لي سبب تأخرها، وأنها كانت تستحم وتعتني بنفسها لأن زوجها عاد من سفره فجأة. صُعقت من التفاصيل التي شاركتني بها فجأة، لماذا تخبريني بهذا يا سيدتي؟”-أمنية، 21
أنتِ (فارس) أحلامي
“أعمل كمسؤولة سوشيال ميديا، وأدير عدة صفحات لشركات كبرى على فيسبوك. من المعتاد أن أرد على استفسارات العملاء وتساؤلاتهم وشكاواهم، وعادة ما أواجه أسئلة سخيفة أو شكاوى غير منطقية، ولكن أغرب ما مررت به أنني تلقيت مجموعة كبيرة من الصور العارية، أرسلتها مراهقة عمرها 14 سنة واقعة في غرامي. أخبرتها أن ما تفعله خطأ وخطر، ولا علاقة له بعمل الصفحة، لكنها واصلت محاولاتها لجذب اهتمامي وإيقاعي في حبها. لم تقتنع أنني فتاة وظلت متمسكة بأنني رجل يتمنع في قبول حبها، ويعذبها بتجاهله. اضطررت لحجبها من الصفحة، لكن صورها ما زالت موجودة وبوسع المسؤولين الآخرين رؤيتها للأسف.” – ضحى، 29