سألنا أمهات جدد عن الأمور التي يخفونها عن الجميع ولماذا؟

new

في صباح السابع عشر من شهر فبراير، هاتفتني أمي لتطمئن على صحتي وصحة مولودتي التي وضعتها للتو، تعيش أمي في بلد آخر غير الذي أعيش فيه، ولم تكن تعلم أنني ذهبت إلى المستشفى بعد منتصف الليل، حيث كانت نائمة حينها. وجدت نفسي بدون تخطيط مني أخبرها أن الولادة لم تكن صعبة وأنني حظيت بولادة طبيعية سهلة، ولكنني كنت أكذب. لم أعرف لماذا كذبت عليها، ولكنني وجدت نفسي أكرر نفس الكذبة مع شقيقاتي وصديقاتي، وأخبرت شريكي أنني لا أريد أن أخبر أحداً أنني خضعت لعملية ولادة قيصرية بعد أن “فشلت” في تحمل ألم الولادة الطبيعية.

بقيت أياماً طويلة أفكر في الأمر، وأشعر بالندم والخجل أنني لم أحظى بالولادة التي حلمت بها طوال أشهر حملي التسعة. تغير ذلك بعد مشاهدتي لفيديو على يوتيوب لمدونة مشهورة مختصة بأمور الأمومة والطفولة، تتحدث عن الخجل الذي يصيب الكثير من الأمهات بأمور تتعلق بأمومتهن وطريقة تربيتهن لأطفالهن، وأن جلد الذات هذا هو أسوأ ما تقوم به الأم لنفسها. بدأت المدونة تتحدث عن الأمور التي تخفيها الأمهات عادة لتحافظ على صورة الأم المثالية، ومن ضمن الأشياء التي قد تخفيها الأم أنها لم تستطع تحمل آلام المخاض الطبيعي. غيّر هذا الفيديو حياتي بشكل كبير، وبعد الحديث مع صديقاتي، وجدت أن كل واحدة منهن إما تخفي شيئاً عن المحيطين بها، أو تخجل من الحديث عنه. هذه هي بعض إجابات الأمهات اللواتي سألتهن عن تجاربهن مع حروب يومية في الحفاظ على صورة الأم المثالية بأعين المحيطين بهن.

Videos by VICE

سيقال عني: أنانية و عديمة الرحمة
”يبلغ إبني من العمر سنة ونصف، أرسلته إلى حضانة لكي أتفرغ لحياتي المهنية وأخطط لمستقبلي، فأنا أعمل كمهندسة معمارية حرّة، فبالتالي أستطيع أن أخفي عملي الحر بسهولة. لا أشعر بالذنب لأنني أرسلت إبني إلى الحضانة، لأن هذا تصرف طبيعي من وجهة نظري، ولأنني أريد أن أكمل عملي في المجال الذي بدأته. ولكنني قررت ألا أشارك أحداً هذا التفصيل، لأنني أدرك ما سيقال عني: أنانية و عديمة الرحمة، وغيرها من الأوصاف التي تريد أن تنال من أمومتني. أشعر أن البعض يريد الانتقاص من أمومتي، ولكن لا أعرف لماذا يفعلون هذا.” -مها، 26 عاماً

يعتقد البعض أن عدم قضائي كل الوقت مع ابنتي هو تصرف أناني
“أحاول في بعض الأوقات أن أسافر وحدي دون اصطحاب ابنتي معي، أتركها مع جدتها عدة أيام حتى أجدد نشاطي، وأعلم أنها تحب أن تبقى في بيت جدتها تلعب مع أقاربها من عمرها. قرأت ذات مرة أن الأم الجيدة هي أم سعيدة بالدرجة الأولى، وهذا ما أؤمن به. ولكنني عندما شاركت هذا الأمر ذات مرة مع إحدى صديقاتي، قالت لي باستغراب “ألا تعتقدين أنها ستكون سعيدة أكثر إن بقيتِ بجانبها؟” علمت حينها أنها حكمت علي بأنني أم غير جيدة، وحاولت أن لا أشارك هذا معها مرة أخرى. هذا الشيء الوحيد الذي أخفيه لأنني أشعر أن عدم قضائي كل الوقت مع ابنتي هو تصرف أناني من وجهة النظر البعض، ولكنه ليس كذلك بالنسبة لي. أنا أقضي الكثير من الأوقات الرائعة مع ابنتي، حتى وأنا أقوم بعملي اليومي واستكمال دراستي، هي دائماً بجانبي، وأنا أعلم أنها سعيدة، وهذا يكفي.” – نهى، 30 عاماً

