هل يتعمد الأطباء تجاهل آلام المرأة؟ عن تاريخ الإهمال الطبي بحق النساء

birmingham-museums-trust-gHkgqZhHPbM-unsplash

في أواخر عام ٢٠١٦ بدأت أعاني آلامًا متفرقة في ظهري وجسدي، تتكرر بشكل عشوائي دون نمط معين، ومن هنا بدأت رحلتي مع أطباء العظام في محاولة لتشخيص سبب الألم ثم علاجه. لم يسر الأمر بسهولة، فأول طبيب زرته قال لي: “إنتي لسه صغيرة ع الشكاوى دي.. أكيد إرهاق من الشغل.” ووصف لي بعض المسكنات ومضادات الالتهاب، لكن الحالة ازدادت سوءًا، فزرت طبيبًا آخر قال لي إنني سليمة وليست لدي أي مشاكل، وغيَّر نوع مضادات الالتهاب، وعندما ذهبت إلى الطبيب الثالث طالع الوصفات السابقة، ثم قال لي إنني بحاجة لاستشارة طبيب نفسي، أمَّا الطبيب الرابع فطلب مني تحاليل النقرس والأملاح، وأشعة على الظهر والقدمين، وجاءت كل النتائج سليمة، فكرر ما قاله سابقه: “اذهبي لطبيب نفسي.”

لم أذهب إلى طبيب نفسي، لأن العلاج النفسي أمر شائك ومكلف للغاية في مصر أولاً، وثانياً لأنني كنت واثقة أن آلامي جسدية بحتة ولا علاقة لها بنفسيتي، لم يكن بيدي ما أفعله سوى الاعتماد على المسكنات ومضادات الالتهاب. في يونيو ٢٠١٨ تدهورت حالتي بشدة، وصرت عاجزة عن أقل حركة بسبب آلام ظهري، والتي بلغت صدري وضلوعي بشكل أعاق تنفسي، وأخيرًا دخلت قسم الطوارئ في حالةٍ حرجة لتُجرى لي أشعة على رقبتي، ويظهر التشخيص أخيرًا بأن لدي استقامة في فقرات العنق بسبب جلوسي على اللابتوب لساعات طويلة وإمالة رأسي للأمام، والفقرات تضغط على الأعصاب مسببة آلامًا عشوائية عنيفة في جسمي كله. 

Videos by VICE

تأخر تشخيصي لعامين ونصف تدهورت خلالهما لدرجة جعلت إصلاح الضرر صعبًا، وحتى اليوم أعيش بآلام مزمنة، وقد تكلفني إحدى الانتكاسات رقادًا لأسابيع، ومصروفات مهولة لجلسات العلاج الطبيعي. السبب: أطباء لم يأخذوا شكواي على محمل الجد، ولم يطلبوا الفحص الضروري والبديهي لحالة مثل حالتي. لقد عرفت بعد فوات الأوان أن فحص الرقبة هو أول إجراء لشخص يشكو من نفس أعراضي، ويعمل في مهنةٍ كمهنتي، ولكن لأنني امرأة، لم يتم أخذ آلامي بشكل جدي، وتم اعتباره مجرد نوع من الدلع أو المرض النفسي.

في الربيع الماضي غرَّد طبيب مصري شاب على تويتر أنه استقبل مريضةً في الطوارئ تشكو من جرح صغير، واستفزه أنها جاءت المستشفى بصحبة زوجها، فقرر تخييط الجرح دون مخدر موضعي “عشان تتربى.” استفزت تغريدته عشرات الآلاف من المدونات والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالبوا بضبطه والتحقيق معه، حتى تراجع عن روايته ليحكيها بشكلٍ ألطف، مدعيًا أنه كان يمزح. فتحت تلك التغريدة الباب لآلاف السيدات المصريات، ليشاركن تجاربهن مع التعنيف الطبي ضد النساء في مصر.

