شات جي بي تي أو Chat GPT هو نظامًا آليًا عبر الذكاء الاصطناعي، عبارة عن روبوت تتواصل معه، ويستعمل للدردشة، ويمكن أن يستعمل بسياقات عدة، في العمل والتسلية والكتابة وغيرها، وهو محدث لغاية عام 2021 فقط، ولا يزال مجاني الاستخدام الى هذه اللحظة، وهو مطور من قبل شركة OpenAI التي يدعمها الشخص المثير للجدل طبعاً، مالك تويتر الحالي، إيلون ماسك.
يقول عبد قطايا، مدير المحتوى الرقمي مع سمكس، وهي منظمة عربية تعنى بالحقوق الرقمية: “هو برمجية قائمة على الذكاء الاصطناعي ولكن الذكاء الاصطناعي ليس جديدًا، بل قد بدء منذ فترة طويلة. الخوارزميات التي نسمع عنها كثيرًا هي جزء من الذكاء الاصطناعي، الفرق هو أن ChatGPT أصبح في متناول المستخدمين ويستطيع المستخدم أن يتفاعل معه مباشرةً. نستخدم الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية مثلاً تحديد المنبه هذا ذكاء اصطناعي واستخدام الكميرا هو أيضًا ذكاء اصطناعي ولكن استخداماته بسيطة. أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم في متناول المستخدمين النهائين.”
Videos by VICE
ما هي استخداماته؟
تقول ميريام، 28 عامًا، وهي صحافية لبنانية، إنها وجدت في ChatGPT وسيلة لتيسير حياتها. إذ إنها تستخدم الموقع لصياغة رسائل بأسلوب مهني، كما أنها تجد فيه وسيلة مُحفّزة لطرح أفكار جديدة مرتبطة بعملها. تقول ميريام: “تعرّفت على الموقع منذ أيام وفاجئني ذكاؤه، الأمر مختلف كليًا عن ما اعتدنا عليه في غوغل، الخيارات هناك عديدة وأغلبها غير مجدٍ، في حين أن ChatGPT سريع وذكي للغاية… أشعر أحيانًا أن شخصًا عبقريًا ومبدعًا يجلس إلى جانبي.”
ثم تُضيف: “أمس كنت منهكة للغاية ولكن كان لدي عمل متراكم، هذا البرنامج ساعدني وقدّم لي أفكار خلّاقة… أعتقد أن العالم قطع أشواطًا هائلة مع الذكاء الاصطناعي، لدرجة أنني بت أخشى أن تتلاشى وظيفتي كصحافية يومًا ما وأصبح عاطلةً عن العمل بفضل شات جي بي تي.”
عمر ليزا 30 عامًا، كاتب مسلسلات وأفلام، يقول لـ VICE عربية: “في بادئ الأمر جربته خوفًا من أن يكون هذا الذكاء لدى شات جي بي تي خلاقًا ويهدد الكتاب وموقعهم ووظيفتهم، وجربته في الكتابة.
من ناحية البحوث العلمية، فهو يضع الأساسيات الصحيحة وممكن أن يكون مفيدًا، أما من ناحية الكتابة الخلاقة، فهو يمكن أن يكتب بأسلوب كتاب محددين، إذا حددت له ذلك، ولكن نفس القصة إذا جربت أن تغير له الكاتب، لا تتغير القصة كثيرًا. ولكنه يستطيع قراءة الـ Power Dynamics بطريقة ممتازة، كيف!؟ جربته بكتابة أني شخص فقير ولدي لدغة ورفيقي شخص غني، لم يذكر طبقتنا الاجتماعية، ولكنه خلال النقاش استطاع أن يقرأ فارق القوة بين الشخصين. برأيي إلى الآن، لا يوجد خطر على الكتاب، ولكنه من أقوى البرامج التي استعملتها.”
