كل تلك التحديات التي ستواجهينها عندما تصبحين حاملاً أو أماً خلال المرحلة الجامعية

تعليم

إن الأمر أشبه بسلسلة من العربات المكتظة بحقائب مختلفة مختبئة على مرأى ومسمع من الجميع، هذا هو شعور أن تكوني حاملاً أو والداً أو والدة خلال مرحلة الدراسة – سواء أكان ذلك في فترة التعليم العالي أو ما بعده. بصفتي أم، سأدافع حتى آخر نفس عن حق أي شخص في إجراء عملية إجهاض بأمان وحرية عند طلبه ذلك، مع أن كثيرين قد يختارون عدم فعل ذلك. ولكن هذا الصمت إزاء الآلاف من الآباء أو الأمهات الحوامل خلال المرحلة الجامعية (سواء كان ذلك باختيارهم أو نتيجة لظروفهم) يبدو مريباً وخاطئاً. إنه يخبرنا، ولو ضمنيًا، أن كونك أب أو أم وفي نفس الوقت طالبًا هما أمران يتعارضان مع بعضهما البعض؛ هذه الجامعة ليست مكان للأشخاص الذين لديهم أطفال. حسنًا، هذا ببساطة هراء.

هنا يجب أن نتساءل: لماذا لا تسير الأمور بشكل أفضل؟ لماذا تقدم الجامعات معلومات قليلة جدًا خلال الترويج لها وعلى مواقعها الإلكترونية تستهدف الطلبة الذين لديهم أطفال؟ لماذا لا يزال يتعذر وجود تسهيلات في المباني الجامعية لأي شخص يستخدم عربات الأطفال أو الكراسي المتحركة أو كليهما بالطبع؟ لماذا الحضانات الجامعية باهظة الثمن؟ ألا يمكننا أن نجعل سكن الطلاب والتسهيلات والمباني أكثر ملاءمة للوالدين بطريقة تعود بالنفع على الجميع؟

Videos by VICE

تقول ليزي بلونديل، والتي تخرجت من جامعة بريستول بدرجة امتياز في كلية الفنون هذا الصيف، ولديها ماريا التي تبلغ البالغة من العمر 20 شهرا: “مرت بي أوقات كان عليّ أن أقرر ما بين شراء tampons أو الحليب لابنتي، كنت أحصل فقط على أربع ساعات نوم في الليل. كان يتعين عليّ أن أنام على الأرض لأننا كنا في شقة بغرفة واحدة. كنت منهكة جداً بشكل غير معقول، وإذا أردت الخروج كان عليّ أن أرتب ذلك قبلها بشهور.”

التحدث إلى ليزي يشبه التحدث إلى الفائزة بجائزة نوبل التي تسلقت قمة جبل إيفرست، في وقت فراغها، خلال فترات مناوباتها في العمل كممرض

اضطرت ليزي إلى التوقف عن الرضاعة الطبيعية في وقت مُبكر عما كانت تود لأنها لم تجد فرصة للقيام بالرضاعة الطبيعية في أي مكان بالجامعة بشكل مريح؛ لم يكن هناك غسالة في شقتها الجامعية لذا كان عليها أن تغسل الملابس بيديها؛ وعلى الرغم من أنها تُقدر الحضانة الجامعية باعتبارها طوق النجاة لها، إلا أنها لم تكن قادرة على الحصول على إعفاء من الرسوم الطلابية خلال فترة الدراسة (أي: عندما كانت تكتب رسالتها الجامعية). التحدث إلى ليزي يشبه التحدث إلى الفائزة بجائزة نوبل التي تسلقت قمة جبل إيفرست، في وقت فراغها، خلال فترات مناوباتها في العمل كممرضة.

تقول ليزي: “كان عليّ أن أفكر بجدية فيما إذا كنت سأحتفظ بالطفلة معي خلال مرحلة الدراسة. كان عمري وقتها 22 عامًا، وكنت طالبة، فكيف سأكون قادرة على تحمل تكاليف الاعتناء بنفسي وطفلتي؟ ولكن هناك العديد من الأمهات في عائلتي الذين ربوا أطفالهم لوحدهن. لقد نشأت في مثل هذا النظام الأمومي، لذلك قررت التماشي مع الأمر.”

