يمكننا أن نتتبع تاريخ التزلج في العالم العربي إلى الثمانينيات في لبنان، والتسعينات في مصر والإمارات. وفي العقود الأخيرة، تطوّرت هذه الرياضة بشكل ملحوظ في الوطن العربي، حيث أصبح لها متاجرها وفعالياتها ومسابقاتها الخاصة التي ينظمها المتزلجون. ومن خلال المحادثات مع عدة لاعبين من مختلف الدول العربية، يمكننا استخلاص تقاطعات كثيرة، فنجد تأثير هذه الرياضة على هوياتهم وشخصياتهم، وتوسعهم نحو مجالات فنية متنوعة كالموسيقى والتصوير بفضل التزلج. كما لعب التوثيق دوراً مهماً في رحلتهم في عالم التزلج، والأهم من ذلك هو شغفهم الذي يعكس روح هذه الرياضة ويعزز مكانتها في المجتمع العربي.
في هذا المقال، سألنا شباب متزلجين من مختلف البلدان العربية عن معنى هذه الرياضة بالنسبة لهم.
Videos by VICE
السعودية:
“تعني لي الكثير. منحنتي طريقة أعبر بها عن نفسي ومن المستحيل أن أتركها. أعطتني أصدقاء ومجتمع أنتمي إليه ونفهم بعضنا البعض. شعور الحماس والأدرينالين الذي أشعر به عند التزلج لا يوصف. لا أندم أبدًا على ممارستي لهذه الرياضة.” – فراس علي، ٢٤، السعودية
“بدأت بالتزلج كرياضة أو هواية أمارسها في وقت الفراغ، لكنها أصبحت الآن أسلوب حياة وجزء أساسي من حياتي. كما أنني أسست متجرًا للتزلج فأصبحت مصدر دخل بالنسبة لي.” – علي بن محفوظ، ٢٦، السعودية، مؤسس متجر شارع الستين
“رياضة التزلج أدخلتني إلى عالم إبداع. هي مرتبطة بالفن وبالأزياء. أنا أحب إخراج الأفلام والتصوير وأحب تصوير أصدقائي المتزلجين.التقيت بالكثير من الناس من خلال التزلج. كما أنني تعرفت على الشارع السعودي أكثر، وبفضله اكتشفت أماكن جديدة في السعودية.” – عبدالله عكاشة، ٢٤، السعودية، من مجموعة ساندلايفرز
دبي:
“في البداية، كانت مجرد هواية، لكن الأمور تغيرت عندما تعرفت على أشخاص جدد بسببها، بالإضافة إلى الروح الإبداعية التي تكتشفها في التزلج. إنها لغة عالمية يتحدثها المتزلجون حول العالم ويمكنك التواصل معهم بشكل فوري وسهل أينما كنت في العالم. لو أردت تلخيص ما تعني لي، فستكون: الحرية، والمجتمع، وأسلوب الحياة.” – ألكساندر ميدڤيدڤ، ٣٧، روسي مقيم بدبي
“التزلج يعني أشياء مختلفة لكثير من الناس، فهو ليس شيئًا واحدًا. إنه شيء ديناميكي ومعقد يعني مجموعة من الأشياء المختلفة بالنسبة لأشخاص مختلفين. ربما بالنسبة للبعض، قد يكون بمثابة وسيلة للتعبير عن الذات، أو التغلب على التحديات، أو مجرد الاستمتاع بالمغامرة. مهما كان معناها، فهي تجربة مميزة تترك بصمة دائمة في قلوب المتزلجين.” – ميسم فرج، سوري مقيم بدبي، مؤسس ومدير متجر حبيبي سكيت شوب
“هناك هوية وتفاهم مشترك بين المتزلجين في كل مكان، مع تشجيع التميز الفردي. إنها رياضة فردية بروح الفريق. إنه أيضًا تعبير عن نفسك وجسمك. يجلب كل متزلج شخصيته الفردية إلى التزلج، بعيدًا عن الموهبة الموضوعية. يمكنك معرفة الكثير عن شخص ما من خلال أسلوبه في التزلج.” – كريم سامي، ٣٧، إنجليزي مقيم بدبي، مؤسس متجر “كازينو هاردويد“
“رياضة التزلج تعني كل شيء بالنسبة لي. لقد كونت الشخص الذي أنا عليه اليوم وكيف أتكلم وأتحرك. أشعر وكأنها بمثابة أب أو أم بالنسبة لي. أخرجتني من الورطات عندما كنت طفلًا وعلمتني الكثير. دفعتني تلك التجارب إلى أن أكون شجاعًا، ومثابرًا، ومقاومًا للصعاب، ومختلفًا، ومُساء الفهم. عندما أواجه أي مشكلة في الحياة، أربطها بالتزلج. التزلج يشبه الحياة وشعور أنك تعمل نحو هدف وقد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً مثل الحصول على وظيفة مناسبة أو العثور على شقة مناسبة أو حتى لقاء الشخص المناسب. وهو مشابه في التزلج حين تحاول تأدية حركة ما. هناك الكثير من الأشخاص الذين سيمرون بهذه التجربة وينتهي بهم الأمر بالذهاب إلى أماكن بعيدة، والسفر لفترة طويلة، والعودة مرارًا وتكرارًا إلى نفس المكان، ويصابون بمجرد محاولة القيام بخطوة جديدة قد تستغرق فقط خمس أو ست ثوان.” – كريم نصار، مصري مقيم بدبي، ٢٩
