علاقات

سألنا أشخاص عن سبب لجوئهم للـ Open Relationships

"كان هناك بعض الغيرة في البداية ولكن كوننا كنا منفتحين وصادقين، كنا قادرين على التحدث عن أي شيء."
Screenshot 2023-04-17 at 7

العلاقة المفتوحة، أو ما يُعرف بالـ Open Relationship، مصطلح شاع في السنوات الأخيرة، خصوصًا مع الطفرة التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي في تطبيقات المواعدة التي ساهمت في خلق مفاهيم جديدة للعلاقات، ومع ما فرضته من طرق جديدة للتعارف والمواعدة، وأصبحت العبارات مثل Casual أو Friends with Benefits أو Polyamory أو Monogamy أو غيرها الكثير من المصطلحات منتشرة جدًا.

إعلان

ولكن لمَ يدخل أو يختار الشخص الدخول في علاقة مفتوحة؟ من باب الفضول، أو لممارسة الجنس والإثارة بشكل دائم، أو لمحاولة انقاذ علاقة من الرتابة والخمول والملل؟ أو لمجرد أن الشخص لا يحب الحصرية والقيود؟ لا تنتهي أسباب اختيار شخص لعلاقة مفتوحة. حتى تطبيقات المواعدة أصبحت تبرمج على أساس نوعية العلاقة، هناك تطبيقات تبنى على أساس إيجاد علاقات أحادية، وأخرى تبرمج للعلاقات المفتوحة حصرًا.

بحسب مقالة منشورة في "بي بي سي" فأن شعبية العلاقات المفتوحة أصبحت "أكثر وضوحًا من خلال الاتجاهات التي لوحظت في تطبيقات المواعدة. تم إنشاء بعض تطبيقات المواعدة خصيصًا لتلبية احتياجات المهتمين بالعلاقات غير الأحادية. ومع ذلك، حتى تطبيقات المواعدة التقليدية مثل OkCupid شهدت زيادة في عدد المستخدمين الذين يسعون إلى علاقات مفتوحة. في حين أن غالبية مستخدمي OkCupid لا يزالون يبحثون عن علاقات أحادية، فقد لاحظت المنصة ارتفاعًا بنسبة 7٪ في عدد المهتمين بالعلاقات غير الأحادية في العام 2021. من بين أكثر من مليون مستخدم OkCupid في المملكة المتحدة الذين سئلوا عما إذا كانوا سيفكرون في علاقة مفتوحة ، 31٪ أجابوا بنعم في العام 2022 ، بزيادة 29٪ في عام 2021 و 26٪ في عام 2020."

سألنا أشخاص من هويات جندرية وبلدان مختلفة، عن تجاربهم مع العلاقات المفتوحة، واستخدمنا أسماء مستعارة، لما للأمر من حساسية في المجتمعات العربية، وحتى بعض المجتمعات الغربية:

إعلان

شيريهان (اسم مستعار): "بصراحة هو لم يكن خياري، بل كان خيار شريكي، وانا وافقت من باب التجربة وترويض النفس البشرية. وكوني لا أحب الزواج بشكله الديني أو الكلاسيكي، كنت أبحث عن البديل. كوني شخص يحب أن يختبر مشاعره ويعيش تفاصيل مختلفة. ظننت أن التجربة المختلفة ستساعدني على الحصول على إجابات. العلاقة المفتوحة من المفترض أن تمنح استقلالية بطريقة مختلفة لي ولشريكي. ولكن التجربة لم تكن ناجحة، مع ذلك كانت محاولة لتغيير تفكيري. كنت أفكر مرارًا أن الحيوانات في الطبيعة تعيش بحرية أكثر بعلاقاتها الجنسية، فلماذا لا نقوم بالتجربة؟ لكنها لم تعجبني، إذ أن هناك مشاكل مرتبطة بالطرف الثالت، كما أن الغيرة تظهر أحيانًا. حتى أنني شعرت أحيانًا أن تلك العلاقة تستهلك طاقتي وتمنع العلاقة من التطور بشكل طبيعي. يمكن لتلك التجربة أن تنجح في مجتمع آخر، لكنها لم تنجح معي… لحظاتها الجميلة كانت محدودة. العلاقة المفتوحة تعطي مساحة ليتصرف الشخص المرتبط وكأنه أعزب، وهذا أمر جميل، لكن تبعاته لا تقارن بجماله. إذ غالبًا تكون التبعات متعبة وتخلق جوًا يوحي بأن العلاقة في خطر دائم. تحديات علاقتي تلك كانت كثيرة، من غيرة إلى رغبة بالسيطرة وشعور بالتهديد غير المريح... اختفت الثوابت الواضحة، وصار تعريف العلاقة على أنها مفتوحة هو الثابت الوحيد… لن أكرر هذه التجربة."

