حبيبي السابق لا يزال صديقي على مواقع التواصل الاجتماعي، مشكلتي هي أنه يمارس معي لعبة الاهتمام المفاجئ ثم الاختفاء، علما بأنني لا أبادر بمحادثته أبدًا. تواصله معي بهذا الشكل يسبب لي وجعًا كبيرًا، وتعاودني الذكريات خصوصًا أن علاقتنا انتهت بسبب الإهمال وتجاهلي المستمر، حتى اخترت أن أنهي العلاقة. لا أعلم سبب تواصله المتكرر معي، ولا أعلم كيف أنهي كل شيء.
صديقتي العزيزة،
Videos by VICE
هناك خيال رومانسي يحمله بعض الناس عن العلاقات العاطفية، وهو أننا لو انفصلنا عمَّن نحب يومًا ما، فيمكننا أن نبقى أصدقاء، ونتعامل بشكل ودود ومحترم. ربما تولد هذه الفكرة من تقديرنا للطرف الآخر، أو من رغبتنا في الظهور بشكلٍ متحضر، وربما تولد من رغبةٍ خفية في الانتقام، بأن نجعل الإكس يعتقد أننا تخطيناه في غمضة عين، لكن مهما كانت الأسباب فنادرًا ما تنجح هذه الخطة.
العلاقات العاطفية القابلة للتحول إلى صداقات نادرة جدًّا، جدًّا، ومن أول شروطها أن تكون قد انتهت نهاية نظيفة مهذبة، دون جرح أو إيذاء، وأن يحتفظ الطرفان باحترام بعضهما البعض. دون هذا الاحترام لا يمكن أن تنشأ صداقة.
عندما نختار أصدقائنا، نختار الأشخاص الموثوقين الودودين، الذين لم نر منهم شرًّا ولا أذى، والذين نؤمن أنهم لن يجرحوننا أبدًا، وهكذا فمن غير المنطقي أن نبقي في دائرة أصدقائنا، أو حتى معارفنا، شخصًا أساء إلينا بالتجاهل وإهانة مشاعرنا، وننتظر منه أن يتصرف باحترام.
عزيزتي، لا أعلم السبب الذي دفعك لإبقاء حبيبك السابق على السوشيال ميديا، لكن هذه خطوة غير صائبة، خصوصًا بعد ما عانيته في علاقتك العاطفية به. حبيبك السابق شخص مؤذٍ ومتلاعب، أذاكِ بإهماله وعدم نضجه وأنتما مرتبطان، وحتي بعدما أنهيتِ العلاقة وهربت من هذا الأذى، لا يزال يوقعك فريسة لنفس التصرفات المسيئة، ويستدعي أسوأ مشاعرك ليحبسك معها في غرفة مظلمة تعذبك وتنسف ثقتك بنفسك، لماذا تسمحين له بهذا؟
سواء كان جزء منك لا يزال متعلقًا به، أو كنت تريدين الظهور بمظهر الواثقة القوية التي لا تهزها تصرفاته، بدليل أنه في قائمة صداقاتك لكنك لا تبادرين بالتواصل معه أبدًا، فهذه العلاقة يجب أن تنتهي فورًا، لأن استمرارها له عواقب شديدة السوء، أبسطها هو ما تشعرين به الآن من أذى وألم، وأسوأها أنه قد يتسلل لك بالتدريج ليسترد مشاعرك القديمة بحبه، وتعودان معًا لمزيدٍ من التلاعب والإهمال، أو انتقامه منك بأن يتركك هو هذه المرة.. كلها احتمالات قائمة، وكلها حلها واحد: البلوك.
اقطعي علاقاتك بهذا الشخص الآن وفورًا، احظريه علي جميع مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى التليفون وواتساب، وكل وسيلة يمكن أن يصل إليك منها. خذي خطوة قوية وواثقة حقيقية لآخر مرة، وأغلقي هذا الباب الذي لا يأتي سوى بالأذى. لا تهتمي بما سيظنه، لا تهتمي بأنه سيقول: “لقد فعلت هذا لتتخطاني”، لا تهتمي بشيء سوى نفسك، وأن تتعافي من هذا الشخص، وأنتِ لن تتعافي منه أبدًا طالما ظلَّ أمامك طوال الوقت. أنت بالنسبة له فريسة يتلاعب بها ويتسلى عليها، يأخذ منها بعض الاهتمام ليشحن ثقته في نفسه، ثم يختفي ليمارس حياته الطبيعية، وشعورك بالأذى لا يمثل له أي شيء، كما أنه لا يحمل نحوك أي عاطفة حب أو احترام أو مراعاة. لا تسمحي لشخص كهذا بأن يبقى حولك، لأن الأذى لا يتراجع بتجاهل أصحابه، بل يتطور ليبتلعنا ويقضي على كل فرصنا في التعافي ثم السعادة.