لا أعتقد أن الأساتذة الذكور كانوا معجبين للغاية بوجود امرأة حامل في الصف. حيث كنت حُبلى وبالتالي كنت عديمة الفائدة برأيهم

العديد من النساء اللواتي تحدثت إليهن أيضًا يَصفن خوفهن من الإهمال وعدم وضعهن في الاعتبار نتيجة لكونهن حوامل أو أمهات. تقول إيما سميث، وهي فنية مختبرات أصبحت حاملاً في يونيو من عامها الأول وهي تدرس الماجستير بشكل غير متفرغ: “لا أعتقد أن الأساتذة الذكور كانوا معجبين للغاية بوجود امرأة حامل في الصف. حيث كنت حُبلى وبالتالي كنت عديمة الفائدة برأيهم، ومن غير المرجح أن أرغب في مواصلة الدراسة أو العمل في مؤسسة كبيرة.”

حتى بدعم من هيئة التدريس، فإن تحقيق التوزان بين كونك طالبة وأم في نفس الوقت هو قاس للغاية، كما تقول ليزي: “تلقيت الكثير من الدعم من الاساتذة النساء خلال تلك الفترة. لكن عقلي كأم كان منفصلاً عن عقلي كطالبة. لا أعتقد أنه من الجيد أن تصبح عبداً لطفلك؛ هناك حاجة إلى الاستقلال من الطرفين. أعرف أن الأمهات الأخريات لا يوافقن على ذلك، لكنني حقًا أقدر وقتي الشخصي، للتفكير والتأمل في كل شيء.”

هناك نقص في المعلومات المتاحة للسيدات الحوامل أو من لديهم أطفال. في العديد من مواقع الجامعات الإلكترونية، ستجد أنه من الصعب العثور على أي معلومات. على سبيل المثال ـ كيف تخبرين البروفسور بأنكِ حامل، وما هي المنح التي ستكونين مؤهلة أو مؤهلاً للحصول عليها، ناهيك عن صورة لطالبة تتخرج من الجامعة وهي تحمل طفلاً صغيراً.

أعود بذاكرتي إلى الوقت الذي كنت فيه بجامعتي وأتخيل الأهوال التي كنت أعانيها حيث كان عليّ تخطي 300 شخص في قاعة المحاضرات بسبب الآلام التي كنت أشعر بها من الغثيان الصباحي

تقول ليزي: “تواجه جميع الجامعات هذه المشكلة العامة المتمثلة في استهداف الفئة العمرية التي تتراوح بين 18 و 19 عامًا، ولكن يجب ألا يقتصر التعليم على هذه الفئة العمرية، أنت تستقطع جزءًا كبيرًا من السكان. نحن نحتاج إلى وحدات لتغيير حفاضات الأطفال في جميع المراحيض. مباني ملائمة وممرات لعربات الأطفال.”

وتضيف ليزي: “عندما أعود بذاكرتي إلى الوقت الذي كنت حاملاً بالجامعة وأذكر الأهوال التي كنت أعانيها حيث كان عليّ تخطي 300 شخص في قاعة المحاضرات بسبب الآلام التي كنت أشعر بها من الغثيان الصباحي، وعدم وجود أماكن يمكنني فيها إرضاع طفلي.”

إنها حقيقة بسيطة في علم الأحياء، الناس سوف يستمرون في إنجاب الأطفال عندما يكونوا شباباً. هذا لن يتغير. كل ما يمكننا تغييره، كما يشير من أجريت معهم مقابلات، هو الطريقة التي يعامل بها المجتمع هؤلاء الأشخاص الذين – عن طريق الصدفة أو خططوا – ليصبحوا آباء وأمهات في وقت لا يزال العديد من أقرانهم يذهبون إلى حفلات ويكتشفون كيفية استخدام غسالة الملابس. صحيح أيضًا أن العديد من الآباء والأمهات سيستمرون في تحقيق نتائج أكاديمية مذهلة على الرغم من العوائق التي تعترض طريقهم. لكن لماذا لا نفعل شيئًا حيال تلك العقبات – الاجتماعية والنفسية والمادية والعملية – من أجل إنشاء نظام تعليمي شمولي حقاً؟

ظهر هذا المقال بالأصل على VICE UK