هل من الممكن أن أحب شخصًا، وأفكر في الزواج به عن طريق السوشيال ميديا؟
ممكن. العالم بعد السوشيال ميديا لم يعد كما كان قبلها، لقد فتحت لنا آفاقًا واسعةً، وغيَّرت كل جوانب حياتنا، وأوصلتنا بأصدقاءٍ وعلاقاتٍ وعوالم تشبهنا، مهما كنا مختلفين عن المجتمع الفعلي الذي نعيش فيه، وفتحت المجال أمامنا لنتعلم ونصل إلى أي شيء، حتى الحب، لهذا.. نعم.. من الممكن أن تحب شخصًا من خلال السوشيال ميديا، من الممكن أن تجد الروح التي تراها تشبهك، وتتوافق معك، ومن الممكن أن تنتهي علاقتكما بالزواج.
لكن، قبل أن تصل/ي إلى هذا الحد بتفكيرك، دعنا نتوقف قليلاً ونفكر بمنطقية. السوشيال ميديا قد توصلك بشخص يشبهك فعلاً، لكنها لا تضمن لك علاقة عاطفية سعيدة ومرضية، حتى وإن كان كلاكما شخصًا طيبًا ولطيفًا وحده، فمن الممكن ألا تتوافقا معًا، أو يصعب عليكما إنشاء علاقة صحية معًا بسبب اختلاف شخصياتكما، أو تباين طموحاتكما وخططكما في الحياة. هذه الأمور لا يمكن معرفتها عن طريق الرسائل والتغريدات فقط وإن كانت بداية، التعارف الحقيقي على أرض الواقع هو من يحدد إن كان الشخص مناسباً أم لا. عندها يمكنكما عندها التفكير في أخذ هذه العلاقة في طريقٍ رسمي.
Videos by VICE
السوشيال ميديا قد تُعرفك بشخصٍ مناسب، ولكن يجب أن ننتبه إلى أننا نعكس أفضل ما فينا على منصات التواصل الاجتماعي، ونخفي الكثير من العيوب والإحباطات والحزن والأسرار لأنفسنا. كما أن هناك ضغط من قبل مجتمع السوشيال ميديا لأن نتصرف بطريقة ما، أو نعبر عن رأي معين لأنه شعبي أو trendy أو مقبول. ولكن هؤلاء الأشخاص قد يحملون أفكاراً مختلفة تماماً في الحياة الواقعية. كما أن البعض قد يستخدم السوشيال ميديا لاستجذاب بعض النساء والرجال “لمصيدتهم” من خلال رسم صورة مختلفة عن أنفسهم، والادعاء بأنهم يعرفونك ويهتمون بك ويشاركونك أفكارك وقلقك ومشاعرك.
من المهم الانتباه لذلك والتأكد من هوية هذا الشخص ومحاولة جمع معلومات عنه من مصادر موثوقة. وهذا يقتضي تعارفًا تدريجيًّا متزنًا لنتأكد أن الطرف الآخر حقيقي في مشاعره. القفز من الإعجاب أو التعارف إلى الزواج لا ينجح غالبًا. خذ/ي وقتك في التعرف على الشخص الذي تعجب/ين به، تحدثا، تعارفا، التقيا، لكن لا تتسرع/ي في التحمس لإنسان كل ما يظهر منه مجرد صور، وبعض التعليقات والآراء وربما الأصوات (كلوب هاوس مثالاً). شخصياتنا على السوشيال ميديا تقدم جزءً من الحقيقة، وليست الحقيقة كاملة، والحياة لا تبنى إلا على الحقائق، وليس البروفايلات.
نحب الـ crush بشكل مهووس وهو لطيف جدًّا، لكن محادثاتنا قليلة وصعب نخليه يحبنا (التوافق بين أبراجنا 30%).
يا بخت الكراش.
