سألنا عدد من الطلبة عن شعورهم بالعودة إلى الحياة الجامعية في ظل جائحة كوفيد-19

IMG_6121

قلق عالمي يدور حول كوكبنا في ظل جائحة كورونا، حيث أصبح العالم مليء بالكمامات والمعقمات خوفاً من زيادة عدد الإصابات. لكن كيف أصبحت العودة إلى الحياة الجامعية في ظل انتشار الفيروس بين الناس؟ خصوصاً أنّ جميع المدارس والجامعات بدت مختلفة هذا العام. فبعودة الطلبة إلى الجامعة بعد خمسة أشهر من التعليم عن بعد منذ أبريل الماضي، انطبق نظام التباعد الاجتماعي مع وجود إجراءات احترازية، حيث باتت القاعات تضم نصف عدد الطلبة، ومنطقة التدخين خالية من المقاعد، وكل زوايا الجامعة مدعّمة بالمعقمات، وهناك أوقات محددة لدخول الطلبة وخروجهم. كما أنّ إدارة الجامعة أعطت طلابها الحرية الكاملة لاستمرار حضور صفوفهم من داخل الحرم الجامعي أو عن بعد، وذلك بعد مرور أسبوعين من تعليمهم الكترونيًا. تحدثنا إلى بعض طلبة الجامعة الأمريكية في دبي حول شعورهم بالعودة إلى الجامعة، هل يفضلونه على التعليم الالكتروني؟ ما هي أكثر الأشياء التي يحبونها أو يكرهونها في ذلك، وما مخاوفهم تجاه العودة؟

رزان محمد، 21، طالبة صحافة وعلوم سياسية، السودان

Videos by VICE

IMG_6124.jpg
تصوير: حنان الكبت.

كيف تبدو الحياة الجامعية بعد فيروس كورونا؟
في الحقيقة لا توجد هناك حياة جامعية على الاطلاق، لأنّ الحياة الجامعية عبارة عن المناسبات التي تحدث في الجامعة، الأحداث، التفاصيل الدقيقة، والتجمعات. فعندما فقدنا كل هذه النشاطات، أصبحت هناك حالة اختفاء لتلك الحياة الجامعية. صحيح أنّ هناك بدائل كالمناسبات الإلكترونية عبر “زووم” مثلاً، لكنها لا تغني عن الحياة الجامعية.

ما هو شعورك حيال العودة إلى الجامعة؟
عندما ذهبت إلى الجامعة، شعرت بإحساس مختلف تماماً، خصوصاً عند مقابلة أصدقائي، أصبحت أتذكر كل الذكريات التي عشناها قبل فيروس كورونا. ومع ذلك، لا يمكنني إنكار أنّ الدورات عبر الإنترنت كانت أكثر راحة، بالرغم من أنّها تتطلب مسؤولية أكبر من الطالب. ففي الحرم الجامعي لا خيار لك سوى التركيز والمشاركة على عكس الدراسة عبر الإنترنت. من الأشياء التي أكرهها حيال العودة هو الشعور بالغرابة والرهبة، وأنّ كل إنسان يمكن أن يشكل خطراً صحياً عليك، فهناك تباعد اجتماعي وكمامات، وشكل من أشكال التوتر في الجو العام، وأنا أكره هذا التوتر. أما من الأشياء التي أحبها فهو قدرتنا على التأقلم والاستمرار، الحياة تستمر، التعليم يستمر، بغض النظر عن إذا هناك فيروس أم لا.

عمر أحمد، 21، طالب هندسة ميكانيكية، أردني

376d4e85-f9fc-4722-b91c-55135599d0ef.jpg
الصورة مقدمة من عمر.

هل تعودت على التعليم الالكتروني خلال فترة الحجر وما بعده؟
أكثر ما أحبه في التعليم الإلكتروني هو أنّه يمكنني قضاء بعض الوقت مع عائلتي في المنزل، لأنّني بالكاد كنت أراهم. أما ما أكرهه هو الاختبارات القصيرة والامتحانات مع نظام فتح الكاميرات، خاصة في الهندسة فهي مروعة ومرهقة. لهذا، أفضل أخذ دوراتي في الحرم الجامعي لأنّني أستطيع الفهم بشكل أفضل. بالإضافة إلى رؤية الأصدقاء ومقابلة الأساتذة، فهذا يشعرني بعض الشيء بذكريات ما قبل الكورونا. لكن مع الأسف، كل دوراتي هذا الفصل عبر الإنترنت.

يارا ورد، 21، طالبة إنتاج رقمي ورواية القصص، لبنان

IMG_6121.jpg
تصوير: حنان الكبت.

هل كنت متحمسة للعودة للجامعة بعد فيروس كورونا؟
حياتي الجامعية بعد كورونا عبارة عن جسد بلا روح. فالرجوع إلى الجامعة بعد انقطاع دام 6 أشهر كان غريباً بعض الشيء. لم أجلس جلسة أنا وأصدقائي إلا وتكلمنا عن كورونا أو نختمها بالدراسة في زمن كورونا وتتبعها جملة “انشالله خير”.  مع بداية الجامعة كانت معنوياتي عالية وكنا أنا وأصدقائي متحمسين لما سوف يكون بانتظارنا في هذا الفصل الدراسي، بالرغم من كل الظروف الراهنة، تعطشنا للعمل والتصوير. بدأت الدراسة عن بعد وأسبوع بعد أسبوع لم أعد أستطيع التركيز في أي مادة، فأصبح الموضوع روتيني وكأنّه مسلسل أم شيء عابر في يومي لا طعم له. أجلس على سريري أغفو أكثر من 10 مرات، أحاول تغيير المكان ولكن الغفوة لا تفارق جفوني.

