A visitor takes photos of the contentious Benin plaques exhibit at the British Museum in London.
استعمار

القصص الحقيقية لـ 10 من القطع الأثرية المتنازع عليها في المتحف البريطاني

كما رويت من قبل الناس من البلدان التي نهبت هذه القطع منها
Dipo Faloyin
إعداد Dipo Faloyin
London, GB

مجموعة من دعاة التعويض من جميع أنحاء العالم يطالبون المتحف البريطاني بإعادة القطع الأثرية التي سرقتها الإمبراطورية البريطانية. المتحف البريطاني هو موطن لحوالي 8 ملايين قطعة، ولكن في الحقيقة العديد من هذه القطع الأثرية تم نهبها سراً على الرغم من المطالب منذ لعقود طويلة لاستعادتها - حوالي 99 في المئة من هذه القطع ليست للعرض العام، ولكن يتم تخزينها بعيدًا في الأرشيف الخاص بالمؤسسة.

تحدثت VICE World News إلى 10 دعاة من 10 دول مختلفة حول أصول وتاريخ 10 قطع أثرية مسروقة من أوطانهم موجودة في المتحف البريطاني، وكيف أن هذه الكنوز جزء أساسي من تراثهم، ولماذا من الضروري إعادتها على الفور.

إعلان

يأتي ذلك في الوقت الذي تطلق فيه VICE World News جولة Unfiltered History Tour - وهي جولة تفاعلية بديلة في المتحف البريطاني تروي القصة الحقيقية لهذه القطع الأثرية العشر المنهوبة المعروضة حاليًا في المتحف.

يمكن للأشخاص الذين يزورون المتحف شخصيًا مسح هذه القطع ضوئيًا لمعرفة المزيد عنها من خلال السماح بالواقع المعزز لأن يعود بالزمن إلى الوراء لإظهار اللحظة التي تم فيها التقاط هذه العناصر. تتيح التجربة، التي تستخدم تقنية فلاتر انستغرام للأشخاص غير الموجودين في المتحف القيام بجولة افتراضية ومعرفة المزيد عن القطع الأثرية العشر.

تتضمن الجولة غير الرسمية تاريخًا شاملاً لعمليات النهب والاستحواذ المثيرة للجدل من بينها حجر رشيد المصري ونقوش أشوربانيبال العراقية - بالإضافة إلى درع جويغال الأسترالي، ورخامات أمارافاتي الهندية وبرونز بنين النيجيري وطبلة أكان من غانا، ورخامات بارثينون من اليونان، ورابا نوي، هوا هاكانانايا، وشخصيات جامايكا بيردمان وبوينايل والقصر الصيفي الصيني.

image3.png

ستشمل جولة Unfiltered History أيضًا سلسلة من البث الصوتي من عشرة أجزاء تضم مقابلات مع جميع الخبراء العشرة حول هذه الآثار فضلاً عن تاريخ الاستعمار وتأثيره المستمر.

وقالت هبة عبد الجواد، عالمة المصريات المصرية لـ VICE World News: "حجر رشيد كما هو قائم اليوم، في المتحف البريطاني هو غنيمة حرب. هذا ما هو عليه في الواقع. لم يغادر مصر قط بشكل قانوني ... إنه تذكار إمبراطورية."

وأضافت: "ما هو إشكالي أيضًا هو أننا نروي القصة من منظور المتحف البريطاني، ومن منظور الاستعمار الأوروبي. أصبح الحجر جزءًا من العلامة التجارية الوطنية في بريطانيا. هناك أشخاص يسافرون إلى لندن فقط لمشاهدة حجر رشيد، لذلك أصبح جزءًا من العلامة التجارية الوطنية البريطانية."

إعلان
The Rosetta Stone is seen at the British Museum in London.

The Rosetta Stone is seen at the British Museum in London. Photo: Han Yan/Xinhua via Getty Images

تكثفت مطالبات المتاحف الغربية بإعادة القطع الأثرية الاستعمارية المنهوبة في السنوات الأخيرة. انطلقت هذه الدفعة المتجددة جزئيًا من نتائج تقرير صدر عام 2018 بتكليف من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتقديم المشورة للمتاحف العامة بشأن مسألة التعويض. خلص التقرير، الذي كتبه مؤرخ الفن بينيديكت سافوي والخبير الاقتصادي السنغالي فلوين سار إلى أن "أي أشياء يتم أخذها بالقوة أو من خلال ظروف غير منصفة يجب إعادتها إلى بلدها الأصلي،" مع تعريف واسع لما يشكل قوة وعدم الإنصاف: يجب إعادة جميع الأشياء التي تم الحصول عليها من خلال "العدوان العسكري" أو من نسل "الأفراد العسكريين أو الإداريين النشطين في القارة خلال الفترة الاستعمارية."

تجاهل المتحف البريطاني - بالإضافة إلى المتاحف الوطنية الأخرى مثل متحف فيكتوريا وألبرت - إلى حد كبير هذه التوصيات مدعيا أن قانون المتحف البريطاني لعام 1963 يمنعه من إعادة أي شيء في مجموعته، على الرغم من أن القانون يسمح له بإعادة أي شيء يعتبره "غير صالح للاحتفاظ به في مجموعات المتحف."

في تصريح لـ VICE World News قال متحدث باسم المتحف البريطاني: "كل ما هو موجود في المتحف له مجموعة خاصة به من الظروف الدقيقة للغاية حوله، وتلك التي ذكرتها أدناه مذكورة بالتفصيل على موقعنا على الإنترنت. تحتوي جميع مجموعاتنا على معلومات حول كيفية الحصول عليها بالإضافة إلى علاقاتنا الحالية مع المجتمعات ذات الصلة."

بالنسبة للمدافعين عن ارجاع هذه القطع الأثرية، فإنهم يرون أن النهب ليس حدثاً بعيداً ومر عليه عقود ولكن باعتباره سرقة مستمرة للأشياء والمعرفة لا تزال متواصلة حتى يومنا هذا.

وتضيف عبد الجواد أن "الاستعمار لم ينته قط."

وتقول: "ربما لا توجد قوات بريطانية في مصر، لكن لا يزال هناك تأثير لهذه المعرفة؛ هناك احتلال. هناك استعمار معرفي ، فلا يُنظر إلينا على أننا خلفاء قدماء المصريين. ولا يُنظر إلينا على أننا أصحاب الحق في اتخاذ القرار بشأن المكان الذي يجب أن يكون فيه تراثنا وحتى كيف ينبغي تفسيره، وكيف يمكننا الاستفادة منه اليوم حتى في فهم حاضرنا."