سياسة

"لقد تحمل ما يفوق الوصف": علاء عبد الفتاح يكافح من أجل حياته في مصر

مضرب عن الطعام منذ أكثر من 100 يوم
Nabihah Parkar
إعداد Nabihah Parkar
1657643666296-alaa-3-via-family

علاء عبد الفتاح والعائلة في إحدى أوقاتها السعيدة. الصورة مقدمة من العائلة.

قالت عائلة الناشط بريطاني المصري علاء عبد الفتاح الذي أعلن إضرابه عن الطعام منذ أكثر من 100 يوم لـ VICE World News إنهم يعتقدون أن من هم في السلطة في مصر "يريدون أن يظل في السجن حتى وفاته."

يكافح علاء عبد الفتاح من أجل الديمقراطية في مصر منذ أكثر من 16 عامًا. عمل كمطور برمجيات وأصبح صوتًا مؤثرًا للديمقراطية خلال ثورة 2011، التي شهدت تنحي الرئيس حسني مبارك الذي مكث في السلطة ثلاثة عقود. يُنظر إلى عبد الفتاح في مصر كرمز للمقاومة، لكن منذ الثورة، قضى عبدالفتاح معظم حياته خلف القضبان.

إعلان

وقالت شقيقته منى سيف لـ VICE World News عبر مكالمة هاتفية: "علاء  كان له صوت مسموع وكان فعّالا. كان هدفه هو التدوين واستخدام المنصات عبر الإنترنت وتمكين الناس من استخدامها أيضًا كأدوات للتعبير عن الذات، ليس هذا فقط بل أيضًا للتواصل والتنظيم والمناقشات السياسية."

في عام 2019، تم القبض على عبد الفتاح لنشره منشورًا على فيسبوك حول انتهاك الحقوق في نظام السجون المصري. احتُجز لمدة عامين قبل أن يُحكم عليه بالسجن خمس سنوات. خلال فترة الاحتجاز والسجن، عانى من عدم القدرة على الحصول على كتب للقراءة، والتواجد في زنزانة بلا نوافذ، وعدم السماح له بممارسة الرياضة.

تقول أخته إن الانتهاكات التي تعرض لها في السجن هي سبب من أسباب قرار بدء إضراب مفتوح عن الطعام. في الوقت الذي تنفي فيه الحكومة المصرية أي وجود لتلك الانتهاكات.

وتقول سيف إن رؤية شقيقها يدخل في إضراب عن الطعام لأكثر من 100 يوم يجعلها طوال الوقت "تخشى من حدوث أسوأ سيناريو." وتضيف: "لقد تحمل بالفعل ما يفوق الوصف، لذلك أشعر أن الخيار الوحيد لدينا كعائلة هو دعم معركته."

Alaa sisters (via family).jpeg

أخوات علاء عبد الفتاح يقودن الحملة للمساعدة في إطلاق سراحه. الصورة مقدمة منهن.

وأضافت: "أشعر أحيانًا أنني أريد أن أخبره أن الإضراب عن الطعام قاسٍ علينا ويجب أن يمنحنا مزيدًا من الوقت. لكن علي أن أذكر نفسي بأنني لا أعرف كيف يبدو الوضع هناك. لست متأكدة من كيفية تحمله كل هذه السنوات في السجن ولست متأكدة كيف يحافظ على سلامته النفسية والعقلية."

سبب آخر لإضراب عبدالفتاح عن الطعام هو رفض السلطات المصرية منحه زيارة قنصلية من السفارة البريطانية في القاهرة - وهي زيارة له حق قانوني فيها. حيث حصل عبد الفتاح، الذي ولدت والدته في لندن، على الجنسية البريطانية العام الماضي. تم تقديم العديد من الطلبات الرسمية من قبل السفارة دون الموافقة على الزيارة.

إعلان

تقول سيف: "لقد سئم من انتظار زيارة من القنصلية، على الرغم من الانتهاء من إجراءات وثيقة الجنسية البريطانية، إلا أن هذا جعله أكثر عرضة للخطر بدلاً من إضافة مستوى من الحماية إليه بالفعل."

وأوضحت: "إنه يرى أن النظام المصري يشعر أنه إذا كان بإمكانه الإفلات من هذه الأنواع من الانتهاكات مع مواطن بريطاني، فإن هذا يمثل بالنسبة لهم نوع من التمكين. إنه يريد إنهاء كل هذا، حتى لو كانت النهاية قاتمة للغاية."

وقال عبد الفتاح إنه سيضرب عن الطعام "حتى الموت" ولكن في الأسابيع القليلة الماضية، بدأ يتناول حوالي 100 سعرة حرارية في اليوم في شكل ملعقة من العسل والحليب منزوع الدسم للإبقاء على احتجاجه لفترة أطول. على أمل تحقيق نتيجة.

هذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها للتعامل مع ظروف السجن الصعبة. لقد قضى حكمًا بالسجن لمدة خمس سنوات من 2014 إلى 2019 بعد اتهامه بإحداث "احتجاج غير قانوني." وتقول سيف إنه تم سجنه ظلماً حيث كانت هي وزملاؤها هم من نظموا الاحتجاج.

وتقول: "قدمنا ​​كل شيء لنثبت أننا من نظمنا هذا الاحتجاج، والسلطات المصرية يعرفون أننا من نظمناه، لكنهم أرادوا علاء."

وتطالب عائلته السلطات المصرية بالإفراج عن عبد الفتاح وإعادته بأمان إلى بريطانيا. وحظيت حملتهم FreeAlaa بدعم المشاهير مثل ديم جودي دينش ومارك رافالو وأوليفيا كولمان.

كما وقّع أكثر من 30 من أعضاء البرلمان واللوردات البريطانيين على رسالة إلى السفارة المصرية يعارضون فيها سجن عبدالفتاح كمواطن بريطاني. وطرحت وزيرة الخارجية ليز تروس الأمر خلال زيارة قام بها مؤخراً وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى المملكة المتحدة، لكن نتائج المحادثات غير واضحة. تترشح تروس حاليًا على زعامة حزب المحافظين في المملكة المتحدة وعلى رئاسة وزراء بريطانيا.

أضربت سيف عن الطعام لمدة 25 يومًا دعماً لشقيقها. تقود هي وشقيقتهم الأخرى، سناء، المعركة من أجل إطلاق سراحه. يريدون أن يفهم الناس كفاح أسرتهم وأن شقيقهم ليس مذنبًا، إنه أب لابن يبلغ من العمر 10 سنوات، وكاتب، ومواطن بريطاني.

وتقول سيف: "علاء هو أخي الأكبر .. إنه دائمًا الشخص الذي يدللني ويهتم بي وهو أكثر شخص يرعاني، ولكن فرض السجن علينا دورًا مختلفًا لأنني فجأة أصبحت الشخص المسؤول عن العناية والاهتمام به."