الإهمال الطبي بحق المرأة مستمر منذ قرون، البداية كانت عندما اصطك أبقراط مصطلح “الهستيريا” ليشير إلى كل وأي عرض نفسي أو جسدي يحير الأطباء. اشتقت كلمة هيستريا من كلمة “هيسترا” اللاتينية بمعنى “رحم” واعتبر اليونانيون القدامى أن الرحم حيوان غريب يتجول بحرية في جسد المرأة، وتنشأ أمراضها غير المُفَسَّرة من التصاقه بأعضائها المختلفة. 

بعض الأطباء ذهبوا إلى أن الهستيريا تأتي من الإحباط الجنسي، وبدؤوا في تحفيز الأعضاء الجنسية للمرأة يدويًّا لـ”إراحتها” وتطورت التقنيات لاختراع الهزاز الجنسي للقضاء على “الهستيريا النسائية”

حتى القرن الثامن عشر، ظلّت الهستيريا تشخيصًا شائعًا لكثير من الأعراض التي تمر بها النساء مثل التعب والإغماء والدوار، والعصبية، وسوء المزاج، واكتئاب ما بعد الولادة، والإحباط العاطفي والجنسي، والاكتئاب، والأعراض النفسية التي لم يكن الطب متطورًا كفاية ليفهمها ويفسرها. 

تعرضت النساء اللواتي يشتكين من هذه الأعراض لكثير من طرق العلاج البدائية، التي تعتمد على الأعشاب والوصفات البدائية، وفي الحالات المتقدمة كان العلاج أكثر قسوة، مثل الضرب والتعنيف، والحبس الانفرادي لفتراتٍ طويلة في المصحات العقلية. بعض الأطباء ذهبوا إلى أن الهستيريا تأتي من الإحباط الجنسي، وبدؤوا في تحفيز الأعضاء الجنسية للمرأة يدويًّا لـ”إراحتها” وتطورت التقنيات لاختراع الهزاز الجنسي Vibrator للقضاء على “الهستيريا النسائية.”

في عام ١٩٨٠ حذف مصطلح “الهستيريا الأنثوية” من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DMA، ورُفِع ظلم كبير عن المرأة بتوصيف أعراض مرضية مختلفة، منها الجسدي ومنها النفسي، بمرض غير حقيقي، ومع هذا وحتى وقتنا الحالي، ما زالت تهمة الهستيريا مسلطة على عنق كل امرأة تطلب المساعدة الطبية، وتستمر النظرة الظالمة بمسميات مختلفة.

عن تحيّز الألم وأسطورة “السايكك”
تحيّز الألم أمر معروف في المجال الطبي، فنسبة لا يستهان بها من الأطباء، في جميع أنحاء العالم، يحملون قناعات وتصورات موروثة ظالمة وغير دقيقة، تجعلهم يتعاملون باستخفاف مع آلام طائفة معينة من المرضى. لقد عانى السود في أمريكا لعقود من عدم أخذ آلامهم بجدية مقارنة بالمرضى البيض، بسبب تصور الأطباء أنهم أقدر “عرقيًّا” على احتمال الألم. النساء أيضًا لا يؤخذن بجدية عندما يشتكين ويذهبن إلى الطوارئ، وقد يعانين كثيرًا حتى يجدن تشخيصًا دقيقًا لحالتهن. وتعاني المنظومة الصحية في البلاد العربية من مشكلاتٍ جمة بدرجات مختلفة، ومع وجود موروثات ثقافية ودينية مختلفة تنحاز ضد المرأة، يصبح تحيّز الألم أشد قسوة ضد النساء.

منذ اللحظات الأولى للبلوغ، تبدأ رحلتنا مع آلام أنثوية خاصة، لا يشاركنا فيها أحد، ومنذ اللحظات الأولى للبلوغ، يبدأ المجتمع بمطاردتنا بأساطير وقصص لا حصر لها في محاولة لتطبيع علاقتنا مع الألم. عندما تأتينا الدورة الشهرية للمرة الأولى، تخبرنا الأمهات والجدات والصديقات، وكل المحيطات بنا، أن “المُسكِّن غلط”، “استخدمي قربة الماء الساخن” وغيرها من الأساطير التي لا صحة لها، فتناول المُسكِّن للتغلب على ألم البيريود لا يختلف عن تناوله لتخفيف ألم الصداع أو العظام أو الأسنان، لكنها عقلية “الستات بتتحمل أكتر.”