شادي (اسم مستعار): "منذ بضع سنوات قال لي شريكي السابق أنه يواعد العديد من الأشخاص، غضبت جدًا. بعد مرور الأعوام وعندما تصالحت مع نفسي ومع فكرة العلاقة الجنسية وفكرة أن العلاقة الجنسية ليست شيء سيئ أو مقرف.

من المغازلة إلى الولوج أو التعمق بالآخر لاحظت أن هناك شيء جميل خلال التعرف على الآخر واللقاء مع الآخر. دخلت علاقة لم تكن ممتعة جنسيًا وأحسست أنه كان ينقصني شيء ما. نقطة التحول كانت عندما كنت في بلد دافىء بعيد عن شريكي، بينما كان محجور صحيًا… كان شريكي حزين، وكان حزنه يحزنني فما كان مني إلا أن طلبت منه تحميل تطبيقات مواعدة للتعرف وإقامة العلاقات. منذ ذلك الحين نحن في علاقة مفتوحة. أرى من يحلو لي، أقول له أحيانًا وأحيانًا أخرى لا أشاركه تفاصيل. أحيانًا أدخل الطرف الثالث إلى العلاقة. الصراحة والاحترام أساس كل شيء. العلاقة المفتوحة يجب أن تنتج عن اتفاق وليس عن مناكفة. 

إعلان

البعض يضع شروط. أحيانًا أشعر بالتهديد ولكن هذا الشعور ذهب مع الوقت."

سميرة (اسم مستعار): "أنا في علاقة مفتوحة، وهذا الشيء أصبح ثابتًا بأي علاقة أريد خوضها بعد مشاكل كثيرة خضتها في العلاقات الأحادية السابقة.

لا يوجد رغبة في شخص واحد تستمر بنفس الوهج دائمًا، وعندما ينتهي الحماس، على الأغلب سيبحث يصبح الشخص عن أشخاص آخرين لممارسة علاقات جنسية عابرة ربما، ويمكن لهذا الأمر أن لا يكون متفق عليه مع الطرف التاني مثلًا.

أنا شخصيا في علاقة مفتوحة حاليًا بقرار مني ومن شريكتي. هذا لا يعني أننا بالضرورة سنمارس الجنس مع أخريات، لكنه يعني أنه إذا كان لدينا هذه الرغبة، سيكون لدينا الخيار. نحن متفقتان على ثابت أساسي: نختار بعض بأنفسنا كل يوم، ولسنا مفروضتين على بعض. كلانا يعلم أن العلاقة تصبح مملة عندما تفقد الإثارة الجنسية، وأن هذا الأمر سيحصل يومًا، لذا نُحاول استباقه بهذا الأسلوب من العلاقة. ومن المؤكد أننا وضعنا بعض الشروط ليصبح هذا الاتفاق عادل للطرفين. الشرط الأساسي لعلاقة مفتوحة، هو الصراحة والوضوح. أما الشرط الثاني فهو أن لا تتحول العلاقات الجنسية إلى علاقات أخرى، يعني أن أخوض علاقات دائمة مع أخريات، وهذا ينطبق عليها أيضًا. هذا النوع من العلاقات ساهم بعدم اكتراثنا للبحث عن آخرين لممارسة الجنس. بمعنى آخر، خيارنا الحصري بالعلاقات السابقة كان الحصرية الجنسية فيها شرط أساسي، خصوصًا من قبل الشركاء الرجال، حتى لو كان يوجد رفض لهذا الأمر في البداية، في الممارسة تصبح تضييق داخل العلاقة.

هذا الأمر أدى إلى أنه عندما لا يعد الجنس مثيرًا، تصبح العلاقة لزوم ما لا يلزم." 

