مقابلة مع إنجي الشاذلي.. أول راقصة باليه محجبة

Screen Shot 2019-04-11 at 2

كان لها حلماً لم تتخلى عنه، وقوفها على خشبة المسرح تؤدي عرضاً للباليه كان هو الحلم، لم يقف أمامه سنها أو عدم التدريب أو حتى الحجاب، تركت الوظيفة وبدأت في ملاحقة الحلم، لتصبح إنجي الشاذلي أول باليرينا “راقصة باليه” محجبة في مصر. التقيت إنجي لأسألها عن عن طموحاتها، والتحديات التي واجهتها، وتعامل عائلتها والمجتمع مع قرارها باقتحام مجال لم يكن مألوفًا على المحجبات.

VICE عربية: متى بدأت التدرب على الباليه، وكيف كانت حياتك قبله؟
إنجي الشاذلي: بدأت في التدريب على الباليه منذ خمس سنوات حين كنت أبلغ من العمر 27 عامًا، وقبل ذلك كنت أمارس رياضة الباليه المائي وأنا طفلة، لكني توقفت عن ممارستها وأن في الرابعة عشر من عمري، واستكملت دراستي وتخرجت من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وعملت في فروع عدد من الشركات العالمية في مصر.

Videos by VICE

كيف بدأت قصة انجي الشاذلي أول راقصة باليه محجبة في مصر؟
كما قلت كنت أعمل في فروع عدد من الشركات العالمية في مصر معتمدة على اتقاني للغة الإنجليزية، ولكن لم يكن ذلك شغفي، وإنما هي وظيفة ناجحة أقوم بها لان ليس ما أقوم بها غيره، وفي المقابل كان لدي رغبة في تعلم الباليه، وفي يوم وجدت إعلان على موقع التواصل الاجتماعي حول مركز مخصص للفتيات للتدريب على رقص الباليه حتى لمن لم يمارسنه قبل ذلك، اتصلت بالمركز فأكد إمكانية تدريبي، أبلغتهم أننى محجبة، ولم يكن لذلك تأثير على موقفهم، وبالفعل التحقت بالمركز وكانت مدربتي الأولي هي الراقصة الأولي في دار الاوبرا المصرية، واستمرت في تدريبي لمدة عام كامل، ثم تولت مهمة تدريبي راقصة باليه أخرى أوكرانية الجنسية، واستطعت تقديم 3 عروض باليه منهم عرض صولو “منفرد”.

1554979122824-IMG-20190312-WA0052

حين بدأت في التدرب على الباليه هل كنت تتوقعين أن تصبحين “باليرينا محترفة”؟
لست باليرينا محترفة حتى الآن، ومازال أمامي على هذه الكلمة الكثير من الوقت والتدريب، ولكن يمكنني القول بأن بداية تدريبي على الباليه جاءت كرغبة شخصية لي لحبي الشديد لهذا الفن منذ صغري، ولم أتوقع أن أقوم المشاركة في تقديم أي عروض وإنما أتدرب لمتعتي الشخصية، خاصة وأني بدأت التدريب في سن كبير ومحجبة، ولكن مدربتي قامت بتشجيعي، واقترحت أن ارتدي فستان مغلق وغطاء للشعر “تربون” أسود.

تركت الباليه المائي في سن 14 عامًا وعدت للتدريب على الباليه بعد 13 عامًا، هل كان لديك حلم يخص الباليه خلال هذه الفترة؟
نعم، فأنا محبة للباليه منذ صغري وساهم التليفزيون المصري في زيادة شغفي بالباليه، فقبل عصر الفضائيات كانت عروض باليه الأوبرا تعرض على القناة الثانية المصرية وكنت أتابعها بشغف وكان في ذلك التوقيت يتم عرض قصة العرض المذاع على شاشة كبيرة بدلاً من توزيعها في كتيبات صغيرة كما يحدث الآن، وكنت أذهب للأوبرا وأشاهد العروض مع أسرتي واتساءل كيف يقومون بهذه الخطوات الصعبة.

لماذا لم تعودي للباليه المالي حين قررت العودة للتدريب؟
لان الباليه المائي لم يكن شغفي وإنما نشاط اختارته أسرتي، ولذلك تركته.

ما هي الصعوبات التي واجهتيها؟
الباليه تدريب صعب بصورة إجمالية لأنه يعتمد على قدرات الجسم التي يمكن تنميتها في سن صغيرة. دار الأوبرا تقبل تدريب الباليه من سن 8 سنوات، حيث يكون الجسم في حالة بناء ويمكنه التمدد، ويمكن تعويده على التكنيك الصعب لذلك فإن التدريب في بعد العشرين كان صعب ومازال صعبًا حتى الآن، ومازال أمامي الكثير من الوقت والتدريب لاقترب من مستوى راقصات الباليه اللاتي بدأن في سن صغير، ولكني أراهن على حبي للباليه وشغفي به، ليدفعني من أجل مزيد من التركيز في التدريبات الخاصة به.

