من الواضح أن صعود الموسيقى الهيب هوب والاندرجراوند العربي والراب في العالم العربي، لاقى صداه وشعبية كبيرة خلال الأعوام العشرة الأخيرة، حيث كانت الثورات العربية منصة مهمة لهذه الفرق، كي تعبر عن نفسها أكثر في الميدان، وكي تنتشر أيضاً، من تونس والقاهرة وبغداد حتى ساحات بيروت وطرابلس. ولكن هذا لا يعني أن هذا النوع من الموسيقى يختصر فقط على الثورات والاحتجاج، بل هو يشمل جميع المواضيع، أهمها الحب والعلاقات والحرية.
“هذه ليست تجريبية ولا فولكلورية، هذا مشروع مثير وغني بعمقه ومرحه،” هكذا يصف الموسيقي اللبناني وسيم بو ملهم مشروعه الموسيقي الجديد “Gharam Electric” الذي يتألف من 8 أغاني ضمن genre جديدة ما أطلق عليها اسم Futuro-Arabe.
Videos by VICE
يقول الموسيقي اللبناني، 36 عاماً، في حوار مع VICE عربية عن غرام الكتريك: “هذا المشروع ليس له هوية محددة، ليس الكتريك أو بوب، أو راب، هذا هو بداية موسيقى Futuro-Arabe” ويضيف: “عام 2017 قررت أن أجد صوتي في المنطقة العربية، بعد تجربتي في فرقة who killed bruce lee، التي استمرت لعقد من الزمن. قمت مع مجموعة من الموسيقيين بالعمل على ألبوم غرام إلكتريك الذي أطلقناه في نوفمبر، سيكون هنالك تحميل لإحدى أغاني الألبوم كل شهر.”
تعاون وسيم على إنتاج الألبوم مع سفيان بن يوسف (عمار 808) الذي وصفه “بأنه أكثر المنتجين الواعدين في منطقتنا” وتم كتابة وتسجيل معظم الألبوم مع عدد من الموسيقيين في بيروت: نضال (نينو) ، عبده وشربل، صوما ورامي أبو خليل وزياد مكرزل.
غلاف الألبوم مميز جداً، وقد تتوقع حب وهدوء في الموسيقى والكلمات، ولكن الألبوم مختلف والموسيقى تجمع عدة جينرات في أغنية واحدة. والسؤال هو هل يحقق انتشار واسع داخل جمهور الأندرجراوند ومحبي الموسيقى الصاخبة والنوادي الليلية؟
VICE عربية: ما مدى صعوبة صناعة الموسيقى الإلكترونية والموسيقى التي تعتبر غريبة “ومزعجة” في العالم العربي؟
وسيم بو ملهم: في بداياتي، اخترت اللغة الإنجليزية كلغة غنائية لفترة طويلة، وتأثرت بشدة بجيل قناة MTV الذي شكل نشأتنا كشباب، بالمقارنة بالموسيقى العربية الغنية التي كانت عائلتي تستمع لها في المنزل. أردت تحقيق نوع من التوازن أو الالتقاء بين صوت جيلي وثقافتي، بدأت من خلال التعاون مع الفنانين الإقليميين الذين أحببتهم مثل Hellopsychalleppo الذي تعاونت معه على دبكة.
بخصوص الصعوبة، أعتقد أننا في العالم العربي ينقصنا الكثير من الحرية، الحرية بكل معنى الكلمة، الحرية في التعبير، الحرية في الجسد. أنا ضد القيود التي تفرضها الحكومات، يجب فصل الدين عن الدولة، يجب فصل الموسيقى عن القيود، البلدان المتقدمة هي البلدان التي استطاعت الفصل بين هذه الأمور. الموسيقى هي إحدى أفضل الطرق التي يمكنك ايصال صوتك عبرها، أو بطريقة أخرى الموسيقى هي المدافع الأول عن الحريات، في المظاهرات دائماً الناس يرددون الهتافات والأغاني، التي تعبر عنهم، كأغاني الراب مثلاً التي أخذت حقها وصداها خلال الانتفاضة اللبنانية عام 2019 لأنها تعبر عن هموم الناس، بعد أن كانت مظلومة لسنوات. في مصر فهذه الموسيقى لها شعبية وقاعدة جماهيرية كبيرة جداً، كذلك في السعودية والمغرب العربي أيضاً.
غرام الكتريك، لماذا هذه التسمية، والى ماذا ترمز؟
أردت أن أصنع موسيقى عربية “سكسي” صوت جديد في أذني. أنا ابن النوادي الليلية، وهذه هويتي، وأحب الموسيقى التي تحمسك على الرقص وعلى التعبير عن نفسك بحرية. كتبت الأغاني باللهجة البيضاء، وهي لهجة عربية مفهومة في جميع أنحاء المنطقة الناطقة بالعربية والشتات، وهي لغة عربية مستقبلية كما أراها. غرام إلكتريك ليس القصد منه أن يكون إلكترونيك، يوجد نفحة من الهيب هوب في الألبوم كذلك، بل القصد من الكلمة أنه حماسي، أي يهز لك بدنك، يشعل شرارة فيك، ويجعلك ترقص وتغني، وغرام يرمز بطبيعة الحال إلى الحب، الحب بكل أشكاله بدون قيود.
حدثنا قليلاً عن هذه الأغاني؟
هناك مواضيع مختلفة في كل أغنية. “تتكلم أغنية “صاخبة” عن حالة تمرد كنت أعيشها في طفولتي، بسبب حبي لسماع الموسيقى على صوت مرتفع، “وطي الصوت” هي العبارة القمعية التي كنت أسمعها من الأهل والجيران. قد تكون هذه الأغنية هي الأكثر تعبيراً عن الألبوم وعن شخصية وموسيقى وسيم.
“فقط على بالي” أغنية تتكلم عن شخص يحب أن يحلم ويسكن داخل خياله كل الوقت، أما أغنية “الحركة” فهو عن شخص مغروم كما يبدو من رقصه وحركاته. أغنية “بدوي” تتكلم عن تفاصيل في الثقافة العربية. أغنية “كلو بنات” تتحدث عن الـ fantasy بشكل عام.
يمكن الاستماع لألبوم غرام إلكتريك هنا – سيتم إضافة أغنية جديدة من الألبوم كل شهر.
