موسيقى

مقابلة مع الفنانة السورية غالية وحديث عن الموسيقى والناس وكل يلي صار

لولا الإمارات ما كنت اليوم بغني، ولولا سوريا ما اتعرفت على الفن بحياتي
غالية copy

غالية. جميع الصور مقدمة منها.

صوتها يشبه نسمة باردة في يوم صيفي، لم تدرس الموسيقى ولكنها تعلمت العزف على أربعة الآت، تغني بأكثر من لغة، وهي تكتب وتلحن أغانيها التي هي مزيج من الموسيقى الشرقية الحديثة مع لمسة من الموسيقى الغربية الكلاسيكية. المغنية غالية شاكر، مواليد 1998، قررت عائلتها الانتقال من دمشق في سوريا، إلى الإمارات عندما كانت تبلغ سنة، ونشأت في مدينة العين بأبوظبي مع والديها واختها. بدأت بالغناء بالسادسة من عمرها، ولكنها لم تدخل مجال الموسيقى سوى بشكل كامل سوى في عام 2016.

إعلان

VICE عربية: هل علمت من البداية أنك تودين الغناء والعزف؟
غالية:
الموسيقى شيء مقدس عندنا في البيت، وبالنسبة لي اليوم هو دين يجب ممارسته كل يوم - It is a religion you have to practice every day، الموسيقى هي عالم وبحر من حب وسلام وكل ما غصت به أكتر كل ما غمرك بالحب. في السابق، كان من الصعب في مجتمع عربي أن تترك دراستك وتخصص موسيقى، ولهذا لم يتمكن أهلي من متابعة حلمهم في الموسيقى، وانجبروا يدرسوا تخصصات أخرى، ولكن هذا لم يمنعهم من متابعة هوايتهم. من أول ما فتحت عيني على الدنيا لقيت في طبلة في البيت، كنت بغني وبطبل لحالي وهيك تعلمت كيف أغني على الايقاع.

first live performance for me ever- in Alain Municipality Stage, choir behind me singing Nasheed in Arabic - playing tambourine - Grade 3 - on Prophet Mohammed Day.jpg

أول عرض فني لغالية وهي في سن العاشرة، العين، الإمارات.

2008 اتقان الدرامز الذي اشتراه لي والدي.jpg

غالية، ست سنوات تعزف على الدرامز الذي اشتراه له والدها.

نلاحظ حاليًا وجود عدد من المغنيات العربيات وغير العربيات اللواتي يرتدين الحجاب، وهو ما لم يكن موجوداً بالسابق، برأيك ما هو سبب هذا التغيير، وهل يعتبر دليل ايجابي على أن العالم أصبح يتقبل الحجاب.
العالم تغير وثقافتنا أصبحت أكثر انفتاحاً، بمعنى أصبح من المستهجن أن تحدد شخص معين من لباسه أو شكله. بالنسبة لي حجابي هو كبريائي، فأنا أقدره وأحترمه وأراه كدافع للنجاح. بشكل عام، الحجاب لم يمنعني أبدًا من النمو أو تجربة أشياء جديدة بالنظر إلى الحقيقة أنني شخصية مغامرة للغاية، ولا ينبغي أن تجبر الموسيقى أو الفن بشكل عام أي فنان على التخلي عن قيمهم لأجل الشهرة أو لأجل أن يتناسب مع فكرة أو ثقافة معينة. لم أواجه أي صعوبة في دخول عالم الغناء والموسيقى بسبب ارتدائي للحجاب. وسعيدة بنشر الحب بين جمهوري وكل من يسمعني.

2020 صدور البومي كلي يلي صار.jpg

فرحة غالية بصدور ألبومها "كل يلي صار" في ٢٠٢٠.

ما هي التحديات التي واجهتك شخصيًا وفي مجال الموسيقى؟
أنا أعتبر نفسي محظوظة، فلم أواجه أي مشاكل في حياتي والفضل يعود لعائلتي الذين هم بجانبي دائماً. خلال دراستي الإعلام والعلاقات العامة في الجامعة، لم أستطع التنسيق بين الدراسة والموسيقى ولهذا ابتعدت عن الموسيقى قليلاً، ولكن لاحقاً قررت تحدي نفسي، وركزت كل وقت الراحة في العزف والغناء. هناك بعض التفاصيل المتعبة التي تتعلق بردات الفعل والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، أحياناً تصلني بعض التعليقات السلبية منها من يقول لي أن البنت المحجبة المحتشمة لا يجب أن تغني، أو أنني ألبس الحجاب للاستعراض، ولا أدري ما معنى ذلك. هذه التعليقات بطريقة ما ما تدفعني وتحمسني لصنع المزيد من الموسيقى.