سوريا:
“كان التزلج هو الدافع بالنسبة لي الذي جعلني اقوى من قبل وغير شخصيتي للأفضل. كنت شخصًا منعزلًا وأصبحت شخصًا اجتماعيًا. لقد ألهمني ذلك لتعلم التزلج وتعليم الآخرين هذه الرياضة في حديقة قدسيا للتزلج. وأردت أن أنشر هذه الطاقة الإيجابية بين الشباب والأطفال بتدريبهم، وأساعدهم على اكتشاف حب التزلج. أتمنى أن تنتشر رياضة التزلج أكثر في سوريا لأن الشباب السوري بحاجة إلى ذلك في حياتهم.” – وسيم الشركة، ٢١، سوريا، مدرب في حديقة قدسيا للتزلج
الأردن:
“حياتي بأكملها تتمحور حول رياضة التزلج وهو أمر مثير للغاية إذا قرأته بعمق. أهميتها أنها رياضة فردية. فأنت لا تتنافس مع أحد، المنافس الوحيد هو نفسك. نسبة الفشل في رياضة التزلج عالية جدًا، حيث أن ٩٥ بالمئة من التجارب تنتهي بالفشل، ولكن النجاح الذي يأتي بنسبة ٥ بالمئة يبني شخصيتك ويصقلها. تعلمت أنه عليك تجربة الفشل مرات عديدة لتحقيق النجاح عند تجربة شيء جديد. وهذا يبني لك مجتمعًا من الناس الذين لا يخافون من الفشل، بل يشاركونه، ويتحدون أنفسهم مع بعضهم البعض. في النهاية، يصبح الفشل جزءًا صغيرًا جدًا من رحلة النجاح. بالإضافة إلى ذلك، أنا أعتبر التزلج بمثابة إعادة تعريف للأشياء والمساحات من خلال التزلج. مثلًا، المصمم الذي صمم المقعد صممه للجلوس عليه، ولكن المتزلج يضيف معنى جديدًا له ويستخدمه بطرق مختلفة. أو حتى درابزين الدرج، الذي تم تصنيعه من أجل السلامة، يُعطيه المتزلج على أنه التعريف المعاكس. هذه هي الطريقة التي بنيت بها شخصيتي حول التزلج، وكل ما جربته في حياتي يعتمد على خبراتي في التزلج.” – محمد زكريا، ٣٧، الأردن، مدير ومؤسس شريك التلال السبع
الكويت:
“فرحتنا بوجود لاعبين خليجيين وعرب لا توصف، ونتشرف بجميع اللاعبين المحترفين والهواة الذين بادروا لنشر هذه الرياضة في مجتمعنا العربي. لدينا العديد من الملاعب في الكويت، بما في ذلك ملعب المارينا والملعب الصغير في حديقة الخالدية. تجمع هذه اللعبة الجميلة ناس من جميع أنحاء العالم، على الرغم من اختلاف اللغات والثقافات.” – سعود بورحمة، ٢١، الكويت
المغرب:
“التزلج ليس مجرد هواية بالنسبة لي، بل هو دواء وملجأ من ضغوط الحياة اليومية. كل kickflip وكل حركة تصبح شكلًا من أشكال التعبير عن الذات.” – نسيم لشهب، ٢٦، المغرب
ليبيا:
“رياضة التزلج هي عبارة عن أسلوب حياة وتنافس بين الشخص ونفسه. هي عن انسجام اللاعب مع لوح التزلج الخاص به ودفع نفسه الى أبعد الحدود للوصول إلى أعلى مستوى من الأدرينالين. كما أنه وسيلة للتنفيس عن القلق والتوتر، وتخفيف وإبعاد ضغوط وهموم الحياة.” – أحمد عبد المطلب الشريف، ٢٥، ليبيا
مصر:
“التزلج رياضة غير محددة الهدف، حيث يحدد المتزلج أهدافه بنفسه. وهذا يتطلب اتخاذ قرارات مبكرة في سن مبكرة (إن كنت تتزلج بعمر صغير). الفشل في التزلج ليس نهاية المطاف، بل هو تحدٍ يجب التغلب عليه من خلال التكرار. من خلال المثابرة، يستمر المتزلج في المحاولة حتى يتقن الحركة التي يريدها. هذا الشعور بالإصرار يدفع المتزلج إلى الاستمرار، لأنه يفعل ذلك لنفسه ولرغبته في التعلم والتطور. رياضة التزلج تركت أثراً هائلًا انعكس على حياتي وعملي في مجال الفن.” – يحيى أبو الفتوح، ٣٦، مصر، شريك في متجر أموليت للتزلج
