من حرية التعبير، إلى المصارف والأزمة المالية، إلى انقطاع الكهرباء والبنزين، والعنف الأسري يناقش البرنامج اللبناني الكوميدي Coffee Break عدة مواضيع حياتية بطريقة ذكية وساخرة. أخذ البرنامج الذي تقدمه نادين شلهوب، 31 عامًا، وناتالي مصري 41 عاماً، زخماً كبيراً خلال انتفاضة 17 تشرين عام 2019، ولا يزال يحقق الكثير من المشاهدات من بينها فيديو “أين النساء، ممممممم مش وقتهم هلق” عن حالة المرأة في لبنان وهو من أكثر الفيديوهات التي حصلت على مشاهدات بين جميع فيديوهات كوفيه بريك -الفيديو كان للتوعية على العنف ضد المرأة بالتعاون مع جمعية أبعاد.
كوفيه بريك هي تجربة ثنائية تقوم عليها نادين وناتالي بدون مساعدة خارجية، يعتمدن على عدسة اللابتوب غير المتطورة في مكتب ناتالي لتصوير الفيديوهات، وليس لديهم مصور، ممنتج، أو أي فريق عمل.
Videos by VICE
في هذه المقابلة، أتحدث مع نادين وناتالي عن فكرة البرنامج والصعوبات التي يواجهنها، هل يتلقين شتائم أو تهديدات مثل معظم الكوميديين؟ وغيرها من الأسئلة غير الجدية التي يجاوب عليها هذا الثنائي (مش أمل وحزب الله).
VICE عربية: هاي، كيف بتعرفوا عن حالكن، بتغنوا وتكتبوا وبتنتجوا فيديوهات. فنانات شاملات يعني؟ نادين وناتالي: نعم نعم، نحنا كل شيء فيه فن وتعبير، الآن بلشنا نفوت رقص. بخصوص الغناء، الحمدلله على نعمة التكنولوجيا وAuto-Tune، وعندما يقومون باختراع تقنية أكثر حداثة سنستعملها لاخفاء النشاز في صوتنا، “هالقد ما منعرف نغني.” ولكن هذه طريقة تعبير ساخرة.
**شو رماكم على هذا المجال؟
**كنا في عام 2015، قاعدين على البلكون، ضجرانين وكانت نادين بتكتب آرائها على مدونتها الخاصة، وفكرنا لماذا لا نحول هذه الآراء إلى فيديوهات، وهذا ما حصل وتفاجئنا أن أول فيديو تم مشاهدته جيداً، وقررنا منذ تلك اللحظة إطلاق صفحة كوفي بريك.
**الضجر مفيد، ولكن هل هو مربح؟
**نحن لا نعيش من كوفيه بريك، بل لدينا عملنا الخاص، كتير بنحب أن يصبح هذا عملنا، من دون أن نصبح تجاريين، ومن دون خسارة مصداقيتنا، وأن لا يرتبط التمويل بالمحتوى، فليس هدفنا أن نقوم بإعلانات فقط من أجل المال، على حساب صورة واسم كوفيه بريك.
ليه العالم بتابع كوفي بريك. وهل جمهوركن لبناني فقط؟ لا يعنينا تقديم محتوى مختلف عن الموجود، بقدر ما يهمنا أن يكون المحتوى يشبهنا دائماً، المختلف أن المحتوى الذي نقدمه هو غير صدامي ولا يحتوي شتائم، وهو غير مباشر كذلك. لسنا ضد الطرق الأخرى في السخرية، لكن هذه طريقتنا، نحن نقدم النكتة بطريقة “لائقة” إذا صح التعبير. إلى الآن جمهورنا لبناني، لأننا نقدم محتوى أغلبه لبناني، ولكن نسعى لنقدم محتوى يحاكي الجمهور العربي، والآن نعمل على بودكاست لذيذ وسريع يشبه ذلك الذي قمنا به مع نانسي عجرم.
