أمور كان يجب أن نتعلمها في المدرسة أو في المنزل

Things-we-wish-we-learned

يحرص الكثير من أهالينا على القيام بعدد من الأعمال بأنفسهم بدل الاعتماد علينا، نحن الأصغر سنًا، وذلك إما رغبة منهم في تعبيد الحياة أمامنا أو ربما لأنهم يعتبروننا “مش قد المسؤولية.” هذا الأمر، يجعل الكثير منا، في سنوات لاحقة، تائهين أو عاجزين عن إنجاز مهام بسيطة، منها ما قد يتعلق باستخراج الأوراق أو كيفية وضع الحدود مع الآخرين، وأحيانًا حتى تغيير مصابيح البيت. الأمر ينطبق كذلك على التعليم، يتم التركيز على الجانب الأكاديمي البحت، مع تجاهل تام لتعليم الطلاب الأمور الحياتية مثل كيفية ادخار المال أو حتى تصليح عجل سيارة. 

شخصيًا، يستغرب الكثير من زملائي حين يعلمون أنني لم أقم بملء شيك في حياتي. ولا أعلم الكثير عن أنواع الحسابات أو الخدمات التي تقدمها المصارف، اللهم بعض الأمور الضرورية التي قد أحتاجها خلال إجراءات استخراج تأشيرة السفر أو كشف حساب. 

Videos by VICE

قمنا بسؤال عدد من الشباب حول أهم الأمور التي تمنوا لو تمّ إدراجها في المناهج الدراسية أو تعلموها في البيت.

تعلم قول لا بدون خوف
هناك الكثير من الأمور التي لم نتعلمها في المدرسة أو من الأهل، أهمها بالنسبة لي قول لا بدون خوف، بمعنى تعلم الاعتراض والاختلاف مع الأهل والأساتذة، هذا ما يصنع جيلاً قادر على التفكير بشكل نقدي، وليس خلق نسخ متشابهة مضطربة وخائفة من قول الحقيقة. أيضاً كنت أتمنى لو كان لدينا حصص متخصصة بدراسة الاشتراكية والأخلاقيات، فلا يفيد تعلم الرياضيات إذا كنت كمواطن لا تعرف سوى الخسارة طوال الوقت.” -نون، ٢٩ عاماً، كاتبة

الإسعافات الأولية
أعتقد أن الإسعافات الأولية من أهم الأمور التي تمنيت أن أتلقى فيها دروسًا خلال مرحلة مبكرة من الدراسة، خاصة وأنني قد أستطيع بها إنقاذ حياة من هم في خطر بخطوات بسيطة. أصبحت مقتنعًا بأهمية الإسعافات الأولية، بعدما كنت شاهداً على وفاة شخص ابتلع لسانه إلى أن اختنق وتوفي خلال مباراة كرة قدم في الحي، لم يكن أحد يعلم كيفية التعامل مع هذه الحالة، وبقينا ننتظر أن تصل سيارة الإسعاف. هناك العديد من الإسعافات الأولية التي يجب أن يتم تلقينها في حصص مدرسية، شأنها شأن غيرها من المواد، من بينها: الطريقة الصحيحة للتنفس الاصطناعي في حالة الغرق، إخراج الأجسام الغريبة التي قد يبتلعها الأطفال أو يستنشقونها وتتسبب في اختناقهم، التعامل مع الحروق وضربات الشمس، لدغات الحشرات أو الزواحف السامة، النزيف ابتلاع اللسان.” –كريم جمال، 20، طالب إدارة فندقية 

مواجهة التحرش
“شخصياً، كنت أتمنى أن يكون مجتمعنا أكثر انفتاحًا في مسألة التعامل مع التحرش بشكل عام، كأن تحدثني والدتي في الموضوع أو يتم تخصيص حصص أو ورشات مدرسية تعلمنا كيفية التعامل الصحيح مع حالات الاعتداء الجنسي، من تحرش وابتزاز واعتداء وتنمر، سواء في المؤسسات التعليمية، أماكن العمل أو في الشارع. تواجه غالبية النساء هذه المواقف بالصمت أو الخضوع أو الانسحاب بهدوء خوفًا من “الفضيحة” بدلاً من إبلاغ للشرطة أو حتى اللجوء لمؤسسات المجتمع المدني. أرى أن السبب في ذلك يعود لثقافة إلقاء اللوم على الضحية وتحميلها المسؤولية الكاملة بدلا ًعن الجاني، وهنا تكمن أهمية الوعي والتعليم المرتبط بكيفية مواجهة الحياة وفهمها والتعامل مع هذه المواقف دون خوف أو خجل، وليس فقط التركيز على الجانب الأكاديمي.” –جيهان ناهد، 27، مسؤولة حسابات وتدقيق