1554979143791-IMG-20190312-WA0041

ما هي أصعب خطوات الباليه من وجهة نظرك؟
أصعب ما في الباليه هي “البوانت” أو الوقوف بحذاء الباليه، وكثيرين من راقصي البالية رأوا استحالة في إتقاني لها وتم تحذيري من صعوبتها خاصة في السن الكبير، وفي أغلب مدارس الباليه للكبار نادراً ما يتم تدريب الراقصين على “البوانت”. الحقيقة أنها استغرقت مني عدة شهور قبل أن أتقنها، ولمدة تزيد على شهرين كنت أقف ممسكة بـ “بار التدريب” حتى لا أفقد توازني، حاليًا أستطيع الوقوف بـ”البوانت”، وأتقن العديد من الحركات الصعبة.

وكيف كان رد أفعال الراقصين الذين تعاملت معهم حين بدأت التدريب؟
كان هناك ردود أفعال سلبية بالطبع، فهناك من قال لي أنني لن أصلح لأن الباليه فن يتقن في الصغر، وأنني لن أستطيع أن أصل إلى شيء، ولكن هناك ردود أفعال إيجابية دعمت خطواتي وشجعتني.

كيف تقبلت عائلتك اتجاهك للباليه؟
عائلتي شجعتني ودعمتني جدً، ولم تقف أمام شغفي بالعكس كانت والدتي تشجعني وتتعامل مع الباليه كهواية أحبها كأنني ذاهبة للجيم مثلاً، ولكن حين بدأت اشتهر كـ “باليرينا” تركت وظيفتي الثابتة واتجهت للباليه سواء كراقصة أو مدربة فأنا أدرب حالياً في أحد المراكز الخاصة، كان موقف والدتي مغاير، حيث طلبت مني أن أستمر في التدريب فقط كهواية، واحافظ على وظيفتي ولكن حين أصررت على موقفي لم تعترض.

هذا في إطار العائلة وفي إطار الحب والارتباط؟
أنا غير مرتبطة، ولكن إذا ارتبطت لا أعتقد أنني سأوافق الارتباط من شخص يرفض عملي بالباليه، وما يمكن أن أتنازل عنه من نشاطي الحالي في سبيل إرضاء الطرف الذي أرتبط به هو جلسات التصوير في الشارع فقط.

قمت بعدد من جلسات التصوير، كيف جاءت الفكرة ولماذا؟
قمت بعدة جلسات تصوير كان أشهرها جلسة تصوير كوبري قصر النيل وهو ما تسبب في شهرتي، بالإضافة لجلسات الأهرامات ومكتبة الإسكندرية ووسط البلد أو القاهرة الخديوية، وكان الهدف في البداية تنفيذ ما يعرف بـ “باليرينا بروجيكت” وهو قيام راقصي باليه بجلسات تصوير في الشوارع بملابس عادية وهم يؤدون خطوات باليه، وكان هدفي من ذلك توضيح أن المصريين ليسوا متأخرين وإنما يحبون الفن ويقدروه، بالإضافة إلى توصيل رسالة للخارج أن مصر آمنة وليس كما يتم تصدير صورتها للخارج، بأنها بلد غير آمن، وأن المصريون يعيشون في جحيم. بالإضافة إلى الترويج للسياحة والعالم المصرية، وأتمنى أن يتم السماح لي بجلسات تصوير في الأماكن السياحية لأن أغلب المواقع السياحية التي ذهبت إليها تم رفض التصوير فيها، حتى الأهرامات تم الموافقة على التصوير بصعوبة بالغة.

هل تعرضت للتحرش أثناء هذه الجلسات؟
في الاغلب أقوم بجلسات التصوير في الصباح الباكر، ولكن لم أتعرض للتحرش حتى في جلسة تصوير القاهرة الخديوية رغم أنها كانت في منتصف اليوم، وكانت الشوارع مزدحمة ولكن لم أتعرض للتحرش، كان المارة يتوقفون قليلاً للمشاهدة ثم يرحلون.

ما هو نمط حياتك كراقصة باليه حالياً؟
حالياً أنا لدي نمط حياة ليس صعب فأن أقوم بتمرينات التمدد لمدة ساعة يومياً، وأتوقف عن ممارسة التمارين يوم واحد في الأسبوع عدا الأيام قبل الحفلات والعروض، وفي يخص النمط الغذائي فأنا بطبيعتي لا أميل للطعام الكثير، ولكن حاليًا احافظ على وجبتين فقط في اليوم وهما الإفطار والغذاء، ولا أتناول طعام في العشاء وأكتفي بالزبادي أو الشاي مع اللبن.

ما طموحك في المستقبل؟
طموحي أن أحصل على شهادة في الباليه، وأن احترف كل الحركات الصعبة التي لم أتقنها بعد، أما هدفي الأكبر فهو تأسيس مدرسة لتعليم الباليه.

ما هو العرض الذي تتمنين تقديمه؟
أتمنى تقديم عرض روميو وجولييت.

من هي الراقصة التي تعتبرينها مثلك الأعلى؟
مثلي الأعلى هي الراقصة ميستي كوبلاند وهي الراقصة الأولي في مسرح الباليه الأمريكي، وهي بدأت الرقص في الرابعة عشر من عمرها، وتم رفضها عدة مرات لأنها غير متوافقة مع معايير الباليه الكلاسيكي لكونها أمريكية من أصل أفريقي.

ما رسالتك للنساء اللواتي لديهن أحلام ويعتقدن أنها مستحيلة؟
أقول لهن لاحقوا أحلامكم ولا تستلمن، فلا يوجد حلم مستحيل.