باتمان يشوي سيخ مِشكاك عماني… رجلان مسنان يتلاكمان… أم كلثوم تلعب التنس… هذه مجرد مقتطفات من الصور التي قد تلمحها لو تصفحت حساب sard.visuals (سرد) على الإنستغرام لمدة قصيرة.
“سرد” هو مشروع بصري ابتكره المصور العماني مجاهد المالكي، المعروف بـ”موجي”، ٣٠ عامًا، يجمع بين التصوير الفوتوغرافي وأدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء قصص تدور أحداثها في العالم العربي. العديد من الأفكار في “سرد” متجذرة في الثقافة العربية، ومتشابكة بمهارة مع جماليات لافتة للنظر. تروي هذه الأفكار قصصًا من منظور فني جديد، وتشمل مجموعة من المشاعر – بعضها مشحون بالفكاهة، والبعض الآخر بالرومانسية، والبعض الآخر برسائل عميقة. وتعرض بعض الصور أيضًا تصادمًا ثقافيًا بين الشرق والغرب، مثل تصوير الثنائي الإلكتروني دافت بانك في الصحراء.
Videos by VICE
بدأ المالكي بممارسة فن التصوير الفوتوغرافي منذ عشر سنوات، وخلال هذا العام بدأ باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي الحديثة في مشاريعه.
في مقابلة مع VICE عربية، يسرد المالكي رحلة إنشاء مشروع “سرد” قائلًا: “بدأت مشروع “سرد” بسبب انخراطي في التصوير الفوتوغرافي طوال حياتي. في مجال التصوير الفوتوغرافي الفني، هناك العديد من التحديات، بما في ذلك التعقيدات التقنية، والقيود الفنية، والنفقات، وجهود الاستكشاف، واستهلاك الوقت. لكن مع استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن التغلب على هذه العقبات، مما يترك لك الشرط الوحيد المتمثل في تسخير إبداعك.”
وعن طريقة عمله في إنشاء صور لـ”سرد”، يحكي المالكي: “عادة ما أقوم برسم اسكتشات أو أقوم بالتصوير الفوتوغرافي الحقيقي أو حتى أقوم بتجميع صور فوتوغرافية مثل لوحة مزاجية أو mood board للأشياء التي أريد أن أصورها، ثم أقوم بدمجها مع الذكاء الاصطناعي.”
وفي حين أن العديد من الفنانين في المشهد الفني الحالي قد يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لإنشاء الصور بسبب سهولة وسرعة القيام بذلك، إلا أن المالكي يستخدمه فقط كأداة لتضخيم أفكاره الإبداعية، دون الاعتماد عليه بشكل حصري.
إضافة إلى ذلك، يقول المالكي إن الذكاء الاصطناعي لا يدرك الأفكار الفنية بشكل طبيعي، مهما كانت دقة النص الذي تكتبه. لذلك، قام بإجراء العديد من التجارب لتعديل الأسئلة التي يطرحها على الذكاء الاصطناعي، بهدف تحسين النتائج النهائية. وبمجرد أن يكون راضيًا عن الصور على التي تم إنشاؤها، يقوم المالكي بتعديل الصور فوتوشوب لإجراء تحسينات وتعديلات إضافية.
يسعى المالكي إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتجسيد أفكاره الفنية، ويقول أن الذكاء الاصطناعي يوفر له الأدوات اللازمة لتحقيق إبداعات معقدة كانت مستحيلة في السابق. باستخدام الذكاء الاصطناعي، يأمل المالكي في دفع حدود طموحه الفني والفوتوغرافي إلى أقصى حد.
وفيما يتعلق التصوير الفوتوغرافي، يقول موجي: “أول شيء هو أنه يجب أن يكون ممتعًا من الناحية الجمالية للعين، وتحديدًا من حيث التلاعب بالألوان والخلفية في الصورة، ومن ثم تأتي قصة الصورة بعد ذلك. هل ستكون لها نبرة عاطفية أم نبرة كوميدية أم أي شيء آخر؟ هذه هي المواضيع التي أحاول تغطيتها بشكل رئيسي.” ويواصل “بعض الصور لديها رسائل مخفية والبعض الآخر لا. أترك الأمر للجمهور ليفسرها كما يحلو لهم.”
وعن إذا سيقوم الاذكاء الاصطناعي باستبدال التصوير الفوتوغرافي يومًا ما، يؤمن المالكي بأن التصوير الفوتوغرافي هو فن يتطلب مهارات ودقة عالية، ولا يمكن مقارنته بالذكاء الاصطناعي. ويقول: “من ناحية، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي الفنانين في توفير الوقت والجهد. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد صور فوتوغرافية جديدة تمامًا أو لتعديل الصور الموجودة. من ناحية أخرى، غالبًا ما يعتمد الذكاء الاصطناعي على البيانات السابقة لإنشاء صور فوتوغرافية جديدة. هذا يعني أن الصور الناتجة قد تكون متشابهة مع الصور التي تم إنشاؤها مسبقًا. قد يفقد الفنانون أيضًا بعض السيطرة الإبداعية على عملية التصوير الفوتوغرافي عندما يستخدمون الذكاء الاصطناعي.”
يمكنكم مشاهدة المزيد من الصور هنا.