كل الحب والحرية،
القلب المكسور
لا أستطيع تجاوز الشخص الذي خنت زوجي معه.
كنت في علاقة عاطفية وجنسية إلكترونية رغم أنني متزوجة، وزواجي كان وما يزال سيئًا، والخروج منه مستحيل. انتهت علاقتي بهذا الشخص منذ أكثر من سنة، لكنه كان أكثر من حبيب بالنسبة لي.. كان صديقي المفضل، وعندما انتهت علاقتنا تجاوزني بسرعة، وأصبح عنده حبيبة في الواقع.
ما زلت على تواصل معه كأصدقاء لكن قلبي ينكسر في كل مره نتحدث. كيف أتجاوزه؟ وهل أقطع علاقتي معه؟
صديقتي العزيزة.. أنتِ بحاجة لقطع علاقتك بالجميع.
استغرقت وقتًا طويلاً في محاولة تخيل الظروف التي قد تدفعك لفعل مؤذٍ كالخيانة الزوجية، لكن مهما كانت الأسباب، ومهما كانت الظروف التي عشتها فالخيانة أمر بشع، ولا مبرر له حتى لو كنت تخونين أسوأ رجل في الوجود.. أنت بحاجة لاستيعاب هذا جيدًا، وأن توجهي تفكيرك وتركيزك نحو زوجك، ونحو زواجك، وليس نحو الشخص الذي ارتكبت معه جريمة الخيانة.
قبل أن ننجرف في التحدث عن مساوئ الخيانة ومخاطرها، لا بد أن نبدأ منذ البداية، من السبب -وليس المبرر- الذي دفعك للخيانة. تقولين إنك عالقة بزيجة سيئة والخروج منها مستحيل، لكن الحقيقة يا عزيزتي أن لا شيء مستحيل، كل العلاقات قابلة للإصلاح أو للانتهاء، المستحيل فعلاً أن يستمر الوضع على ما هو عليه، حياة زوجية سيئة وتعيسة بين طرفين أحدهما يخون، والآخر لا نعلم ماذا يفعل بدوره، وإذا كان بينكما أطفال فلا تتخيلي أن تلك الأجواء غير الصحية ستكون خفيةً عنهم مهما حاولتما التصرف بشكل طبيعي؛ يدرك الأطفال دائمًا أنهم يعيشون في بيتٍ محطم، وتتسلل التعاسة إليهم لتخرب حياتهم وثقتهم بنفسهم ووالديهم إلى الأبد، وينعكس هذا على حياتهم كلها. ما دمت ترين الزيجة سيئة فزوجك بالتأكيد يرى الأمر نفسه، ومن هنا يجب أن تجدا حلًّا.
إذا كانت ظروف زيجتكما سيئة لكن هناك رغبة ومشاعر تكفي لإصلاحها، فقد تنقذكما استشارة طبيب زواجي Couple Therapy، أو مختص نفسي تتحدثان معه عن مشاكلكما، وعندها قد يمكنكما إصلاح العلاقة. إذا لم يكن هذا هو الوضع، فركزي كل طاقتك على الخروج من تلك الزيجة مهما كان الثمن، ولا تدخلي في أي علاقات، ولا تستسلمي لأي مشاعر قبل أن تفعلي هذا، لأن العواقب ستكون غاية في السوء حتى ولو لم ينكشف أمرك.
