1584184965677-person-lying-on-orange-sofa-3621210
2022

دليل VICE عربية للنجاة من التجمعات العائلية الكبيرة

نهاية العام: الوقت المثالي لتفعيل زر القلق الاجتماعي

هنالك من يستعد اليوم لنهاية العام بتزيين شجرة الميلاد، وتغليف الهدايا، واختيار المكان الأنسب للسهر مع العائلة والأصدقاء وحتى المعارف، في نفس الوقت هنا أنا وآخرين وأخريات، نستعد لهجمة القلق الأشد، هجمة نهاية العام.

أنه الوقت المثالي لتفعيل زر القلق الاجتماعي، مشحوناً بدراما الزيارات العائلية، يتألق هذا التوتر بالطبع إذا تم دعوة أحد المغتربين. الإجازة طويلة، الجميع يستطيع الحضور. ليس نكداً، أو نكراناً للعائلة، والأصدقاء أو لأننا لا نعرف كيف يكون الاحتفال، إنه القلق فحسب. لا أدّعي هنا أنني الأكثر قلقاً، أو أنني أعرف طريق النجاة لكن هنا أشارككم بعض النصائح للنجاة من التجمعات بأقل قدر ممكن من التوتر.

تآلف مع المكان
غالباً ما تكون الأمور أكثر راحة، إذا كنت تعرف المكان جيداً، خاصة إذا كان التجمع في منزلك أو منزل العائلة مثلاً، أنت تعرف جيداَ أماكن الاختباء والتواري عن الأنظار، إذا تتطلب الأمر. خذ عدة دقائق قبل بداية الاحتفال للتعرف على المكان أكثر، واختر زاوية فيه، تستطيع اعتبارها زاوية آمنة، مثلاً البرندة، المطبخ، أو حتى الحمام. يمكنك أخذ استراحة هناك بعيداً عن العجقة، إذا شعرت بالحاجة لذلك.

شخصك المفضل
من المفيد وجود الشخص الأقرب إليك، سيكون مفيداً أن تبدأ الاحتفال معه قبل الانخراط في التجمعات الأكبر، خذ نفساً عميقاً قبل الانضمام للجميع، التعليقات الساخرة مع شخصك المفضل ستفي بالأمر (في حال لم يكن موجوداً اترك له رسالة، مفعول السخرية رائع، مجرّبة).

الكحول، انتبه قد تسقط
أحد أهم محفزات القلق هي أن تحرج نفسك، لذلك حاول السيطرة على ذلك، الكأس الأول ربما يجعلك سعيداً، أو يدفعك للرقص على الطاولة، لكن الثالث قد يتركك تبكي لباقي السهرة إلى جانب البارتندر، أنت بغنى عن معرفته لأسرار حياتك، اضبط نفسك، وحاول البقاء واعياً.

ابدأ محادثة صغيرة
معظم العائلات تحب النميمة، تعتبرها فعالة كنوع من أنواع صلة الرحم، جهّز أسئلة عشوائية تنم عن فضولك لمعرفة أخبار العائلة، قد لا تكون مهتم فعلاً بمعرفة أخبار بنت عمتك، أو ابن خالك، لكن هذا سيجنبك الخوض في تفاصيل أعمق عن حياتك، أطلعهم على أخبارك المستعد ببوحها ستكفي ووجه الحديث لشخص آخر يحب الحديث عن نفسه، غالباً سيحب التكلم عن إنجازاته، بارك له في المايك.

شارك بالأحاديث العامة
كن مستعداً للأحاديث العامة، قد يفيدك الاستماع لنشرة الأخبار، فالبشر عموماً خائفين وقلقين، من حرب نووية، أو خطر أزمة المناخ، ومهما كان الاحتفال سعيداً، سيبشر أحد المحتفلين يقظاً أو تحت تأثير الكحول باقتراب نهاية العالم، بدلاً من تفعيل الذعر حاول المشاركة بالحديث.

ملابسك المريحة، نعمة حافظ عليها
في بعض الأحيان قد يكون مظهرك الخارجي، أحد أهم أسباب القلق والتوتر، لهذا ارتدي ثيابك المفضلة والمريحة، حتى لو كان بنطالك المفضل هو التي تهدد أمك برميه كل يوم، إذا كان يشعرك بالثقة فهو الخيار الأنسب، سيكون مفيداً أن تكون واثقاً من مظهرك، باختصار، خفف من أسباب توترك إذا كان مظهرك واحداً منها.