الأبراج جميلة وممتعة، وتسلينا كثيرًا، لكن -بصراحة- لا أعتقد أن تموضع النجوم في مكانٍ ما لحظة ولادتنا يحدد مصيرنا ومن نحب ونكره. إذا وقعنا في الحب مع شريك يحبنا فعلاً، من كل قلبه، فكل أبراج العالم لن تحول بيننا لإنجاح علاقتنا، والعكس صحيح، أكثر الأبراج توافقًا لا يمكنها النجاة بعلاقتها إذا لم تكن قائمة على أساس من الحب والثقة والقبول وغير المشروط المتبادل. فلندع الأبراج جانبًا إذا.
أنت الآن معجبة بشابٍ لطيف، ومحادثاتكما قليلاً، وتريدين جعله يحبك. عظيم، ابدئي بالتكنيك المعتاد إذن. افتحي مواضيع كثيرة معه، تحدثا، أسسا لصداقةٍ تسمح لك بفهمه ومعرفته أكثر، وتسمح له بنفس الشيء. ستكون هذه فرصة لتري إذا كان مناسبًا لك حقًّا أم لا، فربما تتراجع مشاعرك نحوه، أو تتطور مشاعره نحوك. إذا لم تكوني راغبة في وضع نفسك في خانة الصديقة، والمخاطرة بالفريندزون، إذن فخذي خطوة صريحة و Ask him out وتعرفي عليه أكثر. إذا لم يكن يمانع في التعارف ويستلطفك بدوره سيوافق، ولو لم يكن مهتمًا سيعتذر، وعندها يمكنك أن توفري مشاعرك لشخص أسعد حظًّا منه، وتحاولي تجاوزه والتركيز على أمور أكثر أهمية في حياتك، بدلاً من إهدار المشاعر والوقت والفرص على علاقة لن تكون.
آمل بشدة أن يكون مهتمًا، وتسير الأمور بأفضل مما تتمني، وإذا لا، فأرجوكِ لا تأخذي هذا بشكلٍ شخصي، أنت رائعة، لكن أحيانًا لا تسير الأمور كما نتمنى، عندها ربما نلوم الأبراج، أمَّا اليوم فلنتفائل.. نتفائل فقط.
لا أريد أن أكون رقمًا لضحايا العنف الأسري والتحرش الجنسي. لم علي أن أنتظر تعنيفي لدرجة العلامات والدم والإصابات، أو حتى الموت، لأحصل على شهادة مصداقية لمعاناتي، والتي لا تعني بالضرورة تدخل أحد لإنقاذي. لا أعرف مهربًا واحدًا يمكنني اللجوء إليه، ولكنني أعرف شيئين على وجه اليقين. أنني أريد أن أحيا وبشدة، حيث الحياة هي أرجوحة بين السعادة والمشاكل التي نتخطاها، لا شعورًا دائمًا بالرعب والخطر وانعدام الأمان. إذا لم تكن هذه الحياة خيارا متاحًا لي فأنا أفضل الموت، وإذا لم يكن الله باللطف الكافي لإنهاء حياتي، فسأنهيها أنا. لست أكتب بعاطفية أو غير عقلانية، بل أبحث عن حلول فعلية لحياة – أو موت – أقل وجعًا. أدرك أن هذا ليس سؤالاً عاطفيًّا للقلب المكسور، وبأنه أقرب إلى “فضفضة.” كما أدرك بأن حصولي على إجابة أو مساعدة شبه مستحيل، ولكني فقط أردت المحاولة.
أتفهم ما تشعرين به من وجع، وأشعر بالامتنان لأنك شاركتنا هذه المشاعر والأفكار، وتحدثتِ معنا. فضفضتك موضع ترحيب في أي مشكلة عاطفية أو غير عاطفية، ونحن ندعمك دون شروط. بخصوص مشكلتك، أنا في غاية الأسف لمعاناتك، ولكن لا يجب تحت أي ظرف أن تلومي نفسك أو تأذيها بسبب ما تتعرضين له. أنت هي الأهم وتستحقين حياة أفضل، وستصلين إليها. العنف لا يجب أن يحدد مصيرك، بل يجب أن يكون عقاباً لمن آذاك. أغلم أن ما تتعرضين له هو أمر قاس، وتترتب عليه آلام وأزمات نفسية مختلفة، تبدأ من فقدان الشعور بالأمان، واهتزاز الثقة بالنفس والآخرين، وحتى الاكتئاب والأفكار المتعلقة بإيذاء الذات، ولكن هناك طرق لمساعدتك. أنت لست وحدك.
