إعادة نشر صورة معدّلة للسيدة العذراء، وقد استُبدل وجهها بوجه النجمة الأميركية مادونا، فتحت “أبواب جهنم” على المغني الرئيسي حامد سنو وفرقته اللبنانية الشهيرة “مشروع ليلى.” كبرت القصة وتشعبت لنفاجأ بمطالبات من مسؤولون في الكنيسة اللبنانية المارونية بإلغاء حفلة الفرقة المقررة في 9 أغسطس ضمن فعاليات مهرجانات بيبلوس في مدينة جبيل، لأن “أغانيهم” تمس المقدسات الدينية.
وكما يحب الجميع “أن يعمل من الحبة قبة” بدأ جدال قديم/جديد حول حرية التعبير، وتفاوتت آراء الشباب العرب على مواقع التواصل الإجتماعي حول هذه “القضية” فمنهم من دافع عن “مشروع ليلى” كونهم من محبي الفن الذي يقدمونه ورفضهم التام لتدخل الكنيسة في الفن، ومنهم من انتقد الفرقة ودعا لمقاطعتها على اعتبار أنهم “مسوا بالدين المسيحي” على الرغم من تأكيد الفرقة التي تتناول كلمات أغانيها الاضطهاد والطبقية والطائفية أنها “تحترم الأديان كافة.” ولكن يبدو أن هذا لم يكن كافياً، فقد أشار البعض على وسائل التواصل أنه تم حذف اغنيتين من قناتهم الرسمية على يوتيوب بعد التحقيق معهم من قبل الشرطة والكنيسة. تحدثنا مع عدد من الشباب اللبنانيين عن الموضوع لنفهم وجهة نظرهم من كل هذا.
Videos by VICE
عادل، 32 عاماً
VICE عربية: أنت لست من معجبي فرقة مشروع ليلى؟
عادل: لدى فرقة مشروع ليلى جمهورها والموضوع ليس الفن الذي تقدمه الفرقة بل مضمون بعض الأغاني التي تسيء إلى المسيحيين فعندما يتحول الفن إلى تحقير للدين لا يعد فناً. قد تكون أغاني الفرقة في السابق قد مرت دون أن ينتبه أحد لها، خاصة أن من يتابع عبر اليوتيوب أغاني الفرقة يجد أن كلماتهم ليست مفهومة جيداً، ربما هذا السبب الحقيقي وراء عدم انتباه أحد في السابق لمضمون هذه الأغاني. ولكن الصورة التي نشرها عضو فريق مشروع ليلى حامد سنو استبدل بها رأس السيدة العذراء بالفنانة العالمية مادونا جعلت الكثيرين يبحثون وراء هذه الفرقة وأغنياتهم.
أنت إذن مع منع الفرقة من تأدية الحفلة في جبيل؟
طبعاً أنا مع إلغاء الحفل لأن الدين خط أحمر والكنيسة المارونية أصدرت بيان استنكار وطلب بإلغاء الحفل أما المستغرب الصمت المطبق من قبل إدارة مهرجان جبيل التي لغاية الآن لم تخرج بأي تصريح او توضيح.
مادونا، 40 عاماً
ما سبب اعتراضك على الصورة التي قام حامد سنو بإعادة نشرها؟
عفواً؟ هل تقبلين أن يتم فعل هذا بصورة لوالدتك؟ فقد تم استبدال رأس العذراء برأس…، وكتب عليها إهانة. لا أقبل بذلك على أفراد عائلتي، فكيف إذا كان متعلقاً بوالدة الإله. على الرغم من أنها قديمة، ما هي الفائدة من وضعها مرة أخرى؟ وما هي الحرية التي تسيء لعمق ديننا؟ هل لدي الحرية أن أتحدث عنك في أغنيتي وأن أذكر أشياء خاصة ومقدسة عنكِ؟ بالتأكيد لا! لذلك أنا لست حراً في أن أذكر أمور مقدسة في المسيحية بأغنية. لن يتأثر إيماني بأغنية، فإيماني قوي جداً، لكن لن أدعم فرقة تهين إيماني. دعهم يصنعون أغنية عن النبي محمد؟ هل يجرؤون؟ ولكن لأن المسيحية دين متسامح للغاية. يجب أن يحترموا كافة الأديان.
مانويل، 21 عاماً
أنت ترى أن منع الفرقة من الغناء في جبيل مبرر؟
نعم، أنا مع منع الفرقة من تقديم الحفل في جبيل لكن بالطرق السلمية لأن الفرقة تخطت حدود الأخلاق والإحترام، ومن الضروري وضع حد لهذه التصرفات “الغوغائية”، أنا مع الحرية لأبعد الحدود لكن المس بالدين أكيد ممنوع.