لا يبدو أنك من محبي التعلم عن بعد؟
نظام الدراسة انعدم، لا طعم ولا لون للصف فأنا جالسة أمام حاسوب يتكلم فقط.  ولكن توجد بعض الأشياء الجيدة في فكرة التعلم عن بعد، فليس من الضروري أن أضع المكياج وأتجهز للذهاب إلى الصف. ولكن من نواحي أخرى أصبحت أتمنى لو أنّ كل هذا يعود إلى ما كان عليه، لقد دخلت مجال الإخراج والسينما لأنّه من المجالات التي تعتمد على التواصل مع الآخرين والعمل على أرض الواقع. ولكن كورونا العزيزة أجبرتني على عدم عيش تجربة الجامعة بكامل تفاصيلها.

أبي زينو، 26، طالب إنتاج رقمي وتسويق، سوريا

7b11ad09-af7b-40c4-9269-716b095fec16 (1).jpg
الصورة مقدمة من أبي.

كيف بدت لك الجامعة اليوم، وما هي التغيرات التي طرأت عليها؟
صراحةً، بدت لي الحياة الجامعية مظلمة وحزينة. لم يعد هناك باستطاعتك الجلوس مع الاصدقاء في الكافتيريا، أو حتى الاقتراب من الاساتذة وباقي الطلبة. بإمكانك فقط البقاء بعيداً مع وضع الكمامات طوال الوقت. ما يزعجني أكثر هو شعوري بعدم الراحة في الطريقة الحديثة في التعامل مع الجميع وأخذ الاحترازات الوقائية. في الحقيقة قبل الدوام الدراسي كنت متحمس للعودة مجددًا، لكن توقعاتي كانت خاطئة. ويعود السبب إلى النظام الحديث في التعليم، وهو السماح للطالب باختيار دوراته أونلاين بدلاً من أخذها في الحرم الجامعي. فالجميع يرهب العودة مجددًا ويتخذون قرار الدراسة أونلاين بدلاً من الجامعة.

ما رأيك بنظام حرية اختيار الطالب الدراسة عبر الإنترنت أو في الحرم الجامعي؟
أكره هذا النظام، لأننا لم نستطع أن نرى معظم أصدقائنا اليوم. لكنني على يقين بأنّ هذا لمصلحة الطالب، فمازالت هناك مجموعة في الجامعة لا تؤمن بوجود كورونا، يتصرفون وكأنّه لا يوجد وباء عالمي، وقد يقودنا هؤلاء الأشخاص جميعًا للعودة إلى الدراسة عبر الإنترنت. لكن بالنسبة لي، أفضل أن آخذ جميع دوراتي في الجامعة، لأنّني لا أتعلم من الدراسة أونلاين، فهي تشتت انتباه الطالب بكل بساطة.

كيارا بقطر، 18، طالبة فنون وعمارة، مصر

d92fe6f6-3c69-4530-b84d-9eb0750ed07a.jpg
الصورة مقدمة من كيارا.

هل تفضلين أخذ دوراتك عبر الإنترنت أو في الحرم الجامعي ولماذا؟
من الجيد العودة إلى الحرم الجامعي ورؤية أصدقائي وأساتذتي شخصيًا. ولكن من الغريب ألا أتمكن من معانقة أصدقائي بعد فترة طويلة من عدم رؤيتهم. بالطبع أنّا سعيدة على عيش حياة اجتماعية مرة أخرى، بعد أن تم عزلنا لفترة من الوقت. بالرغم من شعوري بأنني مقيدة بالإرشادات اللازمة طوال الوقت. ولكن بصراحة، فإنني أفضل الدورات عبر الإنترنت، حيث يمكنني حضور الدورات دون قلق بشأن التأخر عن المحاضرة، وأستطيع تنظيم وقتي وفقًا لذلك. والأهم، أنا محمية من الإصابة بالفيروس.

مصطفى عسكر، 23، طالب دراسات مالية، عراقي

1c1d4ea5-ec0f-43f4-be73-2c60d5380496.jpg
الصورة مقدمة من مصطفى.

هل جميع فصولك على الانترنت؟
نعم، لسوء الحظ جميع فصولي على الإنترنت. على الرغم من أنّ الجامعة اقترحت أن تكون بعض المواد الدراسية في الحرم الجامعي، لكن بالطبع لا يكون أي منها لطلاب الأعمال مثلي. تمثل الحياة الجامعية تحديًا للطلاب بعد فيروس كورونا، ولكن عندما لا يمكننا تغيير الموقف، فإننا نواجه تحديًا لتغيير أنفسنا، وكلها تجربة تعليمية. بالطبع أفضل أخذ دروسي في الحرم الجامعي، لعدم وجود حواجز أو قيود على الاتصال، فعندما يكون التعليم وجهاً لوجه الاستجابة تكون فورية، لكن للأسف لم يحدث الأمر كذلك.