**هل أفكار الحلقات التي تقدمونها عفوية، أم تأخذ الكثير من التخطيط؟
**نحن صراحةً لا نخطط للمحتوى الذي نقدمه، بل نقوم بكتابة وإنتاج الفيديوهات بشكل عفوي، من دون التفكير بموضوع الفيديو القادم، وليس لدينا جدول محدد نلزم أنفسنا به كي نقوم بإنتاج فيديو جديد، بل الأمر يعتمد على حالتنا النفسية.
**لا تتلقين الكثير من الشتائم والاعتراضات، في عالم السوشيال ميديا، لماذا، هل أنتما محبوبات لهذه الدرجة، أو لأنكما تسايرن الجميع؟
**نحن محبوبات ههههههههه، خلص وقف عند هالجواب. في الواقع نحن لا نقدم بمحتوى هجومي ولا نستعمل الشتائم، كما لا نسخر من أشخاص محددين، بل من حالات عامة في المجتمع والسياسة. نحن نلتف على السخرية المباشرة للأشخاص والسياسيين، لدينا طريقتنا التي نراها فعالة وتوصل الرسالة بشكل مختلف.
**المسلسلات اللبنانية كانت مادة دسمة للبرنامج، أين أصبحت الآن؟
**في الحقيقة لدينا هجمة مرتدة نقوم بها الآن على المسلسلات اللبنانية بعد غياب عنها. المشكلة أن هذه المسلسلات لم تجدد نفسها فأصبحت النكتة عليها مكررة جداً مثل سيناريوهاتها. بشكل عام، المحتوى الذي نقدمه مرتبط بالمجتمع، والمجتمع اللبناني دسم، ونحن نقرأ المجتمع كمحتوى، كما نقرأ أنفسنا هكذا أيضاً، لذلك ننتقد تصرفات المجتمع، ولكن أكيد أن الشعب اللبناني هو منبع للكونتنت.
**لو خلقانين بقلب مسلسل لبناني، مين بتحب تكون الفقيرة الي بحبها غني، أو الغنية الي بحبها فقير؟
**نادين: الفقيرة التي تصبح أميرة.
ناتالي: أريد أن أكون فتاة عادية (غير متوفر حالياً في المسلسلات اللبنانية).
**بعد الانهيار الاقتصادي، كأنه أصبحت فيديوهاتكم أكثر تسييساً؟
**صحيح، لأن الانهيار دخل في حياتنا، وانهرنا سوياً، أصبحت السياسة جزأً من حياتنا، فقدنا مدخراتنا في المصارف، ونعاني كما غيرنا من انقطاع البنزين والكهرباء والإنترنت طوال الوقت بطريقة لا يمكنك إلا أن تتكلم عن هذه القضايا.
**بخصوص الانتخابات النيابية اللبنانية، هل تفاجئتما بالنتائج؟
**تفاجئنا أن الناس ذهبت لتنتخب نفس الأشخاص، والتغيير حصل ولكن بقدر التوقعات، وهذا فعلاً أمر غريب ويحتاج لدراسة وتحليل، لماذا قد تنتخب ذات الأشخاص الذين أوصلونا إلى الحالة المأساوية التي نحن عليها اليوم؟
**في أمل؟
**أكيد في أمل، يمكن مش على وقتنا، ولكن لدينا أمل.
**هل سبب فيديو النشيد الوطني اللبناني أي مشاكل لكما؟
**لقد تم إغلاق حسابنا على إنستغرام بعد هذا الفيديو لعدة أيام، وتواصلنا معهم لإعادته. نحن لم ندخل بقضية إن كان النشيد مسروق أو لا (يقال أن لحن النشيد الوطني مسروق)، نحن فقط قمنا بتحليل كلمات النشيد، وما إذا كانت كلماته صالحة اليوم. نحن بطبيعة الحال لا نحب النشيد، فهو صعب، وكلماته كليشيه.
**سؤال برامج التسعينات. وين شايفين حالكن بعد عشر سنين.
**نادين: في اليونان، مع فيلا كبيرة وقارب، وناتالي جنبي. -ناتالي فضلت عدم الإجابة.