عقلية المستثمر
“منذ سن مبكر، ردّد الجميع على مسامعي عبارة “ادرسي جيداً حتى تحصلي على وظيفة جيدة” لكن لا أحد منهم حدثّني عن الاستثمار وكيف أن العمل بدوام 9-5 (وأحيانا أكثر) لن يجعلني غنية أبداً. أعتقد أن الجيل السابق، متشبع بعقلية الموظف حتى النخاع، يشجعونك منذ الصغر على الحصول على أعلى الدرجات لدخول جامعة مرموقة وبالتالي الحصول على وظيفة الأحلام. أستغرب كيف أنه لم يسبق أن تحدث إليّ أحد حول أهمية الاستثمار، وتنويع مصادر الدخل أو إطلاق مشروع ما ولو على الإنترنت، أو بيع خدمة معينة “فريلانس” سواء في مجال عملي أو أي مجال آخر، المهم، أي شيء يمكنني من خلاله كسب المال، وإمكانية تحقيق أرباح كبيرة في أسبوع واحد تعادل مجموع رواتبي لمدة سنة كاملة كموظفة.” –شيماء الفشتالي، 25، مسؤولة محتوى

الأوراق الرسمية
أظن أنه سيكون من الجيد لو تلقينا دروسًا أو علمني والدي في سن مبكرة كيفية إجراء وتخليص المعاملات الإدارية، كطريقة استخراج الرخص والوثائق الرسمية، معرفة الضرائب الواجبة على المواطنين وكيفية دفعها، أنواع التأمينات، ما العمل في حالة وقوع مخالفة، وبعد وقوع حادثة سير، وغيرها من الأمور. أعتقد أنه من المهم أن نتعرف كشباب وناشئين على أدوار ومهام كل مؤسسة رسمية في هذا البلد، وكيفية استخراج الوثائق الضرورية وإلى أي مؤسسة عليّ أن أتوجه. الأمور القانونية والتجارية مهمة أيضًا، فأنا، على سبيل المثال، لا أعرف ماذا يمكنني فعله لافتتاح مقهى أو مطعم أو صالون حلاقة، وما هي أنواع الشركات التي يمكن إنشاؤها، وإلى أين أذهب في حال عقدت العزم على إطلاق مشروعي الخاص. هناك الكثير من الأمور الإدارية التي أجهلها تمامًا، وهذه المعلومات كان بإمكاننا معرفتها في المدرسة أو في المنزل.” –محمد أمين، 29، مسؤول نقل ولوجستيك

ثلاثية الجنس، المال، والتواصل
تمنيت لو أتيحت لنا فرصة تعلم مواد التربية الجنسية والتواصل والتعبير عن النفس في المدرسة، إنها ثلاثية باتت قادرة على حلّ أغلب مشاكلنا اليوم. بداية، أعتبر أن التربية الجنسية تعلمك التعامل مع متغيرات جسدك وهرموناتك وأحاسيسك وهويتك النفسية والجنسية، وبطبيعة الحال التعامل مع شريكك الجنسي. كثيرة تلك المشاكل التي تملأ محاكم الأسرة والتي أعتقد أن سببها الأكبر عدم الوعي الجنسي الكافي، ثم إن الكثير من مشاكل المجتمع هي بسبب الكبت الناتج عن الجهل الجنسي كالابتزاز، والتحرش والاغتصاب. ثم هناك التواصل، الكثير من الناس لا يجيدون التعبير عما يؤذيهم وما يحبونه ويرغبونه ويخافونه، تتعقد العلاقات وتزداد المشاكل بسبب طريقة التواصل الخاطئة، نفقد فرصًا هامة في العمل والحياة والأسرة بسبب ضعف التواصل، وقد تنتهي صداقات وعلاقات بسبب نفس المشاكل. 

وأخيراً، من الجيد لو يتم تخصيص حصص حول الإدارة المالية في المدرسة، أي كيفية جني المال وكيفية صرفه وادخاره واستثماره أيضاً، معرفة طريقة ترشيد النفقات والتحكم فيها، التوفيق بين الدخل والنفقات، وطرق الاستثمار.” –حمزة الترباوي، 31، صحفي

البريكولاج
“من المفيد والممتع تلقي دروس في الأعمال والأشغال اليدوية أو كما نسميها في المغرب بـ”بريكولاج” على اعتبار أنني نشأت في منزل نتصل فيه بالعامل أو التقني لإصلاح أي أمر بسيط في الحمام أو التلفزيون أو لتركيب أسطوانات الغاز. 

لقد بدأت أرافق جميع الصناع الذين كان يستقدمهم والدي من أجل إصلاح شيء ما في المنزل، حتى أصبحت الآن بارعًا في تثبيت باب مخلوع، إصلاح تسريب للماء، تغيير أسطوانات الغاز، تركيب المصابيح، وتغيير العجلات للسيارة. وفي حال ما كان العطل يستلزم حضور متخصصين، فأحرص على مرافقتهم ومشاهدة جميع الخطوات التي يقومون بها. لدي الكثير من الأصدقاء الذين يعجزون عن تركيب أو إصلاح أي شيء كان، ولهذا، فأنا أعتبر أن تخصيص حصص في “البريكولاج” أمر في غاية الأهمية للرجال والنساء على حدّ سواء، ففي الأمر توفير للمال ووقت انتظار العامل الذي قد يأتي أو لا يأتي.” –محمد الطاهري، 21، طالب دراسات عليا