بيئة

دراسة: ارتفاع معدل "الطلاق" بين طيور القطرس بسبب التغير المناخي

وجد العلماء أنه في السنوات التي ترتفع فيها درجات حرارة الماء، ينفصل ما يصل إلى 8% من الأزواج
mac-gaither-2-V81Lpns50-unsplash
Photo by Mac Gaither on Unsplash

وجد فريق من الباحثين أن طيور القطرس والتي تعتبر من أكثر الكائنات أحادية الزواج (الاكتفاء بشريك واحد فقط مدى الحياة) ولاءً، تشهد ارتفاعًا في معدلات "الطلاق" خلال الأوقات التي ترتفع فيها درجات حرارة سطح البحر.

وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن معدلات "الطلاق" بالنسبة لهذه الطيور منخفضة جداً ولا تتجاوز 1٪ فقط. ولكن توصلت الدراسة حديثة التي أجريت على نحو 15،500 زوج متكاثر في جزر "فوكلاند" البريطانية، على مدى 15 عامًا، إلى أن سلوك الطائر بدأ يتغير في السنوات الأخيرة، وأنه خلال عقد ونصف من مراقبة هذه الطيور، وجد العلماء أنه في السنوات التي ترتفع فيها درجات حرارة الماء، ينفصل ما يصل إلى 8% من الأزواج.

طيور القطرس "تتواعد" لعدة سنوات في سنواتهم الأصغر قبل أن يجدوا في النهاية رفقاء مدى الحياة، وبمجرد تشكيل الأزواج، يمكن أن تستمر العلاقة لعدة عقود. هذه "الزيجات" التي تبدو رومانسية لها جانب تَطوري طبعاً، فالبقاء مع نفس الشريك يبني الثقة، وهو أمر ضروري حيث يتناوب الزوجان بين رحلات البحث الطويلة عن الطعام وواجبات حضانة البيض.

عادة، يتم الطلاق عندما يفشل الزوج في التكاثر، لذلك يجدون شركاء جدد في موسم التكاثر التالي. لكن النتائج أظهرت أن الأزواج تركوا بعضهم وبحثوا عن شريك آخر، حتى عندما كان موسم التكاثر ناجح.

وقال الدكتور فرانشيسكو فينتورا، من "جامعة لشبونة" البرتغالية والمؤلف المشارك في الدراسة لـ بي بي سي، إنه قد يكون هناك سببان محتملان لارتفاع حالات "طلاق" القطرس:

"السبب الأول مرتبط بصراعات العلاقات على مسافات بعيدة… ومع ارتفاع درجات حرارة البحر، تضطر الطيور إلى الطيران لمسافات أطول ولفترة أطول للعثور على الطعام، ما يعني أنها قد لا تعود في الوقت المناسب لموسم التكاثر… وهذا يعني أنه إذا فشلت الطيور في العودة في الوقت المناسب، فقد ينتقل شركاؤها إلى رفيقة جديدة."

وتابع: "النظرية الثانية هي أن مستوى هرمونات التوتر لدى الطيور قد يزداد بسبب البيئات الأكثر قسوة الناتجة عن تغير المناخ، فظروف التكاثر الأكثر صرامة وقلة الطعام يمكن أن تسبب الإجهاد ما يعني أنه قد يتم إلقاء اللوم على الشريك بسبب الأداء الضعيف الذي قد يؤدي في النهاية إلى الطلاق." بمعنى أن هذه الطيور تدمج الضغط الناجم عن الظروف البيئية مع ضعف أداء شريكها. وعندما يعتبر أحد الطرفين أن الشراكة غير ناجحة على مدار عام، فإنها تقرر التكاثر مع شريك مختلف في الموسم التالي.