إعلان

ما هي أصعب جزئية في انجاز اغنية، التلحين، الكتابة، الغناء، وهل هناك جزئية تفضلينها عن أخرى؟
اللحن هو أكثر تفصيلة تحتاج إلى تركيز، ترجمة الكلمات إلى موسيقى ليس أمراً سهلاً. أعتقد أن اللحن هو أهم جزء في الأغنية، وهو الذي يصل مباشرة لقلوب الناس. بخصوص الكلمات، اخترت كتابة كلمات بسيطة بدون تعقيدات، كلمات تتعلق بتفاصيل الحياة اليومية من الشعور بالحب والنجاح إلى التعامل مع الخسارة. وقد تستغرب من ذلك، ولكن بالعادة يسبق اللحن الكلمات، كثير من الأغاني التي كتبتها بدأت من لحن دندنت فيه وأعجبني، ومن ثم قررت أن أضيف إليه كلمات.

غالية

تعزفين على عدة آلات، كيف اتقنتها؟
أنا أجيد العزف على أربع آلات: البيانو والجيتار الدرامز والطبلة (الدربوكة). البيانو بالنسبة لي هو الهدوء، الجيتار هو السحر، الدرامز هو النبض، والطبلة هي السعادة. منذ صغري كنت أعيد عزف الموسيقى بعد سماعها مباشرة. ليس لدي خلفية دراسية للموسيقى بشكل أكاديمي، لا اقرأ النوتات الموسيقية مثلاً، وكل عائلتي يعزفون ويغنون بدون أن يدرسوا الموسيقى، الأذن الموسيقية وراثة أعتقد. 

من هم مغنينك المفضلين؟
مغنيتي المفضلة هي فيروز، وأكثر أغنية أسمعها صباحاً هي إيه في أمل. وأحب الأعمال الموسيقية للمغني والملحن السوري إياد الريماوي. الفنان الذي أود وأحب أن أعمل معه هو مروان خوري.

بين الغناء بين العربية والانجليزية والفرنسية، هل تشعرين أنك تتغيرين مع كل لغة؟
أنا أغني بالإنجليزية والعربية، وغنيت بالفرنسية والاسبانية، لكني احتجت بعض المساعدة في ترجمة النص ولفظ المفردات بالطريقة الصحيحة. أحب أن أغني بكل اللغات، وأرى أن صوتي يمكن أن ينقل ذلك، والتنوع شيء جميل. الشعور هو ذاته ولكن اللغة تجعلني أصل لجمهور أوسع. الموسيقى هي أكثر طريقة لنفهم بعضنا، الموسيقى هي لغة الشعوب. أنا لا أرى أن اللغة التي أغني فيها تؤثر على حسي الموسيقي بأي شكل كان، ولكن كل لغة لديها مخارجها وستايلها المختلف وإن كانت نقاط التشابه أكبر.

إعلان

هل تزورين سوريا؟
كل ستة شهور أسافر مع أهلي إلى سوريا، لإنه بصراحة لو ما رحت على الشام، بحس راح ينقطع إلهامي، ويصبح معي جفاف فني. سوريا هي الأساس الفني بالنسبة لي. أنا اعتبر الإمارات بيتي الذي كبرت به، ولها دور كبير في صقل ثقافتي الفنية بسبب تعدد الجنسيات والثقافات التي جعلتني أكسر الكثير من القيود. لولا الإمارات ما كنت اليوم بغني، ولولا سوريا ما اتعرفت على الفن بحياتي.

عندك أغنية مفضلة؟
حالياً أغنيتي الأخيرة "ناس" التي أطلقتها في أبريل 2020، بتعنيلي كتير هالأغنية، لأنني قمت بكتابتها خلال وجودي في أحد المقاهي في دمشق، كنت أتأمل الناس يخرحون ويدخلون ويحاصرني شعور بالفقد، وهو شعور يعيشه كل السوريين ما بعد الحرب. أنا متل كل مواطن سوري، خسرت أشخاص وبيوت وأحلام، ومن هون كانت فكرة الأغنية "ناس بتجي وناس بتروح."