“سايكك” كلمة تتردد كثيرًا على ألسنة الأطباء، كوصف غير علمي لأي مريضة تدخل استقبال الطوارئ ويعتقد الطبيب أنها “تدّعي” المرض لكسب التعاطف والاهتمام. إذا أجرينا بحثًا بكلمة “سايكك” على مواقع التواصل الاجتماعي، لنرى ما يكتبه بعض الأطباء عن هؤلاء المريضات سنصاب بالرعب، خصوصًا أن الطبيب يتعامل معها عادة بوسيلة قاسية، مثل رش الكحول في الأنف، أو حقن الكحول تحت الجلد، مسببًا لها ألمًا عنيفًا “ليجبرها” عن التوقف عن “التمثيلية.”

لا يمكننا إنكار أن هناك أشخاص يتمارضون، ويتظاهرون بالتعب لكسب الاهتمام (وهذا في حد ذاته مؤشر لكونهم يمرون بمعاناة تحتاج دعمًا نفسيًّا، لا إجراءً طبيًّا عقابيًّا)، لكن هناك ملايين أخريات تأخر تشخيصهن بأمراض خطيرة، أو تعرضت حياتهن للخطر، بسبب التعامل معهن منذ البداية باعتبارهن “سايكك” أو إرسالهن إلى البيت بحجة “الدلع.” 

الموضوع بسيط.. غالبًا كنت تخجلين من بروز صدرك في فترة المراهقة، وتنحنين لإخفائه

إبتهال عماد، ٢٥، طالبة طب، تقول أنها أصيبت بتمزق في الأربطة، وتم تركيب جبيرة من الجبس على ساقها في الطوارئ، على أن تتابع مع طبيب لاحقًا. ولكن عندما ذهبت للطبيب اعتبر أنها بتتدلع، وقرر أن يفك الجبس. تضيف ابتهال: “طلب مني الطبيب أن أجرب المشي بقدمي المكسورة وعندما أخبرته أنني لا أستطيع قال لي بلاش دلع. بسبب نزعه الجبس واصراره أنني أستطيع المشي، أصبت بتضخم الأنسجة hypertrophy بسبب التئام الأربطة بشكل خاطئ، وما زلت أعاني من ألم مزمن عند المشي أو الوقوف أو الجلوس، وتورم في قدمي غيّر مقاس حذائي، وحتى الآن ما زلت أبحث عن علاج.”

سلوى أحمد، ٣٥، منسقة ثقافية، كانت تعاني من آلام شديدة في أسفل الظهر، أصر طبيبها أنه مجرد التهاب، كما تقول: “في كل زيارة للمتابعة، كان الطبيب يستغرب أنني ما زلت أعاني ويخبرني أنني “بتدلع.” في النهاية قررت لوحدي إجراء كشف بالأشعة لأكتشف إصابتي بانزلاق غضروفي في أربع فقرات، وتأخرت في بدء العلاج شهرًا كاملاً بسبب اعتقاد الطبيب أنني بتخيل الوجع، ما جعل حالتي تسوء أكثر مما هي.”

سلمى أحمد، ٢٦ عاماً، كانت تعاني من اعوجاج في العمود الفقري، سبب لها آلامًا مبرحة مستمرة، وزارت عدة أطباء ولم تحصل على علاج مناسب، وتضيف: “ذهبت للكشف عند طبيب قبل ثلاث سنوات، وأخذت معي كل الأوراق التي تثبت تاريخي المرضي، لكنه طالعها بدون اهتمام ثم أخبرني: “الموضوع بسيط.. غالبًا كنت تخجلين من بروز صدرك في فترة المراهقة، وتنحنين لإخفائه. وكتب لي قائمة طويلة من الفيتامينات ومضادات الالتهاب، دون أن يأخذ تاريخ حالتي المرضية في الاعتبار، ودون أن يهتم أصلاً بالكشف عليّ.”