“التزلج قام بتحديد مسار حياتي ومسيرتي المهنية. لقد درست إدارة الأعمال والتسويق دون أي اهتمام حقيقي. عندما بدأت في التزلج، كنت أصور نفسي وأصدقائي ونحن نتزلج، وبدأت باستخدام كاميرات الفيلم الخاصة بأمي، وكاميرا VHS، ثم كاميرات MiniDV. ومن خلال ذلك، أنتجت أول فيلم طويل عن مشهد التزلج في القاهرة باسم Cairo’s Comeback واكتشفت شغفي بالتصوير وأعمل الآن كمصور سينمائي. في العام الماضي، افتتحت أنا وصديقي يحيى متجر التزلج الخاص بنا “أموليت”، لدعم مجتمع التزلج في مصر قدر الإمكان من خلال الفعاليات والمسابقات، وتوفير الرعاية للمتزلجين المحليين، والتأكد من وجود بيئة صحية وداعمة لهؤلاء الأطفال الصغار حتى يتم الاعتراف بهم محليًا وإقليميًا. ونأمل في يوم من الأيام أن نجعلها رياضة تحظى بتقبل أوسع في مصر.” – هاني طلعت، ٣٤، مصر، مدير تصوير وشريك في متجر أموليت
لبنان:
“في ظل الأوضاع الجارية في المنطقة، يعتبر التزلج وسيلة للتعبير و”الفضفضة.” هناك طاقة فينا يجب إطلاقها بشكل أو بآخر، من خلال الفن أو بالرياضة مثلًا، والتزلج يجمع بين الفن والرياضة. وهو أيضًا طريقة للتواصل مع إخوتنا في فلسطين وسورية والأردن. ومن الطبيعي أن يخلق اضطهاد الشباب في بلادنا حالة من التمرد، والتزلج هو شكل من أشكال هذا التمرد. إن مجرد وجودك كروح حرة هو نوع من أنواع مقاومة.” – كرم اسماعيل سعد، ٣٢ سنة، لبنان، نجار، مهندس صوت، ومتفرغ للعمل في الجمعية اللبنانية للتزلج
اليمن:
“الذكريات والمغامرات التي عشتها أثناء تزلجي في شوارع صنعاء أشبه بالخيال وكانت في ظروف لا يمكن أن تتواجد إلا في بلد غامض وساحر مثل اليمن. في مرحلة ما، كان لدى اليمن أكبر تجمع مزدهر لمحبي التزلج في شبه الجزيرة العربية وربما حتى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها. بين عامي ٢٠٠٨ و٢٠١١، كان لدينا ما يصل إلى ٥٠ متزلجًا يتزلجون شوارع صنعاء بانتظام، وكنا نسمع عن متزلجين جدد من الجنوب في عدن. بدأت أنا ومجموعة صغيرة من الشباب في التزلج بسبب جاذبيته الشكلية، ولكن سرعان ما اكتشفنا أنه أكثر من مجرد رياضة جمالية، بل هو أيضًا رياضة تنافسية وإبداعية. كنا نتزلج في شوارع مدينتنا القديمة التي أحببناها كثيرًا .ولساعات، كنا نستكشف كل مقعد وحافة، ونستنشق التراب من الأرض مباشرة بعد كل سقوط.” – ريان السنباني، ٣٢، اليمن، مهندس بيانات مقيم بالولايات المتحدة
العراق:
“التزلج يمنحني الشعور بالحرية والقدرة على التعبير عن نفسي. هناك جانب من شخصيتي يظهر فقط عند التزلج، ولا يظهر في الرياضات الأخرى التي أمارسها كالجوجيستو أو الفنون القتالية التي تتطلب الكثير من الانضباط. في البداية، بدأت في التزلج لأنني أردت تحسين توازني في هذه الرياضات. ومن بعدها أحببت التزلج وأسست فريق “بغداد سكيت چيرلز” لأنني شعرت بأن الكثير من النساء في مجتمعاتنا بحاجة لأن يشعرن بهذا النوع من الحرية. عادة ما يأتون إلى حصة التزلج خجولات وفور أن يكونن على لوح التزلج، تبرز شخصياتهن ويصبح بإمكانهن التعبير عن أنفسهن بعيدًا عن القوانين أو التقاليد التي تحكمهن في العراق. لذلك أشعر أنها مساحة هامة حقًا بالنسبة للنساء العربيات.” – عشتار عزاوي، ٣٨، العراق، مؤسسة بغداد سكيت چيرلز
فلسطين:
“كفلسطيني، أرى أن التزلج ليس مجرد ملجأ وهروب من واقعنا تحت الاحتلال، ولكنه أيضًا وسيلة للمقاومة. أشعر بالحرية فقط عندما أتزلج. تؤثر هذه الرياضة على كل جانب من جوانب حياتي، في كيفية نظرتي إلى الأشياء وكيفية تعاملي معها. لا توجد أحكام في هذه الرياضة ولا يهم من أنت أو كيف تبدو.” – محمود رماح الكيلاني، ٢٢، فلسطين