هنا شيئان أعرفهما عن نفسي:
1. أنا منخرط تماماً في علاقة ضارة، مُدمرة، تُسبب الإدمان مع هاتفي الذكي.
2. لن أنهي هذا الإدمان أبدًا.
لن أفعل ذلك وأتوقف عن إدمان تصفح الهاتف، ليس فقط لأنني لا أستطيع المخاطرة بأن تفوتني رؤية أحدث ما يتم نشره على بعض حسابات تويتر الهامة، أو صورة جميلة لجرو جديد لأحد أصدقائي في المدرسة الثانوية. كمحرر في دورية أسبوعية ذات عدد قليل من الموظفين (تم تصنيفهم بأنهم من مدمني العمل) فأنا في الواقع لا يمكن أن أنفصل لفترة طويلة جدًا عن الهاتف الذكي، خشية أن تفوتني متابعة بريد إلكتروني مهم أو بعض الأخبار العاجلة؛ لذا لا، لن أترك هاتفي في غرفة أخرى للحصول على ساعة من أجل الرعاية الذاتية أو قراءة بعض الموضوعات “المملة” من القرن الثامن عشر، أو أمور من هذا القبيل.
Videos by VICE
ولكن هل هناك طرق أخرى لأكون أكثر ذكاءً في تعامل مع هاتفي؟.. اتضح أن هناك بعض من تلك الأمور لا تجعلك تضطر إلى أن تفعل أي تغييرات جذرية، وفقًا لجيمس روبرتس، الأستاذ في جامعة بايلور، الذي يركز على مشكلة إدمان الهاتف وعلى كيفية تواصلنا معه، وتوجيه أنفسنا لتعامل أفضل مع الهاتف. ويقول “روبرتس”: أشبه ذلك بالهولنديين الذين قاموا باستصلاح عدد من الأراضي المستنقعية بعد تجفيفها، لقد حاولنا أن نبذل بعض الجهد في الابتعاد عن هواتفنا الذكية.. ولكن بأمور بسيطة وصغيرة، يمكننا أن نصبح أكثر فعالية في كيفية الاستجابة أو التعامل مع التكنولوجيا. وفيما يلي بعض النصائح التي تساعدك على فعل ذلك.
تتبع استخدامك
يلاحظ روبرتس أن “الخطوة الأولى في ضبط النفس هي الوعي”، مما يعني أن اقتراحه الأول للأشخاص الذين يأتون إليه بهذا السؤال هو البدء في التركيز على كيفية استخدام الهاتف ولماذا؟ حيث يمكنك تنزيل بعض التطبيقات التي تساعدك على ذلك مثل تطبيق Moments، على سبيل المثال، وهو تطبيق يعمل على تتبع استخدامك الإجمالي بالإضافة إلى الوقت الذي تقضيه في استخدام التطبيقات المختلفة. (سوف تصاب بالرعب سريعًا، حين تعلم بالضبط كم دقيقة أو كم ساعة، تضيع منك على تطبيق إنستجرام يوميًا).
روبرتس يسمي هذا التطبيق “استخدام التكنولوجيا ضد نفسها”، ولكن إذا كان هذا يبدو غير متوقع لك، هناك بعض الأمور الأخرى التي قد تساعدك على ذلك، مثل بعض المذكرات التقليدية، التي تدون فيها إجابات عن أسئلة تتعلق باستخدامك للهاتف، مثل هل تستخدم الهاتف لأنك مللت؟ لأنك تشعر بالارتباك؟ فعند معرفة السبب، يمكنك البدء في التقليل من الاعتماد على هاتفك، ومن هنا فإنك يمكنك أن تقضي على المل أو الارتباك الذي قد تشعر به بطريقة أخرى، مثل قراءة راويتك المفضلة التي لا تزال على طاولتك منذ أسابيع، أو احتساء القهوة مع أحد الأصدقاء.
