سياسة

أنباء عن انقلاب عسكري بالسودان

تشهد أن العاصمة السودانية انتشارًا أمنًيا مكثفًا وقطع الإنترنت في البلاد
FChgDcZWUAA8daC

في الساعات الأولى من صباح اليوم، اعتقلت قوات عسكرية رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، واقتادته إلى مكان مجهول بعد رفضه إصدار بيان مؤيد "للانقلاب" وفقًا لوزارة الإعلام السودانية.

وذكرت الوزارة أن قوات عسكرية اعتقلت أعضاء بمجلس السيادة الانتقالي من المكون المدني وعدد من وزراء الحكومة الانتقالية واقتادتهم إلى جهات غير معلومة. وبدأ التلفزيون الرسمي السوداني قبل قليل في بث أغان وطنية، وهو ما يشير عادة الى أن حدثًا سياسيًا كبيرًا يجري في البلاد.

وتشير تقارير إلى قيام قوات عسكرية مشتركة باقتحام مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان واحتجزت عددا من العاملين. وانقطعت خدمة الإنترنت في البلاد، وفق ما ذكر صحافي في وكالة فرانس برس، مشيراً أيضًا الى أن الهواتف المحمولة أصبحت تستقبل الاتصالات فقط ولا يمكن إجراء أي مكالمات من خلالها. كما تشهد أن العاصمة السودانية انتشارًا أمنًيا مكثفًا، إضافة إلى إغلاق الجسور والطرق في أنحاء المدينة. وتم الحديث عن تعزيزات عسكرية في محيط مطار الخرطوم الدولي وأخبار عن إغلاقه.

إعلان

وقال عضو إعلام تجمع المهنيين، وليد صديق محمد في تصريحات للحرة  إنه من الواضح أن "ما حدث انقلاب من القوات العسكرية على المكون المدني والوثيقة الدستورية."

وأعلنت نقابة أطباء السودان الإضراب العام في المستشفيات باستثناء الحالات الطارئة، وطالبت القطاعات المهنية بالنزول إلى الشارع. وكذلك، أعلن تجمع المصرفيين السودانيين أن موظفي القطاع دخلوا في إضراب وعصيان مدني مفتوح احتجاجًا على الاعتقالات.

قال تجمع المهنيين السودانيين -في بيان- "نتوجه بندائنا لجماهير الشعب السوداني وقواه الثورية ولجان المقاومة في الأحياء بكل المدن والقرى والفرقان، للخروج إلى الشوارع واحتلالها تمامًا، والتجهيز لمقاومة أي انقلاب عسكري، بغض النظر عن القوى التي تقف خلفه."

ومن المتوقع أن يلقي رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان سيدلي ببيان حول مستجدات الأوضاع بالبلاد.

وفي بيان على تويتر، عبر الممثل الخاص للأمين العام للسودان فولكر بيرتس عن قلقه الشديد "بشأن التقارير حول انقلاب جارٍ ومحاولات لتقويض عملية الانتقال السياسي في السودان. إن الاعتقالات التي طالت بحسب ما أفيد رئيس الوزراء والمسؤولين الحكوميين والسياسيين غير مقبولة."

وفي 2019، وبعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير الذي حكم السودان لنحو ثلاثة عقود، وقع العسكريون والمدنيون الذين كانوا يقودون الحركة الاحتجاجية، اتفاقا لتقاسم السلطة نص على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقًا.  وبموجب الاتفاق، تم تشكيل سلطة تنفيذية من الطرفين، على أن يتم تسليم الحكم لسلطة مدنية إثر انتخابات حرة في نهاية المرحلة الانتقالية. ومنذ سقوط البشير، شهد السودان ثلاث محاولات للانقلاب العسكري خلال الفترة الانتقالية، كان أخرها في 21 سبتمبر الماضي.