أعطي ابنتي حليباً صناعياً بشكل “سري”
“حماتي تعتقد أن الحليب الصناعي خيار سيء ويضر الطفل، وأنا أريد أن أعطي طفلي حليباً طبيعياً وصناعياً في نفس الوقت، لا أعتقد أن هذا يؤذيه. في كل مرة كنت أعطي طفلي حليباً صناعياً أمامها كانت تشعرني بالذنب وأنني أم سيئة ومقصرة، وهذه النظرة كانت تؤلمني كثيراً. مؤخراً، أصبحت أعطي ابنتي حليباً صناعياً بشكل “سري” حتى لا أستمع إلى نصائحها. على الرغم من أنني أعلم أنني لست أماً سيئة، ولكن هذه التعليقات على خياراتي كأم تحبطني، إخفاء الأمر هو الحل.” – أماني، 28 عاماً

لا أستطيع تحمل تكاليف المستشفيات الخاصة
“كنت أتحدث مع صديقاتي وأخبرتهم أنني أخذ إبني للعلاج في إحدى المستشفيات الحكومية بحكم وضعي المادي، واستغربت من سماع تعليقات مثل “حرام ليش هيك بتعملي”، “ليش ما تاخدي ابنك على مستشفى خاص.” ولكنني لا أستطيع تحمل تكاليف المستشفيات الخاصة، وهذا لا يجعلني أم بخيلة أو سيئة.” – ياسمين، 28 عاماً

توقفت عن مشاركة مشاعري مع أحد
“لم أكن أعلم الكثير عن اكتئاب ما بعد الولادة، ولكنني وبعد ولادة طفلتي الأولى كنت أشعر بالحزن بشكل مستمر، أصبحت دائمة البكاء والقلق، وعرفت أن ما يحدث معي هو اكتئاب ما بعد الولادة. أردت أن أشارك ما أشعر به مع صديقاتي، ولكن ردة الفعل كانت سلبية وأعتبروا أنني يجب أن “أحمد ربي على اللي عندي.” لهذا توقفت عن مشاركة مشاعري مع أحد. جميع من حولي يرون ما أمر به كـ دلع ونكران لنعمة الإنجاب، ولكنني أعلم أنه ليس كذلك. من الصعب أن لا تستطيع مشاركة مشاعر طبيعية مثل الاكتئاب خوفاً من الحكم عليك لأن حكمهم دائمًا قاس.” – خديجة، 26 عاماً

كل من حولك له رأي في تربية طفلك
“في العادة، يتم مضايقة الأم التي تعطي ابنها حليباً صناعياً، ولكن ما حدث معي هو العكس. منذ ولادة ابنتي، اتخذت قرار الرضاعة الطبيعية، لأنني أعتقد أنه الخيار الأفضل. ولكنني فوجئت بردود فعل مفاجئة من المحيطين، فهم يصرون أنني يجب أن أعطي ابنتي حليباً صناعياً كي يزيد وزنها بشكل أسرع. أثر الموضوع على علاقتي مع زوجي، فهو أصبح يسمع من المحيطين ويقتنع أن الحليب الصناعي واجب من أجل زيادة وزن الطفل. ولكني أوضحت له أن ما يهم هو أن تنعم طفلتي بصحة جيدة ووزن يزيد بشكل منتظم، ليس أكثر من ذلك. من المزعج أن يرى من كل حولك أن تربية طفلك تخصهم وأن لهم رأي في خياراتك، هذه الأمور تخص الأب والأم فقط.” – آلاء، 30 عاماً

لا أمانع أن يلبس إبني الألوان الفاتحة
“هناك الكثير من الأمور التي تتعلق بتربية أولادي لا أشاركها مع الجميع، ولكن الأم لا تستطيع أن تخفي كل شيء. فأنا مثلا لا أمانع أن يلبس إبني الألوان الفاتحة مثل الزهري والبنفسجي، لأنني لا أراها حكراً على البنات، ولكنني أواجه تعليقات سلبية من المحيطين بحجة أن هذا فعل يضر بمصلحة إبني، ولكن في الحقيقة أن لا أحد يعرف مصلحة ابني مثلي.” – ليلى،37 عاماً