ضع حدود واستخدام ضوابط خارجية
شيء آخر رائع يتواجد في معظم تطبيقات التتبع، وهي أن العديد من تلك التطبيقات يتيح لك وضع حدود لنفسك، مما يعني أنه لا يمكنك إهدار فترة ما بعد الظهيرة بالكامل بالنقر نقرًا مزدوجًا على خلاصات المنشورات الموجودة على موقع إنستجرام أو مشاهدة التغريدات التي مر عليها 4 شهور. يقول روبرتس: “ليس الأمر كما لو كان عليك أن تستسلم للطعام اللذيذ المفضل لديك، فأنا لا أعتقد أن هذا سوف ينجح، ولكن الأمر يتعلق بإحداث توازن، فقط يمكنك وضع بعض الحدود”.
استخدم الرد الآلي “خارج المكتب”
ربما تكون واحد من الأشخاص الذين يقومون باستخدام إعدادات الرد التلقائي، حين يكونوا في عطلة خارج المكتب، إليك شيئًا حول هذه الردود التلقائية، فهذه الردود لا يمكنك استخدامها فقط عندما تأخذ عطلة طويلة تقضيها على الشاطئ. إذا كان لديك هذا النوع من العمل أو المدير الذي يفترض أنك متواجد في كل وقت ومتاح تحت أي ظرف، فإن روبروت يوصي باستخدام نفس إعدادات الرد التلقائي أثناء التنقل، أو تناول العشاء، أو خلال ممارستك الرياضة، فمن خلال هذا الرد التلقائي سوف يحصل الآخرون على رد فوري منك أيضا ولن يكون هناك أي نوع من تجاهل رسائلهم، أليس كذلك؟!. مثلا يمكن ضبط الرد التلقائي على قول “أنا في السيارة” أو “أقضي بعض الوقت مع العائلة”، فكل هذه الأشياء تجعل الناس يعرفون أنك رجل لا تزال جادًا، لا تزال متاحًا، ولكن ليس في هذه اللحظة.
اطلب من الآخرين التدخل في طريقة استخدامك لهاتفك
يقول روبرتس “هناك شيء آخر نستخدمه لتغيير السلوك إلى حد ما وهذا الشيء يسمى “العقود الاجتماعية”. ربما يبدو هذا أمرًا بسيطًا لمدمني الهواتف، ولكن لنفترض أن تصفحك الدائم لصفحات تويتر يتسبب في حدوث بعض المشاكل أو الجفاء بينك وبين أصدقائك أو عائلتك، هنا سيكون عليك أن تجد حلًا لتلك المشكلة بأي شكل حتى لو مع قليل من المساءلة والحساب لنفسك، وقد يساعدك في هذا أحد الأشخاص المقربين لك. نحن لسنا ضد العالم، نحن والأشخاص الآخرين لدينا مصالح مفضلة مشتركة في أذهاننا ولذلك فمن الممكن أن نساعد بعضنا البعض. فعلى سبيل المثال يمكن كتابة عقد بينك وبين صديقك، ويجب أن يكون هذا العقد واضحًا فيه ما الذي تحاول تحقيقه وما السلوك الذي تحاول تشجيعه، ويمكنك في هذا العقد وضع مكافآت وعقوبات محددة (مثلاً تكتب لن أتصفح هاتفي عندما نخرج لتناول العشاء، وإلا فإنني فسوف أدفع ثمن العشاء).
ضع أهداف فعلية وملموسة وواقعية
لا تقنع نفسك بتفاهات أو أشياء مبهمة حول أسباب استخدامك فيس بوك أو تطبيق Depop عندما تشعر بالملل. يقول روبرتس، ويضيف: “هناك عنصر آخر من عناصر ضبط النفس يتمثل في تحقيق أهداف واضحة، فيمكن أن تعاتب نفسك بأنك كل ما تفعله هو مجرد إرسال العديد من الرسائل يوميًا لأصدقائك أو أنك تقضي الكثير من الوقت دون فائدة على مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك عليك أن تنبه نفسك دائما لهذا الأمر وأن تضع هدفا واضحًا لتصفح هاتفك.
نُشرت هذه المقالة في الأصل على VICE US