لكن لماذا مشروع ليلى دون غيره؟
الفكرة أن الموضوع تضخم وأصبح لأي شخص القدرة على التكلم عن الأديان لينشهر، الإلحاد أمر والذي قاموا به مشروع ليلى أمر آخر، يوجد فنانين أجانب غنوا ضد المسيحية وقاموا بزيارة لبنان لكن ليس من المقبول أن يصدر الكلام من فرقة لبنانية.
كريم، 24 عاماً
ما رأيك بتهديد البعض للفرقة في حال قامت بالغناء في مهرجان جبيل؟
برأيي منع الفرقة من إحياء حفل في جبيل أمر خاطئ، لكل شخص حريته الخاصة في التعبير. بغض النظر ما إذا كنت أحب الفرقة أم لا. إذا اعتبروا أن أغاني الفرقة أو الصورة التي انتشرت مهينة، فلا أعتقد أن الرد على الفرقة وتهديها هو الحل الأمثل. الكثير من الناس يقومون بتعديل ونشر صور دينية مماثلة لكنها لا تعتبر مسيئة، فيوجد صورة لرئيس الدولة مُمَثل كيسوع في رحم مريم العذراء. أعتقد أن الأمر يعود إلى الكراهية المتجذرة في داخلنا، في لبنان نعامل الناس بطرق مختلفة كل على حسب جنسياتهم، مما دفعنا للحقد على أبناء بلدنا، لذا أعتقد أن الأمر نابع من هنا أكثر من أي شيء آخر.
يارا، 23 عاماً
برأيك، ما الذي دفع الأمر للانتشار الآن بالرغم أن المنشور الذي قام حامد سنو بمشاركته قديم؟
البلد يهمل كل القضايا المهمة ويركز على مواضيع الدين. بالرغم من أن الفرقة قامت بتأدية هذه الأغاني في جبيل من قبل، لكن في ظل هذه الظروف الاقتصادية والمشاكل السياسية المتعلقة بالفلسطينين والسوريين في لبنان، يقوم رجال الدين بتغطية هذه الأمور، بمواضيع سخيفة، ويبذلون جهدهم في إيجاد حل لها، ليثبتوا للشعب “إنن مش بس تبع حكي” بل قادرين على حل المشاكل. بس دخلك شو صار بمشكلة الزبالة؟ بالفقر، بالفساد، بالجوع؟ نضع هذه المواضيع في أسفل القائمة لأن الله فوق كل شيء في لبنان.
هل يمكن أن يعود السبب لكون حامد سنو شاب مثلي الجنس؟
نعم خاصة في منطقة كجبيل، يوجد مسيحيين متشددين ضد المثليين ويعبرون عن كراهيتهم لهم بشكل واضح. لذلك اعترضوا على حفل مشروع ليلى فهم يعتبرون جبيل أرض مقدسة، والفرقة تنشر أفكار سلبية ومهينة بنظرهم.
طوني، 29 عاماً
على عكس يارا أنت لا ترى أن القضية ليس لها علاقة برهاب المثلية؟
صراحة ليس لدي أي فكرة عن سبب الجدل باعتبار الأغنية والمنشور قديمين، لكن بغض النظر يجب احترام حرية المعتقد والإنسان مقدس في لبنان. يمكن الكثير من التعليقات السلبية على الفرقة متعلقة بموضوع كون حامد مثلي الجنس، خصوصي بالمجتمع اللبناني والعربي حيث يوجد اضطهاد لهذه الفئة، لكن يدافع الكثير عن الفرقة من هذا المنطلق دون النظر للأسباب الموضوعية.
ما قد يحصل إذا قامت إدارة المهرجان بإلغاء الحفلة؟
لجنة المهرجان في وضع “لا تحسد عليه”، خاصة أن إلغاء الحفل سيسبب مشاكل أكثر ويفتح موضوع الحريات وحقوق المثليين، علماً أن الجدل والمشكلة الأساسية هي احترام الأديان.
مالك، 29 عاماً
بعد هذه الانتقادات ضد “مشروع ليلى” لماذا تدافع عن الفرقة؟
لأننا بحاجة لفرق تقدم أعمال تتخطى مواضيع الحب والعشق لتعالج مواضيع ومشاكل اجتماعية وسياسية نعيشها كل يوم و”مشروع ليلى” منذ 2009 استطاعوا أن يكسروا الكثير من الحواجز وبموسيقى تعتبر روك استطاعوا إيصال أفكار شباب هذا الجيل. الموضوع أكبر من أغنية أو صورة لمشروع ليلى. نحن نعيش بمجتمعات ليس من مصلحتها أن يعرف الشعب حقوقه كإنسان، تم مهاجمة الفرقة من قبل جماعات دينية وسياسية والهدف الحد من الحرية كأننا نعيش في العصور الوسطى.