الخيانة الزوجية لها عواقب كثيرة ومرعبة، أولها الخطر الذي سيتهددك لو اكتشف زوجك أمرك، في مجتمع يُشرعن العنف ضد المرأة ويستهويه قتلها وتعهيرها والتمثيل بها حيةً قبل أن تكون ميتة، لمجرد الاشتباه -فقط الاشتباه- في أخلاقها، وثانيها خطر أن ينقلب عشيقك هذا عليك ليبتزك أو يهددك أو يدبر لك أي فخ يدمر حياتك، وما أكثر الفخاخ التي يمكن تدبيرها من خلال الإنترنت. إلي جانب هذا فالاستسلام لهكذا نوع من العلاقات له مردود نفسي كبيرٍ عليكٍ، سيفقدك احترامك لنفسك وتقديرك لها، ويعرضك لمواقف مهينة من رجال ربما تتخيلين أنهم سعداء بدخولهم علاقة معك، لكنهم لا يكنون لك أي احترام، وكل أهميتك بالنسبة لهم هي المتعة التي يشاركونك إياها، وعندما يجدون شريكة مناسبة سيلقون بك خلف ظهورهم ويعيشون الحياة الحقيقية، وتبقين أنت رهينة الوهم، والفراغ العاطفي، لتزدادي عذابًا فوق عذاب.
عزيزتي، أتفهم ما قد تمرين به من افتقاد للحب والمشاعر، والشعور بالضغط بسبب اعتقادك أن الخروج من زيجتك مستحيل، لكن كل ما مررت به مع عشيقك هذا كان خطأ مئة بالمئة، وأنت لا تمثلين له أي شيء يجعلك تتعلقين به بعد كل هذه الفترة. ربما تكنين له مشاعر الحب والصداقة، لكنك لا شيء بالنسبة له، لا شيء أكثر من شريكة نزوة وتسلية، وأنت تستحقين أفضل من هذا. تستحقين أن تغلقي هذه الصفحة تمامًا وتلقينها خلف ظهرك، وتحلين المشكلة الحقيقة في حياتك وهي زواجك، حتى تتسنى لك الظروف المثالية في المستقبل لتبني علاقة جديدة أفضل، مع زوجك أو مع شخص جديد تلتقينه وأنت حرة بلا قيود. أتمنى أن تجدي القوة لتبدئي الحرب الحقيقية لتنالي سعادتك، مهما كانت الظروف المحيطة بك.
كل الحب والحرية،
القلب المكسور
زوجي بضل يعلق ع وزني وشكل جسمي ويقهرني، وبس أحكيله يقول لي: “كبري عقلك كنت عم أمزح”. شو التصرف الصح؟ علمًا ما في إرادة أبدًا لأعمل رياضة أو رجيم.
صديقتي العزيزة،
Videos by VICE
من أصعب الأمور أن ترصدي شخصًا متنمرًا في دائرتك القريبة، خصوصًا إذا كانت سلوكياته المتنمرة مغطاة بالمزاح، أو تتظاهر بخفة الدم والدعابة، أو تتهمك أنت، الضحية، بأنك لا تفهمين المزاح ولا تقبلين التعليقات البريئة. يمكن لسلوك المتنمرين في دوائرنا القريبة أن يشككنا في عقلنا واستيعابنا للأمور، وأن يهدم ثقتنا في نفسنا، ويجعلنا نتساءل: هل نحن حساسين أكثر من اللازم؟ هل أسأنا فهم مقصده؟ الخ، ونبدأ في التماس الأعذار للطرف المتنمر، ونصدق ما يقوله عن أنه يقصد المزاح، لكن.. يجب أن نقف وقفة هنا.
كثير من السلوكيات المتنمرة تأتي من ضغوط نفسية تقع على المتنمر، فيبدأ بإفراغ شعوره بالضغط التنمر على الآخرين، لكن بعض المتنمرين يتنمرون لأنهم لا يحترمون ضحيتهم، أو لا يجدون رادعًا يجعلهم يتوقفون عن سوء سلوكهم، والحل في جميع الأحوال أن تكوني حازمة وتواجهي ما يحدث بمنتهى الصرامة، مع القدرة على التصعيد. الآن تستوعبين أن ما يفعله زوجك نوع من التنمر، سواء كان واعيًا بما يفعل أم لا، وعليك إيقافه فورًا.
