Untitled1155
عصام، بيسكوبسغاردن، غوتنبرغ، السويد. تصوير: صالح بشير.
استوديو VICE

رحلة البحث عن مكان آمن

في هذا المشروع اتابع رحلة عصام، مهاجر سوداني مثلي الجنس، من مصر إلى السويد

"كان القرار صعبًا في البداية، ترك كل شيء ورائي والهجرة إلى مكان أفضل حيث يتم قبولي كما أنا. الضغوط التي كان علي التعامل معها كانت أصعب من قدرتي على تحملها. طردتني عائلتي من المنزل، واعتنت بي جدتي. ولكن بعد وفاتها عدت إلى الشعور بالوحدة وعدم الأمان. أدار العالم وجهه نحوي ولم أستطع رؤية سوى الظلام."

هكذا يبدأ عصام، مهاجر سوداني مثلي الجنس، قصته وتعرضه للنبذ من المجتمع والاضطهاد بسبب هويته الجنسية. بعد وفاة جدته، استمر بالعيش في منزلها في السودان لمدة عامين قبل أن يقرر أن الطريق الوحيد أمامه هو الهجرة. سافر عصام إلى مصر في عام 2017 وتقدم بطلب للحصول على اللجوء في مكتب الأمم المتحدة في القاهرة. ولكن الصعوبات والمشاكل التي واجهها في مصر كانت أكثر تعقيداً من السودان: "كنت أقول لنفسي إنني أستطيع التعامل مع كل التحديات، وأقنع نفسي أن القاهرة ستكون مكاناً أفضل بالنسبة لي، ولكن الواقع كان مختلفاً عن توقعاتي."

إعلان

"هل هذا هو الوطن؟" هو عنوان الجزء الثاني من مشروعي الفوتوغرافي طويل الأمد بعنوان "The Home Seekers." يسلط المشروع الضوء على معاناة اللاجئين السودانيين في مصر ويستكشف المشاعر المعقدة وصعوبة الشعور بالانتماء بالنسبة للاجئين السودانيين في القاهرة، والتمييز العنصري الذي يتعرضون له يوميًا في الأماكن العامة أو المواصلات أو اللقاءات العشوائية في الشوارع.

بدأت العمل على المشروع في عام 2018، وتابعت رجلين سودانيين في رحلتهما للعثور على وطن. في هذا الجزء من المشروع أسلط الضوء على عصام. بعد طرده من قبل عائلته، كانت جدته هي المعيل الوحيد له الذي منحته المنزل والأمن، ولكنه اضطر لمغادرة السودان بعد وفاتها. كان يعتقد أنه سيجد مجتمعًا ترحيبيًا مفتوحًا في القاهرة، ولكن لم يكن الأمر كذلك. فكر في العودة إلى السودان، ولكن في النهاية، تم قبول طلبه لإعادة التوطين في السويد.

أنا أتابع حياة عصام منذ ثلاث سنوات منذ قدومه إلى القاهرة ومحاولة هربه عبر البحر الأبيض المتوسط، ​​لكنه لم ينجح لأن المهرب الذي كان من المفترض أن يأخذه إلى أوروبا اختفى مع كل المال الذي جمعه عصام لهذه الرحلة. اضطر عصام إلى تغيير خططه والبقاء في القاهرة والتقدم بطلب للحصول على اللجوء في مكتب الأمم المتحدة في القاهرة.

في عام 2019، تم قبول قضية عصام للحصول على اللجوء، مما سمح له بالاستقرار في السويد. في أكتوبر 2020، وصل عصام إلى غوتنبرغ بالسويد لبدء حياته الجديدة. يقيم عصام الآن في حي بيسكوبسغاردن. وهو يخفي خلفيته الجنسية عن أفراد المجتمع. بالإضافة إلى إخفائه عن صديقه برهان الذي تعرف عليه عندما وصل إلى غوتنبرغ.

إعلان

وفقًا لتقارير الشرطة لعام 2019، تم إدراج ضاحية بيسكوبسغاردن كواحدة من 22 منطقة عالية الخطورة في السويد بسبب ارتفاع معدلات الجريمة والبطالة، ومعظم السكان هناك هم مهاجرون من سوريا وتركيا والصومال واليمن والسودان.

يمر عصام بمرحلة اكتئاب شديدة بسبب الظروف التي يواجهها حاليًا. إنه غير سعيد في حيه، وتوقعاته بالاستقرار أخيرًا في مكان يحتضنه تحطمت تمامًا. صدمة العيش هاربًا طوال هذه السنوات وفي النهاية الوصول إلى نفس المكان الذي كان يكافح من أجل الخروج منه يؤلمه بشدة.

كطريقة للاحتجاج على رفض طلب تغيير إقامته إلى مكان ما خارج بيسكوبسغاردن، رفض عصام الاعتماد على أي دعم مالي من الخدمة الاجتماعية، الجهة المسؤولة عنه في أول عامين من حياته في السويد. في 12 أبريل 2021، عقد عصام اجتماعًا مع مدير الخدمة الاجتماعية لمناقشة قضيته، وانتهى الاجتماع برفض الخدمة الاجتماعية لطلب عصام تغيير منطقة إقامته.

يفكر عصام بجدية الآن بالعودة إلى السودان.

salih00 (39).JPG

عصام في طريقه إلى المنزل في شبرا، مصر بعد انتهاء دوام عمله. عمل عصام كمدخل بيانات في منظمة سانت أندرو لخدمات اللاجئين لبضعة اشهر قبل توطينه وسفره الى السويد. مترو انفاق القاهرة. مصر 2019.

Untitled201.jpg

غوتنبرغ، السويد ٢٠٢١.

Untitled25.JPG

عصام في طريقه الى مركز مدينة غوتنبرغ لمقابلة صديقه برهان. ترام مدينة غوتنبرغ، السويد. ٢٠٢١.

Untitled15.JPG

يقضي عصام معظم اوقاته في المنزل. تساقط الثلوج خارج شرفة شقة عصام في حي بيسكوبسغاردن، غوتنبرغ، السويد. ٢٠٢١.

Untitled28.JPG

يرفض عصام تأسيس شقته التي منحت له من قبل مكتب الخدمات الإجتماعية في بلدية غوتنبرغ لظنه أن ذلك سوف يساعد في طلبه لنقله الي شقة في حي مختلف خارج بيسكوبسغاردن حيث يستطيع أن يعيش بصورة أكثر حرية من دون اخفاء هويته الجنسية. بيسكوبسغاردن، غوتنبرغ، السويد. ٢٠٢١.

Untitled77.JPG

المكان الوحيد الذي بمقدور عصام ارتداء الزي الذي يعبر عن ميوله الجنسية وأن يكون ذاته، هو داخل جدران شقته في الخفاء. بيسكوبسغاردن، غوتنبرغ، السويد. ٢٠٢١.

Untitled124.JPG
Untitled132.JPG

عصام غير سعيد بالعيش في حي بيسكوبسغاردن، وتوقعاته بالاستقرار أخيراً في مكان يحتضنه تحطمت تمامًا. بيسكوبسغاردن، غوتنبرغ، السويد. ٢٠٢١.

Untitled-1.jpg

عصام: "تعبت وناضلت من أجل أحلامي في حقوق الحياة. خرجت للبحث عن وطن يضم بين اجنحتيه أوجاعي، فلم أجد هذا الوطن بل زادت اوجاعي وشعوري بالقهر." بيسكوبسغاردن، غوتنبرغ، السويد. ٢٠٢١.