مثل أي برنامج آخر، الذكاء الاصطناعي يتعلم. الانسان يزوده بالمعلومات وينتجه ويبرمجه ويطوره، تمامًا كما بدأ التلفزيون والهاتف والداكتلو ظن البعض أن كل هذا سوف يستبدل الإنسان ولكن الإنسان دائمًا يستطيع أن يتأقلم ويتكيّف. مثلاً بدلاً من كتابة الكودات البرنامج يستطيع أن يكتب الكودات. اليوم لا نصنع المواقع بل يمكن أن نحصل عليها جاهزة. ربما، سوف يدمر ChatGPT بعض الوظائف لكنه سوف يخلق وظائف أخرى.
هل يشكل شات جي بي تي خطراً على بعض الوظائف الحالية؟
جربت أن أكتب هذا السؤال على شات جي بي تي بطرق مختلفة، ولم ألقى جوابًا، ولكن يبدو أن هذا السؤال يشغل بال كثير من مستخدمي شات جي بي تي اليوم.
تقول زين حمزة، 30 سنة، وهي مديرة فنية تستعمل شات جي بي تي: “لا يمكنك التخلص من الدماغ البشري ، في النهاية، يطرح الدماغ البشري أسئلة لـ ChatGPT من أجل تلقي الإجابات كما تريدها، لذا في النهاية تحتاج إلى إنسان خلف الكمبيوتر. في عالم التسويق والإعلان، تحتاج إلى خط سريع وغير مبتكر للغاية، يمكنك استخدام ChatGPT.
يمكن لمحرر حقوق الطبع والنشر استخدام ChatGPT لتسريع المهمة ولكن لا يمكنك التخلص من العقل البشري بالكامل ولكن هذه الأداة يمكن أن تساعدك في توفير الوقت والتركيز على الأمور الأكثر أهمية.”
وعن طريقتها في استخدام البرنامج تقول زين: “أستخدمه لكتابة الإعلانات أحيانًا عندما يكون لدي نص أو سطر أكتبه، وهو سطر إبداعي خاصة عندما يكون مؤلف الإعلانات مشغولًا، ولدي سطر عاجل للغاية، لذلك أستخدمه بشكل أساسي لأغراض كتابة الإعلانات.
استمر في طرح الأسئلة للوصول إلى هدفي. اطلب من البرنامج ان يجعل النص أكثر إبداعًا، أكثر تشويقًا، وأطلب أن يضف إليها المزيد من الأفكار، وتحديد الجمهور المستهدف، حتى أحصل على ما أريد في نسخة إبداعية من النص.”
هل شات جي بي تي مقدس ويعرف الحقيقة المطلقة؟
تشير مقالات عدة عن عدم دقة شات جي بي تي في بعض الأحيان خاصةً في اللغة والترجمة، والبرمجة أيضًا، قد يولد ChatGPT في بعض الأحيان معلومات غير صحيحة، قد ينتج أحيانًا تعليمات ضارة أو محتوى متحيز، أثبت النموذج ضعفًا في الرياضيات، وفشل في مضاعفة التعبيرات الجبرية. كذلك من أبرز نقاط ضعف البرنامج (وبعضها مذكور على البرنامج نفسه):
- الفهم المحدود للتعبيرات الاصطلاحية والسخرية: قد لا يفهم ChatGPT عبارات أو تعبيرات معينة شائعة الاستخدام في اللغة اليومية، وقد يسيء تفسير السخرية.
- الصعوبة في الإجابة على الأسئلة المعقدة: قد يكافح ChatGPT للإجابة على الأسئلة التي تتطلب فهماً عميقاً للموضوع، لأنه غير قادر على التفكير أو صنع استنتاجات مثل الإنسان.
- الصعوبة في فهم وإنشاء الصور ومقاطع الفيديو: يعتمد ChatGPT على النص ولا يمكنه فهم أو إنشاء الصور أو مقاطع الفيديو.
- القدرة المحدودة على تخصيص الاستجابة: ChatGPT غير قادر على تخصيص الاستجابة بناءً على المستخدم الفردي وسياق المحادثة.