رسالتك لم توضح تفاصيل ما تتعرضين له بالضبط، ونحن لا نعرف إن كنت قد بلغت السن القانونية أم لا، وهل تتعرضين للتحرش من أحد أفراد أسرتك أم لا، وأين تعيشين لنوجهك للجهة المختصة في منطقتك، لهذا وجهنا سؤالاً عامًا عن كيفية نجاة أي امرأة معنفة تمر بتجربة مشابهة لك، في أي بلد عربي، وأجابتنا الأستاذة جواهر الطاهر، المحامية بمؤسسة قضايا المرأة المصرية، لتخبرنا بالخطوات اللازمة.
“إذا كان تعرضك للعنف الأسري والتحرش الجنسي يجعلك تفكرين في إيذاء نفسك، أو الانتحار، فيجب عليكِ أن تلجئي أولاً وفورًا لإحدى منظمات مناهضة العنف ضد المرأة، لتحصلي على الدعم النفسي، والاستشارة النفسية المتخصصة، لتؤهلك للتغلب على المشاعر السلبية التي تعانين منها، وبعدها تأتي خطوة الحل القانوني، واتخاذ الإجراء اللازم لحمايتك عن طريق الشرطة وجهات الأمن المختلفة.”
تضيف الأستاذة جواهر أن بعض أقسام الشرطة المصرية تضم وحدات “مناهضة العنف ضد المرأة” ويفضل أن تلجأ لها النساء المعنفات إذا قررن إبلاغ الشرطة، ولكن في حالتك أنتِ من الأفضل أن تحصلي على دعم نفسي أولاً كي تتخلصي من أفكار إيذاء نفسك، وتنصحك بأن تبحثي عن أي منظمة متخصصة في إنقاذ النساء المعنفات في منطقتك أو بلدك، لأنها ستمنحك الدعم النفسي والقانوني والاجتماعي، وبهذا توجهين طاقتك للتعافي والنجاة من البيئة المسيئة التي تعيشين فيها، وتبدئي حياة جديدة أفضل. بإمكانك التواصل مع مؤسسة قضايا المرأة المصرية على موقع فيسبوك لتحصلي على هذا الدعم، وحتى إذا كنت غير مقيمة في مصر، فبوسعهم توجيهك لأقرب مؤسسة في بلدك، إذ تعمل المؤسسة مع عدة جهات في بلاد عربية مختلفة بهدف إنقاذ ضحايا العنف ضد المرأة في كل مكان.
نحن نقدر قسوة ما تمرين به، ونثق أنك تملكين القوة الكافية للقتال من أجل حياة أفضل، والخروج من دائرة العنف والتحرش، لحياةٍ طيبةٍ تستحقينها، وتحققين فيها كل أحلامك، وتجدين فيها الأمان والهدوء.. وحتى إذا كانت الأفكار السلبية تسيطر عليكِ أحيانًا، وتفكرين أن “لا جدوى.” دعيني أذكرك أن هناك جدوى دائمًا، هناك أشياء رائعة كثيرة تستحقين أن تعيشينها، لكن التجربة المريرة الحالية تحجب هذا عنك، لهذا اطلبي المساعدة، اليوم إذا أمكن، وركزي على تلقي الدعم النفسي، ليمكنك تقرير أي خطوة أنتِ قادرة عليها، دون أن تضغطي على نفسك، أو تنتظري في مكانك باستسلام ما يعرضك لمزيدٍ من الأذى. الخطوة الأولى صعبة دائمًا، لكن كل شيء سيتحسن بعدها. نثق في قوتك وشجاعتك، وعبارتك المتوهجة العظيمة “إنني أريد أن أحيا، وبشدة” لمست قلوبنا، ونثق أنك ستكتبين لنا مجددًا لنطمئن عليك.
كل الحب،