دراسة: 40% من موظفي الجيل Z يشعرون بالندم لقبولهم عرض عمل

4595019351_ec347306f0_o

لم يعد الحصول على وظيفة هو الهدف فقط بالنسبة للجيل الشاب، بل الحصول على وظيفة جيدة وممتعة وساعات عمل مرنة – فعدد الموظفين الذين يعبرون عن ندمهم على القرارات التي اتخذوها بخصوص قبول عرض في تزايد، بحسب دراسة جديدة لشركة غارتنر للاستشارات. وقد اشارت الدراسة الى أنه في سنة 2018 أفاد 40٪ من الجيل Z (جيل زد) أنهم لم يكونوا ليكرروا قرارهم بقبول الوظيفة التي عرضت عليهم.

الموضوع معقد، ندم المرشحين على قبول وظيفة ما يتسبب بتركهم العمل وانخفاض قدرتهم على الإنتاج، حيث أكد ثلث المرشحين الذين عبروا عن الندم على قرارتهم بقبول وظيفة الى أنهم يعتزمون ترك مناصبهم الوظيفية في غضون اثني عشر شهراً.

Videos by VICE

وتشير لورين سميث؛ نائب رئيس قسم تدريب الموارد البشرية في شركة غارتنر أنه لمواجهة هذا التنامي في ندم المرشحين على قبول وظائف، ولمعالجة المشكلات المتعلقة بضعف الأداء و أو نسبة ترك العمل العالية، “تحتاج الشركات إلى فهم أفضل لما يصبو إليه مرشحو الجيل Z.”

وبوصفهم موظفين رقميين، يعي مرشحو الجيل Z -المولودون في الفترة الممتدة من منتصف التسعينيات إلى أوائل الألفية الثانية -الى أن الابتكار والتغيير ثابتان؛ ولكي يظلوا مواكبين للتقدم التكنولوجي، يفضل موظفي الجيل Z وظائف تتواجد فيها فرص للتدريب والتطور على المستوى المهني والشخصي. ووفقاً لما أجرته شركة غارتنر من مسح بياني لسوق العمل العالمي سنة 2018، ذَكَر 23٪ من مرشحي الجيل Z أن فرص التطوير هي عامل الجذب الرئيسي في قبول وظيفة عمل، مقابل 17٪ فقط من أسلافهم من جيل الألفية سنة 2013.

يشعر الكثير من جيل ما بعد الألفية بالراحة في العمل عن بعد أكثر من أي جيل آخر

بالإضافة إلى فرص التطوير، يتوقع مرشحو الجيل Z مرونة في ترتيبات عملهم؛ كالقدرة على العمل من أي مكان حيث يشعر الكثير منهم بالراحة في العمل عن بعد أكثر من أي جيل آخر. كما يرى هؤلاء الموظفين أن العمل لا بد أن يشمل علـى الترفيه، وأن الترفيه يجب أن يُدمج في العمل. وتضيف سميث: “قيما يخص الدُفعة الأخيرة ممن التحقوا بركب القوى العاملة، نشهد زيادة في التركيز على التكامل بين العمل والحياة، والموازنة بينهما.” وهذا ما تؤكد عليه أيضاً دراسات أخرى، فمكان العمل الجذاب والممتع هو عامل مهم جداً من قبول هذا الجيل لوظيفة ما.

وترى شركة غارتنر أن التعويضات المالية لم تعد وسيلة مضمونة للحفاظ على القوى العاملة الشابة، ففي سنة 2018 قال 38٪ من موظفي الجيل Z أنهم سيتركون وظيفتهم على الرغم من التعويض المالي مقارنة مع 41٪ من جيل الألفية في سنة 2013. وتضيف سميث: “نظراً لتركيز خريجي اليوم على التعلم وتطوير مهاراتهم، على أرباب العمل الذين يتطلعون للحصول على التزام وظيفي من موظفي الجيل Z أن يضمنوا تقديم هذه المزايا، فقد أظهرتْ أبحاثنا أن مدير الموظف أكثر مَن يؤثر في مدى التطور الذي يحصل عليه الموظف.”

كما اختلفت اهتمامات جيل Z عن جيل الألفية بالنسبة لنوع الوظيفة وتأثيرها على البيئة. فقد أظهرت دراسة عالمية لاستطلاع رأي الشباب أجرتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”- أن 2 من كل 3 شباب (59%) في جميع أنحاء العالم يرغبون بالعمل أو الدراسة في مجالات ترتبط بالاستدامة. كما أظهرت نتائج الاستطلاع مستوى القلق بين جيل ما بعد الألفية حول تغير المناخ، حيث قال 40٪ من الذين شملهم الاستطلاع أن البيئة من بين أكبر التحديات التي تواجه العالم في العقد المقبل، قبل الاقتصاد (34٪)، والإرهاب (32 ٪) والفقر وعدم المساواة (29٪) والبطالة (29٪).

في العصر الرقمي الحالي، يعلم خريجو الجامعات أنهم يمتلكون مجموعة من مهارات فريدة يتزايد الطلب عليها كي تعوضهم عن نقص الخبرة. يبدو أن على الشركات أن تتكيف مع هذا الواقع الجديد. المستقبل لا ينتظر.