vice may web
حاجات سيكشوال

لا أصل إلى النشوة بأي شكل، هل هذا متعلق بتجربة سيئة مررت بها؟

العلاقة الجنسية من أجمل ما يكون، ولكنها تحتاج إلى معرفة واستثمار وتطوير، وتجربة وشفافية مع الطرف الآخر

أدركت أنني منذ أن كنت في عمر صغير جدًا وأنا أمارس المتعة الذاتية دون معرفتي بذلك وأنا الآن في 18 من عمري.  هل هذا أمر طبيعي أم أنا استثناء؟ 
الاستمناء عند الأطفال يبدأ بمداعبة الأطفال لأعضائهم الخاصة، أثناء استكشافهم لأجسامهم. ويعد نوع من أنواع اللعب والفضول، وقد يصاحبه شعور باللذة، ولكنها ليست لذة جنسية، لأن الأطفال ما قبل سن البلوغ - قبل وصول الهرمونات إلى المخ- ليس لديهم فكرة أو مشاعر عن الجنس، فهي لذة أشبه بلذة الدغدغة والدلع وما إلى ذلك، أي أنه شعور لطيف ومريح. ومن المؤكد أنهم عند مصادفة طريقة معينة للمتعة والشعور بالارتياح، سيلجأون إليها كل ما شعروا بالخوف والقلق إذا كانوا معاقبين مثلًا أو عندما يشعرون بالملل.

إعلان

ببساطة شديدة المتعة الذاتية (وهي متعة ذاتية كما وصفتها في السؤال) عند الأطفال غير مرتبطة بممارسة جنسية لأنهم غير مدركين لذلك، بل تعتبر آلية للتعامل مع التوتر. هل هذا أمر طبيعي؟ نعم، طبيعي جدًا. هل نتجاهله؟ لا، فمن الأفضل أن نقدم لهم الدعم وإلهائهم بأنشطة أخرى، حتى لا يعتادوا على مداعبة أعضائهم في أماكن عامة أو اجتماعية مثلاً قد يتم معاقبتهم عليها. وهنا تكمن المشكلة، فإذا ارتبطت هذه الممارسة بالعقاب، سيصبح من الصعب عليهم فصلهما عن بعضهما، وتصبح هذه الممارسات، بالرغم من طبيعيتها، مرتبطة بالعقاب أو بحادثة سيئة.

لا أشعر بالإثارة بالعادة، ولكن في بعض الأحيان أصبح مثارة فجأة، ولكنني لا أصل إلى النشوة بأي شكل. هل هذا متعلق بتجربة سيئة مررت بها؟
المرحلة الأولى لأي علاقة جنسية هي الرغبة، أي الإثارة الجنسية، والتي تعززها أولًا الدورة الهرمونية أو عوامل بيولوجية مختلفة، ولكن الأهم هو وجود مؤثر خارجي وأن تكون الظروف المناسبة. الرغبة الجنسية مثلها مثل الشعور بالجوع، فعندما ندخل مطعم ونشم رائحة الطعام يزداد شعورنا بالجوع. 

فيما يتعلق بالشعور بالإثارة الجنسية في أوقات أو أماكن غير مناسبة، أو في حالة غياب مؤثرات جنسية، عادةً ما يحدث ذلك في مرحلة البلوغ والمراهقة، حيث تبدأ الهرمونات في العمل وتضخ الدورة الدموية في الجهاز التناسلي، ويحدث انتصاب مفاجئ ولا إرادي عند الفتيان في أوقات محرجة جدًا بالنسبة لهم وليس لها علاقة بأي فعل أو مؤثر أو فكر أو حتى خيال جنسي. وينطبق ذلك على الفتيات أيضاً، حيث قد يشعرن بالإثارة في منطقة الفرج بسبب احتكاك ما. وهذه هي النقطة التي يحدث فيها جنسنة للمخ عن طريق الهرمونات، حتى في عدم وجود مؤثر جنسي بصري أو حسي أو سمعي. باختصار، هي استجابة فسيولوجية مؤقتة تؤدي إلى إثارة ولكنها لا تصل إلى النشوة.

إعلان

فيما يتعلق بالتجارب السيئة المرتبطة بالجنس، يتعرض كثير من الفتيان والفتيات لنوع من أنواع الكبت الجنسي، الفكري، المعتقدي والثقافي في صغرهم، فأول ما تأتيهم رغبة جنسية في كبرهم، يدفنونها ويهربون منها كدفاع عن النفس ويربطونها بمشاعر خوف سلبية كالشعور بالذنب والندم وجلد الذات. هذا الكبت المستمر يطفئ الجمرة التي نحتاجها في العلاقة مع الشريك/ة.

قد يتعرض البعض كذلك أثناء طفولتهم لنوع من أنواع الإساءة الجنسية، بداية من الأفكار والصور السلبية التي يتم نقلها لهم عن الجنس، مرورًا بتصرفاتهم البريئة ذات الطابع الجنسي وهم غير مدركين فينهرون عنه، وأخيرًا حوادث التحرش والاعتداء الجنسي والاغتصاب. كل ما ذكرناه قد يترك آثاره كصدمة نفسية يتم ربطها بالجنس، وهذه الصدمة لها تأثير متفاوت على الرغبة، ويصبح الخوف المحرك الرئيسي أثناء العملية الجنسية بسبب ذكرى تجربة مماثلة أليمة من الماضي. ويجب الإشارة إلى أنه حتى لو شعر الشخص بالإثارة فهذا لا يعني أنه سيصل إلى النشوة، لأن الوصول إلى النشوة تتطلب الثقة بالآخر والقدرة على التخلي والتحرر، المداعبة بشكل معين، والقدرة على استكشاف مفاتيحنا الخاصة. 

نصيحتي، هي أن تحاولي أن تتعرفي على تكوينك الفكري والنفسي والفسيولوجي والعضوي للجنس من خلال مساعدة أخصائي نفسي وجنسي والذي سيساعدك على التغلب على مشاكل تتعلق بالشعور بالألم خلال الجنس أو التعامل مع صدمة نفسية سابقة، وكذلك كيفية توصيل هذه المخاوف أو الرغبات لشريكك.

العلاقة الجنسية من أجمل ما يكون، ولكنها تحتاج إلى معرفة واستثمار وتطوير، وتجربة وشفافية مع الطرف الآخر، والنقطة الأخيرة وهذه هي الأهم، أنه إذا أردت شيئًا معيناً من الطرف الآخر، لا تخجلي من التعبير عنه. الخوف من التعبير عن رغباتك أو مخاوفك بكل صراحة هو بداية فجوة في العلاقة وقد تكون سبباً مباشراً لمشاكل أخرى.

بشكل عام، تظهر الأبحاث أنه عندما يتحدث الشركاء أكثر عن الجنس، فإنهم يتمتعون بحياة جنسية أكثر إرضاءً. أعلم أنه ليس من السهل التحدث مع الشريك حول احتياجاتك ورغباتك، ولكن هذا الأمر ضروري لنجاح أي علاقة. عليك أن تشارك/ي مشاعرك وأن تعبر عما تحبه مع شريكك/شريكتك بصراحة وصدق، وأن تحترما رغبات بعضكما البعض بدون أحكام مسبقة.