1599840419168
فضاء

اكتشاف علامة على احتمال وجود حياة على كوكب الزهرة

هل حان الوقت لإعطاء الأولوية لهذا الكوكب الحار جداً جداً؟

قال علماء إنهم اكتشفوا غازًا يحمل اسم الفوسفين في سُحب كوكب الزهرة شديدة الحمضية مما يشير إلى احتمال وجود ميكروبات وحياة بالكوكب القريب من الأرض. وعلقت كلارا سوزا سيلفا، عالمة الفيزياء الفلكية الجزيئية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمشاركة في البحث على هذا الإكتشاف بالقول: "مع ما نعرفه حالًيا عن كوكب الزهرة، فإن التفسير الأكثر منطقية للفوسفين، على الرغم من أنه قد يبدو خياليًا، هو الحياة. وإذا (ثبت أن) هذه حياة، فهذا يعني أننا لسنا وحدنا. وهذا يعني أيضًا أن هناك العديد من الكواكب الأخرى المأهولة في جميع أنحاء مجرتنا."

إعلان

ما هو هذا الاكتشاف الجديد؟
وفق دراسة نشرتها مجلة "نيتشر" العلمية، فقد اكتشف علماء الفلك عينات من غاز الفوسفين في الغلاف الجوي السميك لكوكب الزهرة. والفوسفين هو غاز شديد السمية، تنتجه على الأرض الكائنات الحية الدقيقة اللاهوائية التي لا تحتاج إلى أكسجين. وجود الفوسفين في أجواء الكواكب، قد يكون علامة على احتمال وجود الحياة عليها.

ماذا يعني ذلك؟
توقع العلماء احتمال وجود الحياة في السحب المعتدلة لكوكب الزهرة منذ عقود. في حال تم التأكيد على وجود علامة على الحياة، فإن هذا الاكتشاف سيفتح حقبة جديدة في استشكاف الكواكب. ولكن يتفق العلماء أن كوكب الزهرة لا يزال يحتاج إلى دراسة احتمالات الحياة في غلافه الجوي، والبحث عما إذا كان غاز الفوسفين في غلافه الجوي من أصل بيولوجي (حيوي). ويشتبه بعض العلماء في أن السحب المرتفعة على كوكب الزهرة، التي تبلغ درجات حرارة معتدلة عند حوالي 30 درجة مئوية، ربما تؤوي ميكروبات "جوية" قد تتحمل الحموضة الشديدة. ويمثل حامض الكبريتيك نحو 90 في المئة من هذه السحب. ولا يمكن لميكروبات الأرض تحمل تلك الحموضة.

هل من الممكن أن يكون هناك تفسير آخر غير حيوي لوجود هذا الغاز؟
يقول باحثون في علم الفلك،أن غاز الفوسفين يمكن أن ينتج عن عمليات جوية أو جيولوجية غير مفسرة على هذا الكوكب، وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز. ويستمر البحث إما لتأكيد وجود الحياة أو إيجاد تفسير بديل.

ولكن، ألا يعتبر كوكب الزهرة الأشد حرًا في المجموعة الشمسية؟
كوكب الزهرة هو الأقرب لكوكب الأرض. ويشبه هيكله الأرض لكنه أصغر قليلًا منها وهو الكوكب الثاني من الشمس والأرض هي الثالثة. ويحيط بكوكب الزهرة غلاف جوي سميك وسام يحبس الحرارة. وتصل درجات حرارة السطح إلى 450 درجة مئوية، وهي درجة كافية لإذابة الرصاص.

إعلان

نعم. كوكب الزهرة هو الأشد حرًا بين سائر كواكب مجموعتنا الشمسية، باستثناء الشمس نفسها، والسبب هو أن الغلاف الجوي لكوكب الزهرة أكثر سمكًا من الغلاف الجوي لكوكب الأرض بتسعين مرة. ويتألف أغلب الغلاف الجوي لكوكب الزهرة من ثاني أكسيد الكربون -الذي يحتجز كمية هائلة من حرارة الشمس- وهو مغطى بسحب من حمض الكبريتيك. كما أن الضغط الجوي، الذي يعادل الضغط الجوي على عمق كيلومتر من سطح المحيط على كوكب الأرض، ما يكفي لتهشيم غواصة نووية.

إذن، كيف يمكن أن تزدهر الحياة في كوكب قريب جداً من النظام الشمسي؟
يعتبر بعض العلماء أن كوكب الزهرة كان يتميز، قبل ملايين السنين، بجو يمكن أن تزدهر فيه الحياة بما في ذلك موارد مائية، والجو المعتدل، حيث افترض القائمون على دراسة من معهد غودارد لدراسات الفضاء، التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أن درجات الحرارة على الزهرة كانت تتراوح بين 20 و50 درجة، وهو متوسط يسمح للكائنات الحية بالعيش. لكن هذا الوضع تغير جذريًا، قبل نحو 700 مليون سنة، حين تضاعفت درجات الحرارة على كوكب الزهرة. كما يستدل الباحثون على إمكانية الحياة على الزهرة، بأن الأرض لم يكن مناسبا للحياة قبل ملايين السنين، ولكنه تطور لتجتمع فيه بيئة غنية بالأكسجين تسمح بالحياة عليه.

هل يعني ذلك أن علينا إعطاء الأولوية لاستكشاف الزهرة بدلاً من المريخ؟
إليكم مقارنة بسيطة بين الكوكبين. على الرغم من أن المريخ هو المرشح الأول لاستعمار الفضاء، إلا أن غلافه الجوي يحوي 95٪ ثاني أكسيد الكربون. كما أن درجة حرارة سطح هذا الكوكب المريخ باردة جدًا، تصل لـ133 درجة مئوية تحت الصفر. أطول وقت يمكنك البقاء فيه على هذا الكوكب هو حوالي 80 ثانية. أما كوكب الزهرة، فإن قوة الجاذبية على كوكب الزهرة تتساوى تقريبًا مع قوة الجاذبية على كوكب الأرض، ولكن بسبب الحرارة العالية، فإن الوقت المتوقع للعيش على الكوكب هو أقل من ثانية واحدة.

إعلان

على الرغم من ذلك، فإن فرص وجود حياة على هذا الكوكب ممكنة. وقد اعتبر جيم بريدنستاين، مدير "ناسا" هذا الاكتشاف "أهم حدث" في مسيرة البحث عن حياة خارج كوكب الأرض، وقال في تغريدة على تويتر "حان الوقت لإعطاء الأولوية للزُهرة."

ويقول العلماء أن السبيل الوحيد للعيش على كوكب الزهرة هو تجنب السطح. وبحسب جيوفري لانديز، العالم بوكالة ناسا وكاتب قصص الخيال العلمي، "فأن كوكب الزهرة يصبح قابلًا للعيش فيه إذا ارتفعت عن السطح نحو 50 كيلومترًا."

لا تزال هناك الكثير من الأسئلة، فنحن لا نعرف الكثير عن كوكب الزهرة، بالمقارنة بالمريخ، ولكن ربما حان الوقت لتغيير ذلك، خاصة أن الزهرة جار قريب من الأرض. والجيران لبعض.