فلنبدأ بالتصرفات السلمية، اشرحي لزوجك بوضوح شديد أن سلوكه مؤذي، ومسيئ، ويشعرك بالإهانة والحزن، ولا يوجد أي مبرر يجعله يسبب لك هذه المشاعر السلبية، والمزاح لا يجب أن يسبب للآخرين الضيق وإلا أصبح تنمرًا وقلة أدب. كوني شديدة الوضوح والصرامة ووضحي مشاعرك، وأنك لن تقبلي بهذا السلوك منه بعد الآن، لأن أبسط حقوقك في حياتك الزوجية هو أن يراعي شريكك مشاعرك.
شجعيه أن يحكي لك لماذا يفرغ فيك ضغوطه بهذا الشكل، أو ما إذا كان يمر بمشكلات تجعله يتصرف هكذا تصرفات. ربما لو وعى بمشاعره وأنه يفعل هذا كنوع من التخلص من الضغوط لاستطاع أن يسيطر على مشاعره ويتوقف، ويتعامل مع ضغوطه بشكل أفضل.
شجعيه أيضًا أن يخبرك إذا كان سلوكه هو محاولة خفية لدفعك لخفض وزنك أو الاهتمام بمظهرك، وإذا كان هذا هو السبب، فأخبريه أنك بحاجة لدعمه في رحلة كهذه، سواء بالتصرفات المحترمة المشجعة، أو بدعم مادي واضح لتستشيري طبيبًا متخصصًا في التغذية، أو الذهاب لنادي صحي أو الجيم لتهتمي بصحتك. أنا لا ألتمس له العذر، هو مخطئ في جميع الأحوال، لكن بعض الناس يحاولون تحقيق أهداف طيبة بأساليب مؤذية، وربما يفيدك منحه ميزة الشك، كرامةً للعشرة بينكما.
إذا تكرر سلوك زوجك المتنمر على مظهرك، يجب أن تكون لديك خطة للتصعيد، ربما يمكنك اللجوء لأهلك أو لأهله، وتوسيطهم لإيقافه عند حده أمام هذا السلوك المؤذي، والذي لا عذر له فيه بعدما وضحت مشاعرك جيدًا من قبل وطلبت عدم تكرار الأمر، خصوصًا في غياب دعمه العاطفي لك لو أراد منك الاهتمام بصحتك فعلاً. من المؤسف أن إحدى الخطط التصعيدية هي التنمر المضاد، أن تعلقي على مظهره بالمثل أو أي تفصيلة في جسده تشعره بعدم الراحة، لا أشجع على هذا، لكن لتغطية جميع جوانب القضية يجب أن أقول أن بعض المتنمرين يتأذون جدًّا عندما يتعرضون للتنمر. ربما تعليق سخيف منك يضايقه يجعله يشعر بسوء ما يفعل حقًّا، وأن البشر لا يجب أن يكونوا موضوعًا للمزاح والتقليل.
كوني حازمة، قوية وقاطعك في توضيح حدودك وما تقبلينه من الكلام وما لا تقبلينه، وتأكدي قبل أي شيء أن الخطأ ليس منك، المتنمر دائمًا المخطئ، لأنه كان بوسعه أن يتحدث إليك بوضوح ويعلق على شكلك بلطف، ويعرض دعمه لك في رحلة الريجيم وفقدان الوزن، لكنه بدلاً من هذا اختار أن يجرحك بالكلام والقسوة. قولي بوضوح إنك لن تقبلي هذا وافرضي حدودك بكل قوة عليه.
أتمنى ألا تصغي لتلك التعليقات أكثر مما ينبغي، ولا تسمحي لها بالتسلل إلى عقلك لتؤثر في صورتك عن نفسك، أو تجعلك تعاندين فكرة فقدان الوزن نكاية في زوجك، فتفرطين في تناول الطعام للانتقام مما يقول، أو تمتنعين عن تناول الطعام لإرضائه.. أنت جميلة في كل أحوالك، ومقبولة مهما كان مظهرك، ومع هذا أشجعك على تبني نمط حياة صحي وممارسة أبسط التمارين ولو لدقائق يوميًّا، ليس استجابة لتعليقات زوجك، بل حفاظًا على صحتك، وتفريغًا لأي مشاعر سلبية تشعرين بها.. عندما تتغلبين على هذه المشاعر ستجدين الإرادة لفعل أي شيء تريدينه.
كل الحب والحرية،
القلب المكسور