هل هو مفيد في الدراسة؟ وماذا عن الأجوبة؟
مارون أنطون، 25 عامًا، مهندس برمجيات يقول أنه ركز بحثه على الذكاء الاصطناعي في الجامعة وما يزال يستخدم الذكاء الاصطناعي يوميًا: “ChatGPT دقيق؟ الدقة سؤال واسع. الردود دقيقة لكنها متحيزة. كيف؟ البرنامج يستمد المعلومات من المصادر والمصادر لا يمكن الاعتماد عليها دائمًا. يمكنك استخدام ChatGPT للحصول على الكثير من النصائح الإنتاجية. تكتب رسائل البريد الإلكتروني وعناوين المقالات. مثلاً، أنا أكتب مقالًا لبحث أجريته وليس له علاقة بـChatGPT، لقد استخدمت ChatGPT لكتابة المقال، فهو يوفر لك كلمات، ولكن لا تنسخ وتلصق أبدًا بشكل أعمى لأن هناك دائمًا انعكاس بشري على ما تكتبه رسائل البريد الإلكتروني، والمقالات، والعناوين، والنكات، أيا كان، لا تستخدم أبدًا طريقة النسخ واللصق دائمًا مع إعادة صياغتها بأفكارك الخاصة. لدي الكثير من نصائح الإنتاجية من GPT.”
أكثر ما بحثت عنه حول ChatGPT هو أنه متحيز. تم إنشاؤه باستخدام AI مفتوح. Open AI هو مصدر مفتوح يتم استثماره في Microsoft وهو الآن يمثل تهديدًا لـ Google لأن Microsoft تستثمر عشرة مليارات دولار.
ومع ذلك، عندما تطرح أسئلة وجودية، وأسئلة عنصرية، ولا تجيب إرشادات الترميز على هذه الأسئلة. يحتوي كل برنامج على ثغرات وأخطاء يمكن تجاوزها بسهولة. كما أثبت أنه ممكن أن يكون عنصري.
الذكاء الاصطناعي ليس بجديد، ويوجد الكثير من التطبيقات قبل شات جي بي تي، ولكن هذا البرنامج بالذات يثير الجدل، بسبب التقنيات المحدثة عليه من خلال الدردشة أو ما يعرف بالتشات.
هل تخلى بعض المستخدمين عن غوغل؟
تقول سحر حبوب، 34 عامًا، وهي متخصصة بمجال المعلوماتية، أن البرنامج يستطيع أن يحل مكان Google لأنه يمكنه الوصول إلى البيانات.
وتضيف سحر لـ VICE عربية: “إذا كنت بحاجة إلى تعريف لشيء ما أو تريد إجراء بحث ، يمكنك أن تسأل ChatGPT بدلاً من Google. بالنسبة لي يحل محل جوجل. تكمن قوتها في قدرتها على القيام بأشياء لا تستطيع Google القيام بها. إنه يعمل كأنه خبير في موضوع معين. يمكنك أن تطلب من ChatGPT التصرف كموظف لديه مشكلة معينة. يساعدك على سبيل المثال في كتابة بريد إلكتروني مخصص بناءً على المعلومات التي تقدمها بينما لا تستطيع Google القيام بذلك. يمكنك أن تطلب من البرنامج العمل كمستشار أو مهندس أو كخبير استراتيجي وطلب المعلومات التي تحتاجها. يمكنك أن تطلب من ChatGPT أن يكون لديك فكرة عمل معينة ويمكنك أن تطلب منه تزويدك بوحدة المخاطر وخطة العمل ونموذج التشغيل. يمكن لـ ChatGPT إنشاء خطة عمل لمتابعة عملك. يمكن أن يكون مساعدًا شخصيًا لك ، يمكنك طلب ملخصات.”
في النهاية، أظهر شات جي بي تي الى اليوم تفاوت هائل حول الجدوى منه، منهم من قال أنه هائل وذكي جداً، والبعض الآخر كان رأيه أنه عادي، فيما أعتبر أيضًا أنه يحتوي على مغالطات عديدة، ولا يمكنك أبدًا النسخ واللصق بشكل عشوائي من خلال استعمال أجوبته، بل عليك البحث مجددًا للتأكد من الجواب، ضعيف في مجالات وجيد في مجالات أخرى، وهذا بسبب أنه لا يزال تحت التجربة الى اليوم، فهل سيشهد تطورًا كبيرًا، أو سيبقى على حاله؟