vlcsnap-2022-03-22-16h56m06s245

لقطة من فيلم "سكس دول."

نادي الأفلام

المخرج المصري معتز النجار وحديث عن فيلم "سكس دول"

مجرد التفكير في الحب بشكل مختلف عن رؤية المجتمع للمقبول سيكون عقابه المنع والتضييق

في المجتمعات الأبوية أو الذكورية عادة ما يتم التركيز على الآثار السلبية الكبيرة على حياة المرأة التي يفرض عليها هذا النظام قمعاً وتمييزاً وعنفاً مستمراً. ولكن الرجال في المجتمعات الذكورية يتعرضون للقمع كذلك وإن كان بصورة مختلفة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالرجال المختلفين عن الصورة النمطية للرجل القوي. 

في فيلمه القصير "سكس دول" يتطرق المخرج المصري معتز النجار، 27 عاماً، لقضية جديدة لم يتم مناقشتها في السينما العربية من قبل، أو ليس بهذا الشكل، حيث يسلط الضوء على الشعور بالوحدة بين الرجال وكيف يتحكم المجتمع بخيارات الرجال العاطفية وعلاقاتهم حتى إن كانت العلاقة مع دمية. ولد النجار في المحلة الكبرى، وانتقل للقاهرة منذ 6 سنوات لدراسة السينما في المعهد العالي. في هذه المقابلة، يخبرنا النجار المزيد عن فيلمه وتفاصيل العمل عليه.

VICE عربية: هاي معتز. أخبرنا بداية كيف خطرت ببالك فكرة الفيلم، ولماذا سكس دول؟
معتز النجار:
بدأت الفكرة عن طريق بوست على فيسبوك عن وجود دمية جنسية في أحد المناطق الشعبية في مصر. تخيلت كيف سيكون مصير هذه الدمية وكيف سيتم التعامل معها. وبدأت بكتابة السيناريو دفعة واحدة. تناول هذا الموضوع وطرحه في فيلم كان غريبًا حتى على اصدقائي، واقترحوا اضافة المزيد من الكوميديا والحبكات الفرعية، ولكن الفكرة كانت مختلفة بالنسبة لي، أردت تسليط الضوء على القيود التي تفرضها السلطة الأبوية على الشباب منذ نشأتهم وحتى يتحولوا لضحايا وجلادين ضمن هذا النظام. 

وجدت في الدمية الجنسية رمزية طاغية في التعبير عن المرأة في الوعي الجمعي، التي يتم التعامل معها كأداة في يد أبيها، زوجها وأبنائها، بالنسبة لهم، هي ليست أكثر من ذلك، وهذه الدمية تمثل ذلك، فقد تم اختيارها من قبل الرجل دون اهتمام برأيها، على الرغم من حسن نية البطل وحاجته المستترة للمؤانسة.

أردت أن تصنع فيلماً يتحدث عن ضرر السلطة الأبوية على الرجال؟
صحيح، السلطة الأبوية مؤذية للرجال كما النساء -ليس بنفس المستوى طبعاً- فهي من يحدد هويتك الفردية على الأقل في مرحلة الطفولة والمراهقة، من الدين والاسم والأخلاقيات والعادات وصولاَ لاختياراتك في الحياة. وعليه فإن السلطة الأبوية على الرجال أكبر من مجرد المنع المباشر (كما مع المرأة) بل في صناعة الرجل في الصورة الأمثل للمجتمع. يتناول الفيلم هذه الجزئية من خلال البطل الذي لا يزال يخاف من سلطة والده الراحل، وصورته أمام الجيران أو المارة في الشارع، كلهم امتداد لصورة الرقيب القاسي المزروع في عقل البطل. مجرد التفكير في الحب بشكل مختلف عن رؤية المجتمع للمقبول سيكون عقابه المنع والتضييق، مهما اختلفت كشخص واختلفت ظروفك ومشاكلك لا يمكن لك الخروج عن ما هو متعارف عليه بالنسبة للمجتمع الذي يُرعبه الاختلاف.

ما هي نقطة الاختلاف هنا؟
الحبكة الرئيسية للفيلم، وهي كيف أن المجتمع يضعنا في موقف هش عند محاولة التعامل مع شعورنا بالوحدة. بداخل معظم دوائر الرجال الاجتماعية تعتبر المصارحة والبكاء نوع من الضعف، كما أن هناك صفات جاهزة للرجل الشرقي كونه قوي واجتماعي ومسيطر. بطل الفيلم مختلف عن كل هؤلاء، هو شخص خجول ويخجل من محادثة النساء لنشأته الصارمة وهو أيضاً وحيد، لفراغ دائرته الاجتماعية من أصدقاء بإمكانه الحديث معهم عن مشاكله وأحزانه.

ما هي أبرز التحديات التي واجهتك أثناء وبعد تصوير الفيلم؟
كان التحدي الحقيقي هو التوقيت، عملت على الفيلم خلال انتشار فيروس كورونا، وكان هناك خطر صحي، ولكني لم استطع تأجيل العمل فقد كان الفيلم مشروع تخرجي، ولم نكن نعرف ما تخبئه الأيام القادمة لو قررنا التأجيل. كما كان هناك تحديات لوجستية، فالفكرة كانت التصوير مع دمية جنسية، وقمت بطلب هذه الدمية من الخارج، ولكن بسبب تأخيرات الشحن والإجراءات الجمركية، اضطررت بالنهاية لاستخدام مانيكان.