رنا (إسم مستعار): "اضطررت لمغادرة لبنان بهدف العمل، وبسبب فايروس "كورونا"، لم أستطع الخروج من البلد المضيف. اضطررت إلى قضاء عام واحد دون رؤية حبيبي وكنت أعيش في منطقة زمنية مختلفة. كنا في ذروة حبنا ولم نكن مستعدين للانفصال. كان الخيار الأفضل هو الموافقة على علاقة مفتوحة حتى نتوصل إلى خطط وحلول. خرجت للمواعدة، لكنني لم أستطع أن أكذب على الرجال الآخرين فأخبرتهم أن مشاعري محصورة برجلٍ واحد. على أي حال، لاحظ معظم من واعدتهم، حتى قبل أن أخبرهم، ولم يقبل معظمهم الاستمرار في المواعدة. بالنسبة لشريكي، شعر بالذنب تجاه الفتيات اللواتي واعدهن. لم يخبرهن أبدًا أنه في علاقة مفتوحة وهذا أربك الفتيات بسبب عدم إحرازه أي تقدم في علاقاته معهم. بصراحة في ظل الظروف، كانت التجربة لطيفة. لقد استمتعت بالمواعيد التي مررت بها والرجال الذين قابلتهم. لقد أعطتني تلك التجربة تحفيزًا ذاتيًا، شعرت أنني مرغوبة. ولكن كلما قابلت المزيد من الرجال، كلما وقعت في حب حبيبي أكثر."

إعلان

جهاد (اسم مستعار): "على النطاق الضيق، فإن العلاقة المفتوحة بالنسبة لي هي باب لتجنب الروتين في العلاقة، وفي نفس الوقت لتجاوز الخوف من البقاء مع نفس الشخص إلى الأبد. إذا تم خلق أسس قوية وإذا كانت هناك ثقة بيني وبين شريكي، فلا أرى مشكلة في حرية مواعدة آخرين للأسباب المذكورة أعلاه. في الوقت نفسه، أرى العلاقة المفتوحة كإطار لتحدي المفاهيم الأبوية والمبنية اجتماعيًا. إذا كنت تحب شخصًا ما أو كنت على علاقة به، فهذا لا يعني أنك يجب أن تتحكم في جسده، إنه مفهوم خاطئ تعلمناه دون وعي من خلال تجاربنا في المجتمع. أنا أتطلع إلى التخلص من تلك المفاهيم وعدم الشعور بالتهديد إذا كان لدى شريكي انجذاب جسدي إلى شخص آخر. هذا هو الدافع وراء سعيي لعلاقة مفتوحة. من بين المشاكل أذكر الغيرة مثلًا. بدأت علاقتنا كعلاقة جسدية فقط، لكنها تطورت فيما بعد. كان لدينا ارتباط واتصال عاطفي لذلك أردنا تطوير العلاقة بناءً على المشاعر التي اكتشفناها، لكننا كذلك لم نرغب في علاقة حصرية، لذلك قررنا المضي بعلاقة مفتوحة."

مايا وسليم: "لقد كان الأمر معقدًا بعض الشيء وكنا بحاجة إلى أن نصل إلى مستوى من الثقة والصدق. بعد 3 سنوات من العلاقة، كنا صريحين ونقول فيما بيننا أننا فقدنا بعض أجزاء من كوننا عازبين. شعرنا أن لدينا اتصال عاطفي قوي ولدينا شراكة قوية ولكننا نرغب في خوض تجارب جنسية مع أشخاص آخرين.

كان هناك بعض الغيرة في البداية ولكن كوننا كنا منفتحين وصادقين، كنا قادرين على التحدث عن أي شيء.

أردنا أيضًا أن نكون صادقين ونتجنب الغش. اخترنا علاقة مفتوحة لتجنب الغش والحفاظ على الصدق والشفافية مع بعضنا البعض. بعد 3 سنوات من علاقتنا المفتوحة، نحن أقوى معًا. كما هذا ساعد في إعادة إشعال العلاقة الجنسية بيننا. نحن نعلم الآن أننا لسنا مناسبين للعلاقات أحادية الزواج ووجدنا أن العلاقة المفتوحة تناسب احتياجاتنا ورغباتنا بشكل أفضل.

أريد أن أقول مرة أخرى إن العلاقات المفتوحة تتطلب مستوى عالٍ من الثقة والتواصل والاحترام المتبادل بين الأشخاص في علاقة - وربما لا يكون ذلك متاحًا للجميع. كان لدينا أسبابنا وديناميكياتنا الخاصة وحددنا ما هو الأفضل لنا."

"الغش" هو أكثر ما يثير حفيظة الأشخاص وشركائهم في العلاقة، ويتفق الأشخاص الذي تكلمنا معهم أن الغش ليس بالعلاقة الجنسية فقط، بل بالكذب، وعندما تصبح الأمور واضحة ومتفق عليها سلفًا، يتحول الجنس لرغبة وليس لخيانة، هذه هي العلاقة المفتوحة، ولكل شخصين أو أكثر، قوانينهم الخاصة، فهل تصبح العلاقات المفتوحة، هي الطاغية، مع التغيرات السريعة والهائلة في المجتمعات وأنماط تفكيرها وعيشها؟