آلام الأمهات.. الوجع المضطهد دائمًا
رغم المكانة الكبيرة التي تحظى بها الأمهات، والموروثات الثقافية والدينية التي تمجدهن في مجتمعنا الشرقي، والأقوال المأثورة التي يرددها الجميع مثل “الجنة تحت أقدام الأمهات” فإن آلام الأمهات كثيرًا ما يتم تجاهلها عندما يطلبن المساعدة الطبية خلال تجربتي الحمل والولادة، والبعض يتعامل معهن باستهتار ويعتبر أن ألم الولادة نفسه ليس شيئًا ذا بال.

“بالوجع تلدين أولادًا.” هكذا يقول العهد القديم، واصفًا عقوبة آدم وحواء بعد أكلهما من الشجرة المحرمة. لقد توارثت البشرية تلك الفكرة منذ قديم الأزل، أن آلام الحمل والولادة، وكل ما يتصل بهما، هما نصيب المرأة وقدرها، وربما “عقوبتها” لهذا لا يجوز تخفيفها. يرى بعض رجال الدين المسلمين أن عدم استخدام المسكنات خلال الولادة أفضل، لأن الألم سيطهر المرأة من ذنوبها. 

أمَّا رجال الدين المسيحيون في أوروبا فقد كانوا مستائين من العلاجات والمسكنات التي توفرت للمرأة خلال المخاض، باعتبار آلام الولادة هي حكم من الرب عليها لا يجب تفاديه، فلو أراد الله أن يكون المخاض مريحًا للمرأة لفعل، لكنه لم يفعل، ولهذا يجب تركها تعاني. في ١٥٩١ أُحرقت القابلة الإسكتلندية آغنيس سيمبسون بتهمة السحر، لأنها وفرت للنساء مخدرًا أفيونيًّا لتخفف آلامهن في أثناء الولادة.

وتتجلى المعاملة القاسية للأمهات الحوامل حتى اليوم في عدم أخذ آلامهن بجدية، وتقديم الدعم المناسب لحالتهن النفسية، وقد يحدث هذا من قبل العائلة أو الأطقم الطبية، لكن واحدة من أبرز معاناة الأمهات هي منع المسكنات عنهن في فترة ما بعد الولادة، أو منحها بشكل شحيح لا يكفي ليتغلبن على آلام ما بعد الوضع، خصوصًا الولادة القيصرية.

جميع من في المستشفى عبروا عن ضيقهم لأنني أطلب المسكنات بإلحاح، وكأنني يجب أن اسكت واتحمل الالم

إيناس محمد، ٣١، موظفة حسابات، تتحدث عن تفاصيل تجربتها المرعبة خلال حملها، وتقول: “أصبت بنزيف مفاجئ خلال حملي في الشهر السابع، وتوجهت فورًا إلى الطبيب الذي رفض تصديق أنني أنزف بحجة أنني لو كنت في حالة سيئة لما استطعت الوقوف على قدمي والحضور للكشف. أجرى فحص السونار ولم يخبرني أن مشيمتي مقلوبة، وبعد ظهور نتائج التحاليل التي أثبتت نزيفي كتب لي بعض الأدوية، ولم يكتب لي على استراحة من العمل إلا بعد أن ألححت في السؤال.”

تضيف إيناس أنها ظلت تنزف لمدة أسبوعين، وظلت حالتها تتدهور حتى جاءها المخاض في الشهر الثامن: “عندما ذهبت للمستشفى وشاهد الطبيب وضعي توتر بشدة لأنني كنت في حالة سيئة للغاية، وماء الولادة قد نزل بالكامل. في النهاية اضطر لإجراء جراحة قيصرية عاجلة لإنقاذ ابني، والذي ولد بمشكلات صحية مختلفة بسبب النزيف وانقلاب المشيمة والولادة المبكرة. كانت تجربة سيئة للغاية، والسبب الوحيد الذي دفعني للتعامل مع نفس الطبيب بعد إهماله الأول، أن عيادته هي الوحيدة المتاحة في فترة النهار، عندما تعرضت للنزيف وعندما دخلت في المخاض.” 

