أنا شاب مِثلي، اعترفت صديقتي بانجذابها لي، هل أخبرها بالحقيقة مع أنها هوموفوبيك؟ نصائح من القلب المكسور

1

أنا شاب مثلي الجنس، اعترفت لي صديقتي المفضلة والمقربة بانجذابها لي، فكرت مسبقاً في أن أخبرها بحقيقتي ولكن اكتشفت أنها Homophobic فلم أستطع إخبارها. ظلت تحاول أن تقنعني بالأمر وأنا أرفضه، وازدادت علامات الاستفهام حولي من أصدقائي إذ كيف يمكن لي أن أرفض فتاة بهذا الجمال. لا تنتهي المشكلة هنا، بل المشكلة الأكبر أن لدي مشاعر انجذاب بين صديق straight مقرب لكلينا وأحياناً أشعر بالغيرة عندما أكتشف أنهما يتحدثان معاً، ولا أعرف كيف أتخطى هذه المشاعر. هل من نصيحة أو مساعدة لأتخطى هذه الفترة؟

أنت مقبل على العديد من المعارك الهامة التي تحتاج كثيراً من البصيرة والهدوء لتتخطاها. أول هذه المعارك هي أن تتعلم كيف تصد النساء نهائيًّا وتقطع أمامهن الطريق إذا اعترفن لك بمشاعرهن مستقبلاً. تجربتك مع صديقتك لم تكن مثالية، فالعذر الذي قدمته لها “أخشى الارتباط بك كي لا نخسر صداقتنا” ليس عذرًا مقنعًا يجعلها تتراجع عن المحاولة، بل منحها سببًا تقاتل من أجله وهو أن تثبت لك مشاعرها وتمسكها بك، وأؤكد لك أنها كانت على استعداد لتحمل أي عبء في علاقتكما لتقنعك بأن من الممكن أن تنجحا. لا تفعل هذا مستقبلاً، لا تقدم نصف عذر أو سببًا يمكن تخطيه، بل يجب أن يكون رفضك واضحًا وقاطعًا يؤكد أنك لست متاحًا ولن تكون متاحًا أبدًا، سيكون هذا مؤلمًا للطرف الآخر في البداية، لكنه سيكون خلاصًا حقيقيًّا من الأمل الكاذب ومحاولات التمسك، وأنت مدين بهذا لمن يكن لك مشاعر طيّبة، ومدين بهذا أكثر للمرأة التي وصفتها بأنها صديقتك المفضلة والمقربة.

Videos by VICE

كرجل مثلي يعيش في مجتمع عربي، فالتصريح بمثليتك للنساء -أو لأي شخص- ليس واردًا إلا في أضيق الحدود، وربما لا يحدث أبدًا، لأن نظرة الناس للمثليين مفعمة بالأفكار المغلوطة، ورهاب المثلية أو الهوموفوبيا يتفاقم يومًا بعد يوم. كانت عبارة “أنا مثلي I am gay” كفيلة بإنقاذك من مشاعر صديقتك، لكن بما أنك اخترت ألا تصرح بهذا بعد، فالبديل هو أن تقدم سببًا آخر، ووضح لها لا تنظر لها بشكل عاطفي وتريدها في حياتك كصديقة فقط، وعليها أن تبحث عن شخص يبادلها عواطفها. قل هذا بوضوح ودون تردد مهما شعرت أنك قاسٍ، ربما تسبب لها الألم في البداية لكنها ستمنحها خلاصًا مؤكدًا، ستجعلها متأكدة أنك غير مهتم ولن تهتم، وعندها يمكنها أن تتجاوزك وتبحث عن حب جديد.

المعركة الثانية هي مشاعرك بالإعجاب نحو صديقك، رغم معرفتك أنه غيري الجنس Heterosexual. هذه معركة مرهقة، فمشاعر الانجذاب والرغبة نحو شخص لا يشاركنا ميولنا الجنسية أمر صعب، لأنه يعني أن لا سبيل أمامنا لأن نكون معًا، ويصبح الأمر أصعب عندما يكون هذا الشخص صديقًا، نلمس الجوانب الرائعة في شخصيته ما يزيد تعلقنا به، لكن -وهذا هو عكس تجربة صديقتك- إدراكك لاستحالة العلاقة هو مفتاحك لتخطيها.

أولى نصائحي لك هو أن تأخذ وقتًا كافيًا لاستيعاب فكرة أن العلاقة مستحيلة، أنت تعرف هذا. لهذا اشغل نفسك خلال هذه الفترة، وحاول أن تقضي وقتًا أقل مع صديقك هذا حتى تمر ذروة مشاعرك. خلال فترة ابتعادك عنه ابحث عن آخرين، أشخاص يشاركونك ميولك يمكن أن يكونوا شركاء مناسبين لك. جرب الخروج لأماكن جديدة حيث تصنع أصدقاءً جددًا وتخلق دوائر معارف مختلفة. أي أنشطة تصرف ذهنك عن التفكير في هذا الشخص ستكون شيئًا رائعًا ومساعدًا، حتى لو قررت خوض ماراثون لمشاهدة أفلامك أو مسلسلاتك المفضلة، لتنفصل عن العالم وتغرق في الخيال قليلاً.

هاتان المعركتان ستتكرران في حياتك مستقبلاً، ستقع النساء في حبك، وستشعر بالإنجذاب لرجال غيريين أكثر من مرة، وسيساعدك على تخطي هذه المعارك حسمك لمعركة أخرى أكبر وأكثر أهمية، هي معركة التصريح بمثليتك Coming out. لا يمكن لأي شخص أن يحدد لك متى تصارح الآخرين بتوجهك الجنسي، خصوصًا أن تصرفًا كهذا يعد محفوفًا بالمخاطر في مجتمعاتنا.