اعرض المساعدة
خلال الاحتفالات، أو الاجتماعات العائلية في المنزل قد تشعر بأن الوقت طويلٌ جداً، لذلك حاول أن تشغل نفسك، بأي فعل فيزيائي، اشغل يديك لتبعد أفكارك عن رأسك، ركّز على ما تفعل، إذا كنت ممن يفضلون الوقوف في المطبخ، افعل ذلك سترتاح أكثر في المكان، وستشعر أنك مُنخرط في الحدث.

خفف عن نفسك
تذكر أنك لست وحدك، لا تعاقب نفسك، بل كن لطيفاً ورحيماً مع ذاتك، حسناً بعض الأحداث ستشعرك بالتوتر أكثر من غيرها، حاول أن تختار التجمعات الأكثر راحة لك. ابحث عن استراتيجيتك الخاصة، مهما كانت النصائح عديدة، اخلق لنفسك منهجيتك في مواجهة القلق، بعض الدراسات تشير إلى أن الحيوانات الأليفة قد تساعد على إدارة القلق، في حين يفضل آخرون التعامل مع الأطفال خلال التجمعات العائلية.

خطوة إلى الوراء، واجه مخاوفك وردها إلى أصلها
يقول الدكتور ملاك نصر، الاستشاري النفسي، وأخصائي العلاج المعرفي السلوكي، أن القلق بشكل عام هو الشعور بالخوف الشديد المبالغ فيه، ومن الضروري معرفة أنه بحسب الدراسات 90% من مخاوفنا لا تحدث أبداً. لهذا ينصح الدكتور نصر بالنظر إلى أصل المشكلة للتعامل مع القلق بوعي أكبر.

"الشعور بالخوف والقلق الشديد يتم تحفيزه في المناسبات، لأنها تعني لشخص قلق اجتماعياً، أنه سيتعرض لإحراج أو لمواقف سخيفة، ربما تجرح مشاعره أو تعرضه لنقد شديد وهو يخاف من النقد الشديد ولديه حساسية مفرطة." ويشير الدكتور نصر إلى أن هذا الشعور خلفه ما هو أقوى منه، فكرة مسيطرة، أو قناعة، بافتراض سلبي يكونه الشخص عن نفسه، وكأنه يقول لو حضرت هذا الاحتفال ستكون النتيجة كارثية، هذه الفكرة تؤدي لشعور الخوف وهذا يؤدي لسلوك سلبي وهو التجنب، كسلوك أمان، يجنب الشخص من المواقف المحرجة، بحسب توقعاته السلبية.

بعد تحديد المشكلة، يبدأ الحل بالتعامل مع الافتراض السلبي، أن هذه التجمعات ستعرض الشخص لشيء يصعب تحمله. الحل يكمن في التقاط هذه الفكرة، وتسجيلها واكتشافها والوعي بها، عن طريق المساءلة الفعالة، وإخضاعها للمنطق البسيط بمجموعة أسئلة: هل سأتعرض حقاً لمواقف سيئة، هل ذلك حقيقي بالضرورة، أم مجرد وهم تكونت خلال الحكم على بعض المواقف القديمة؟ هل هي فكرة يقبلها المنطق، وحتى لو كانت فكرة فيها جزء من الصحة لكن هل هي فكرة مطلقة؟ قابلة للتطبيق في كل المواقف؟

اختبار الفكرة ومنطقيتها ضروري جداً، للتفكير بمواقف كان الشخص فيها راضٍ عن نفسه اجتماعياً. بعد ذلك من المهم اختبار هذه الفكرة، على أرض الواقع، إخضاعها للتجربة الاجتماعية، من خلال ملاحظة تصرفاتنا خلال تجمعات صغيرة، فالعلاج الأمثل للخوف هو مواجهته.

ويضيف الدكتور نصر: "تأكدوا أن جميع الناس بدرجات متفاوتة، لديهم خوف ما من مواجهة الآخرين، وخوف من النقد. بالتالي أنت لست الشخص القَلق الوحيد في الحفل، على العكس في أي تجمع، أو احتفال يوجد الكثير ممن يحضرون مرغمين أنفسهم على الاستمتاع، قد يكونوا أخذوا القرار على مضض."

نصيحة أخيرة: من المهم جداً حضور هذه المناسبات بافتراض أنك ستستمتع وستكون على طبيعتك وأن الجميع يحبون وجودك، وستجد نفسك مستمعاً بوجودك بينهم. لا تأخذ انتقادات وأحكام الآخرين بجدية، فالأمر ليس شخصياً بالضرورة، عادة ما تكون أحكامنا على الآخرين انعكاسًا لذاتنا ومخاوفنا. ولهذا عندما نتوقف عن انتقاد أنفسنا، نتوقف عن انتقاد الآخرين أيضًا.