FYI.

This story is over 5 years old.

ثقافة

"الجمعية" نظام ادخار شعبي يتحدى الشمول البنكي في مصر

عدم وجود فائدة أو تهديد بالسجن ساعد بإنتشار نظام الجمعية في مصر ولكن ليس كل شخص مؤهل للمشاركة
تصوير نور الرفاعي

رغم انتمائها للجيل الذي تسلم راتبه الأول عن طريق بطاقات الخصم والحساب البنكي، تتمسك هبة رمضان (32 سنة) مدربة موسيقى وكورال الأطفال، بأحد مراكز الثقافة والفنون التابعة للحكومة المصرية بنظام "الجمعية" على الرغم من المخاطر التي تشوب هذا النظام الشعبي مثل عدم وجود ضمانات للسداد واعتماده على الثقة الشخصية. تحدثنا مع هبة عن تجربتها في تنظيم الجمعيات والاشتراك بها.

VICE عربية: كيف يعمل نظام "الجمعية"؟
هبة رمضان: كثيرا ما يكون أحد الزملاء في حاجة لتوفير مبلغ مالي سريعاً لإتمام تكاليف زواجه أو زواج أبناءه أو دفع مصاريف التعليم والسكن، أو لمواجهة ظرف عائلي صعب أو أي تغيير طارئ في الحياة، حتى لو كان تغيير الهاتف المحمول أو قضاء العطلة الصيفية. في العادة نتشارك جميعا في ترتيب الجمعية من إداريين ورجال أمن وعمال النظافة والقائمين على النشاط الثقافي والأثري، وتكون الخطوة الفعلية الأولى هي إعداد جدول بأسماء المشاركين في الجمعية، ومدتها الزمنية وكذلك قيمة الدفعات المتساوية، بعد أن نكون قد اتفقنا على الترتيب والنظام المناسبين للمشاركين. ويعهد لي الزملاء بمسؤولية الجمعية، حتى لو لم أكن مشتركة فيها، وذلك لخبرتي في تنظيم الجمعيات ووضع نظام مناسب لكل جمعية، فضلا عن اختياري الصائب للمشاركين والاعتذار لأحدهم عن انضمامه بناء على تجربة مسبقة أو سمعة غير جيدة.

إعلان

متى تفكرين في تنظيم الجمعية؟
في حال احتجنا أنا أو أحد الزملاء تدبير مبلغا معينا، نبحث إمكانية تنظيم جمعية، ونقوم بدعوة الباقين للانضمام شفهياً، على أن يتصدر الزميل الداعي للجمعية قائمتها، أي يصبح صاحب "الاسم الأول" أو تكون له حرية اختيار "الاسم" في الموعد المناسب له، حتى لو تزامن هذا مع نهاية الجمعية، حيث يكون مضطرا لاستقطاع مبلغا معينا من راتبه طيلة فترة الجمعية، وتكون قيمة الاسم الواحد/مبلغ الدفعة الشهرية أو الأسبوعية، متناسبة مع راتب الداعي للجمعية.

هل هناك أكثر من طريقة لتنظيم الجمعية؟
هناك طرق أخرى مثل اقتراح أحد الزملاء تنظيم جمعية بمبلغ معين أكبر من المعتاد، حيث يساوي الاسم الواحد أكثر من نصف الراتب مثلا، فيتم دعوة المعارف والموثوق فيهم من خارج إطار العمل، والذين يبحثون عن جمعية برقم كبير نسبياً تمتد لفترة طويلة، وفي هذه الحالة تراعى أسبقية التقدم للمشاركة في ترتيب وتوزيع الأسماء على المشاركين، أو يتم الأمر بالاقتراع، في حالة أن كانت تضم مشاركين كثر ويشترك في الاسم الواحد أكثر من شخص.

هل هناك معايير معينة لاختيار المشاركين؟
أفكر في الدوائر الشخصية القريبة، بدءا من الأهل والزملاء في العمل والأصدقاء القدامى وعائلاتهم، وذلك ضمانا الوصول للشخص، لتجربتي معه والثقة فيه، فلا أختار المعارف من الدوائر البعيدة أو الذين لا تربطهم بي صلة قوية أو على الأقل صلة بأحد ممن أثق فيهم.