دعاء محمود، ٣٢، مترجمة، تعرضت لموقف مشابه خلال حملها كما تقول: “عندي فوبيا رهيبة من الألم، ولسنوات كانت تمنعني من التفكير في الحمل والولادة، حتى حملت بطفلتي دون تخطيط. قررت أن ألد قيصريًّا لأنني لن أتحمل مخاضًا لساعاتٍ طويلة، واتفقت مع طبيبي على كل الإجراءات التي يمكن أن تمنع عني ألم ما بعد الجراحة فوعدني بهذا، لكن بعد إفاقتي من البنج وجدت جهاز الـpca الذي يقوم بتسكين الألم بعد الجراحة غير متوفر، وكل ما حصلت عليه هو مسكنات عادية وتحاميل.”

وتتابع: “جميع من في المستشفى عبروا عن ضيقهم لأنني أطلب المسكنات بإلحاح، وكأنني يجب أن اسكت واتحمل الالم. لثلاثة أيام بعد الولادة كانت أقل حركة كانت تخلع روحي. قضيت أيامًا سوداء، وأكثر ما أوجعني هو مزاح المحيطين بي وقولهم كلنا حملنا وولدنا بطلي دلع.”

لماذا لا يقتنع أحد بآلامنا؟
ربما كان الموروث الديني هو حجر الأساس في تجاهل ألم المرأة خلال الولادة، كما أن سيطرة الرجال على الطب لقرون، وعدم وجود نساء بينهم، ساهم في عدم الاهتمام كفاية بأمراض تعاني منها النساء أكثر. يعد الصداع النصفي من أشهر هذه الأمراض، والذي حمل وصمة اجتماعية لكون النسبة الأكبر ممن يصابون به نساء أو “أمهات فقيرات” ولهذا لم تُموَّل أبحاثه كفايةً مثلاً، حتى أن معاهد الصحة الأمريكية خصصت ١٩ مليون دولار لأبحاث الصداع النصفي في عام ٢٠١٧، في مقابل ٥١ مليون دولار لأبحاث الجدري، والذي انتهى فعليًّا من العالم قبل عقود.

وهكذا، بسبب موروثات ثقافية وأساطير عتيقة، وتنظير ذكوري يخبرنا أننا نتوهم ما نشعر به من ألم، نجد أنفسنا أمام مغامرة كبيرة في كل مرة نمرض فيها، أو نحتاج عناية طبية، ولا نتساءل عن مشكلتنا الصحية، بقدر ما نتساءل هل سنقابل طبيب يقتنع فعلاً بجدية مرضنا، أم من يعاملنا كمدعيات؟

ربما ألقت الطبيعة على النساء كثيرًا من الأعباء البيولوجية، لكن ليس هناك ما يفرض علينا أن نتحمل الألم دائمًا، نحن لسنا مجبرات على ذلك، وما دام الطب يتقدم باستمرار ليخفف عن الإنسانية آلامها، فلم تُستثنى النساء؟ 

يدافع كثير من الأطباء بأن ظروف العمل الطبي قاسية، وهذا حقيقي، سواء بسبب عدد ساعات العمل الطويلة، وضغوط التعامل مع حالات طارئة طوال اليوم، ومعاملة المرضى غير اللطيفة، ولكن كما نأمل أن يتقدم الطب أكثر، وينقذ يومًا بعد يومٍ عددًا أكبر من الأرواح، نأمل أن يصغي الأطباء لكل مريضة ومريض بما يكفي، ونأمل أن تُعامل آلام النساء وأمراضهن بجدية ودراسة أكبر وأشمل.