أنت بحاجة للتفكير في نوعية الأصدقاء الذين يحيطون بك، هل هم أصدقاء حقيقيون سيتقبلونك حقًّا مهما اختلفت عنهم، أم ينتمون إلى السواد الأعظم الذي يتبنى خطاب تحريض وكراهية ضدك؟ أنت بحاجة إلى مجتمع صغير من الأصدقاء يعرفك حقًّا، ويمكنك أن تخبرهم بمثليتك دون خوف من خسارتهم أو إيذائهم. فكّر في أصدقائك وأعد تقييمهم، وابدأ بأقربهم إليك وأوثقهم معرفةً بك. أتمنى أن تفضي بك تلك المعركة إلى دائرة معارف موثوقة وآمنة يمكنك فيها أن تكون على طبيعتك وتتصرف بتلقائية، وأتمنى أن يتغير الوضع العام المحيط بنا، وأن تعيش في عالم يمكنك فيه أن تخبر صديقتك المقربة بأنك مِثلي دون أن تخشى رد فعلها.

أنا فتاة جميلة، مستقلة كليًا، ناجحة و مميزة في عملي، وأعامل الناس بطريقة رائعة لدرجة أنهم لا يصدقون أنني حقيقية. رغم سماع هذا الكلام عن كم أنا مميزة من كل شاب أتعرف عليه، لا أحد منهم يريد علاقة حب. أشعر بمكان ما أن مشاعر الإعجاب موجودة، ولكن لا أعرف لما لا أستطيع الارتباط وسبب عدم رغبتهم بذلك. كيف لي أن أغير هذا الحال من إعجاب إلى علاقة؟ لماذا يخافون من الاقتراب مني رغم قولهم إنني امرأة لا تتكرر؟

أعجبتني ثقتك بنفسك وتقديرك لصفاتك الجيدة، وأعجبني أيضًا ثقتك بقدراتك ومهاراتك واستقلاليتك.. إنها نعمة عظيمة لك كامرأة أن تكوني قادرة على إدراك مميزاتك هكذا، وأن تعبري عنها بانفتاح دون أن تخشي النظر لك كإنسانة مغرورة أو مفرطة في تقدير ذاتها. في مجتمع كمجتمعنا يستقبل الناس ثقة النساء بأنفسهن بحساسية مفرطة، ويسيئون تأويلها وعادة ما يتجنبونها. من هنا مفتاح إجابة مشكلتك.

في البداية دعيني أخبرك أن لديك خلطًا بين فكرتين منفصلتين، الأولى هي إدراكك لنفسك كإنسانة ناجحة ومستقلة، تبني حياتها بثقة وثبات، والفكرة الثانية هي فكرة افتقادك كامرأة للحب والعلاقات، ومن الطريقة التي طرحتِ بها مشكلتك يبدو أنك تظنين كونك ناجحة ومستقلة ورائعة مبررات كافية جدًّا لتحصلي على شريك يحبك، لكن هذه للأسف فكرة خاطئة وبعيدة عن الحقيقة.

نحن نستحق الحب لأننا نحن، لأننا بشر لنا صفات جيدة ونزعة إنسانية تجعلنا نتصرف مع الآخرين “بطريقة رائعة لدرجة أنهم لا يصدقون أنني حقيقية” ولأننا مميزون بطبيعتنا وهويتنا وشخصيتنا، ولأن ما نحبه ونتمناه في حياتنا شيء مشترك بيننا وبين نصفنا الآخر.

من هنا تولد العلاقات والإعجاب والارتباط والحب والزواج، ليس لأنك ناجحة ومتحققة ومستقلة، بل لأن صفاتك وطبيعتك وجوهرك كإنسانة شيء محبوب ومرغوب من شريكك، ولو لم تكوني ناجحة ولا متحققة ولا مستقلة فمن حقك أن تكوني محبوبة وفي علاقة مع رجل يحبك ويرغبك، نجاحك واستقلاليتك ليسا ما يجعلانك تستحقين الحب، بل أنتِ، كل الصفات والأفكار التي تجعل منك إنسانة. من الضروري أن تستوعبي هذا تمامًا، أن تقدّري أنك أكبر بكثير من مجرد إنسانة ناجحة، لديك أشياء أعمق وأهم من النجاح تجعلك تستحقين الحب. هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية المهمة هي أن المرأة المستقلة الناجحة المتحققة ليست دائمًا الشريكة المرغوبة رقم واحد بالنسبة لأغلبية الرجال؛ نحن نعيش في مجتمعات تغذي الذكورية السامة، والرجولية الهشة، وتربي الرجال على البحث عن شريكة أضعف و”أقل منهم” يتسيدونها ليشعروا بسيطرتهم وهيمنتهم. امرأة مثلك تهدد شعور هؤلاء الرجال بالتفوق.

أنت تستحقين الحب لشخصك. وكونك ناجحة سيجذب لك في النهاية رجالاً ناجحين مثلك، قادرين على تقدير الجانب العملي من حياتك، لا يشعرون بالتهديد منك، وقادرون على دعمك ومشاركتك الرحلة. وكونك قادرة على تقدير نفسك ومميزاتك سيحميك إلى حدٍ كبير من الوقوع في علاقة مسيئة تعاملين فيها بأقل مما تستحقين. ابحثي عمن يرضيك، ولا تقبلي بأقل مما تستحقين، واخرجي لدوائر جديدة تلتقين فيها برجال مختلفين يقابلونك كامرأة وكإنسانة ناجحة معًا، ولا يرون منك جانبًا واحدًا فقط.

كل الحب والحرية.