وما الذي يضمن سداد الدفعات في الوقت المحدد؟
الأمر يعد مخاطرة، حيث أنها تعتمد على المعرفة الشخصية والثقة والتجربة الخاصة مع الأشخاص، وعلى مدار تجربتي واجهت العديد من المشاكل في البداية، وصلت الى حد قطع الصلة مع بعض الأشخاص، مما علمني كيفية انتقاء والاستبعاد.

إعلان

وما الذي يحدث في حال تعثر أحد المشاركين؟
إذا يتعثر أحدهم في الوفاء بمبلغ الدفعة في الموعد المحدد، فأقوم بسداد المبلغ من مالي الشخصي بدلا عنه للشخص المستحق للاسم، على أن يرده باعتباره "سلفة" مؤقتة ومن ممكن أن لا يدفع أحد المشاركين قيمة الدفعة، على أن تخصم منه في موعد استحقاقه لمبلغ الاسم.

هل هناك طرق أخرى لتنظيم الجدول الزمني وترتيب الأسماء؟
بناء على الخبرة الشخصية في التعامل مع الأشخاص، أقوم بعرض الأسماء الخاصة بالشهور الأخيرة من فترة الجمعية، على من أعرف أنهم يتأخرون أو يماطلون في الدفع، حتى أضمن التزامهم أكبر قدر من الوقت، وبالمثل فإن المعروفين باحترام مواعيد الدفع تكون لهم الأولوية دائما، وفي الجمعيات الكبيرة يجري الأمر بالاقتراع وأسبقية الاشتراك كما ذكرت.

"الأشخاص المعروفين باحترام مواعيد الدفع تكون لهم الأولوية دائما عند تنظم الجمعية، وفي الجمعيات الكبيرة يجري الأمر بالاقتراع وأسبقية الاشتراك"

هل هناك حد أقصى أو أدنى لعدد المشاركين في الجمعية؟
الجميع من الممكن أن يشارك إذا كانت في نطاق الزملاء العاملين في نفس المكان، حيث يعرف جميعنا نطاق الرواتب الأدنى والأعلى، ومواعيد نزول رواتب الفئات المختلفة من العاملين، شرط حسن السمعة المالية، لذلك من الممكن أن ينضم جميع العاملين بما لا يجعل المدة الزمنية للجمعية تزيد عن 18 شهر، حيث يصبح الالتزام بها أكثر من ذلك عبئا كبيراً.

هل هناك حد أدنى للمبلغ الإجمالي لتنظيم جمعية؟
نحن لا ننظم جمعية لمبلغ أقل من 1،500 جنيه، حيث يمكن أن ينضم 15 شخص، بقيمة 100 جنيه للاسم الواحد، وأحيانا يمكن أن تصل قيمة الاسم إلى 1،500 جنيه، أي ما يزيد عن راتب غالبية الزملاء بمقدار الربع، لذلك من الممكن أن يشترك أربعة أشخاص أو أقل في الاسم الواحد، اسم في النصف الأول من فترة الجمعية واسم في النصف الثاني.

هل نظام الجمعية أفضل من الاقتراض البنكي؟
أولا تعلمنا قيمة الاشتراك في الجمعيات، منذ كنا طلاب في المدارس، قبل أن نعمل ونقبض رواتبنا الأولى، حيث كنا نتشارك الجمعيات التي ينظمها الأهل والجيران قبل المواسم والأعياد وحتى قبل بدء الدراسة وغيرها، حيث كنا ندبر مبلغ الدفعة من المصروف اليومي، وتكون فترة الجمعية مقتصرة على عدد الأطفال في المنزل، وتابعنا الأمر حتى وصلنا إلى المراحل الجامعية. ثانيا إن فترة الجمعية من الممكن أن تمتد حتى خمس سنوات، ولكن دون فائدة تضاف إلى المبلغ، ودون إجراءات روتينية، ودون تهديد بالغرامة والسجن مثل البنوك.