Emotions
علاقات

سألنا شباب عرب عن العاطفة الأكثر صعوبة للتعبير عنها

يلازمني الشعور بالذنب إذا أردت التعبير عن لحظات فرحي وسعادتي

كوننا أحياء هذا يفرض علينا الخوض في عواطف مختلفة، وعيش المشاعر واكتشافها، نستطيع أن نسكت أحياناً، أو نخفي مشاعرنا لكننا في الحالة الطبيعية لا نتوقف عن الشعور، إلا في الحالة التي لا نلجأ فيها لمثبطات هرمونية وكيميائية تخدرنا، وتشل عواطفنا. الخروج من حالة الاستلقاء في السرير، أو التقوقع الذاتي إلى العمل أو الجامعة أو حتى إلى موعد غرامي يعني تأجج حالة من العواطف نختبرها بشكل يومي، ونحن نحاول اكتشاف ذواتنا لندرك ما نستطيع التعايش معه، وما ننكره.

جميعنا نختبر الانتقال من مرحلة الطفولة إلى الشباب، سير العمر الطبيعي يحتم علينا تشكيل مجموعة من القواعد والمبادئ متأثرة بالمحيط، وما نعتبره صحيح أو خاطئ يحدد بحسب بيئتنا وما نكتسبه من عائلتنا ومجتمعاتنا، وهذه القواعد غالباً ما تحشر في ظلالها عواطف نحاول قمعها. كارل يونغ عالم نفس سويسري، يستخدم مصطلح "الظل" ليصف ما نخفيه، لتصبح تلك المشاعر المختبئة "عواطف الظل" والتي تؤثر علينا سواء أدركناها أم لا.

إعلان

سألنا مجموعة من الشباب العرب عن العاطفة الأصعب للتعبير عنها، عواطف الظل لنحاول أن ندركها، بدل أن تعشش في لاوعينا وتتحكم بنا.

الكراهية
"أستغرب دائماً من الأشخاص الذي يحبون طيلة الوقت، وأشعر أنني سيئة بسبب الشعور العميق الذي أكنه لوالدتي مثلاً، الطبيعي والسائد أن تحب أهلك مع أننا لا نختارهم، لكن في حالتي لا أتذكر أنني أحببتها يوماً كنت مجبورة في الاجتماعات العائلية دائماً أن أبتسم وأتبادل معها جمل تثبت أننا عائلة مثالية سعيدة، لكنني لطالما كرهتها، والتعبير عن ذلك سيكلفني اتهامات بالعقوق، والجحود، لا أحد سيفكر أنها لم تكن موجودة في حياتي، وكنت يتيمة الأم دائماً حتى بوجودها." -ريم، 24 عاماً، مصر.

الحزن
"عند وفاة عمي استغرق مني الأمر أكثر من شهر للتعبيرعن حزني، لقد كان حزني مخفياً ومبطناً، ربما بسبب العائلة، وطريقة تعاطيها مع المشاعر عموماً، لاحظت منذ زمن أنني أشبه والدي بهذا الجانب، أحب أن أشبهه بالكثير من الجوانب الأخرى لكن إخفاء الحزن جاء بالصدفة، في البداية ظننت أنه فعل رجولي، لكن الحزن لا يقتصر على الرجال فحتى أمي تخفي حزنها، ولا تتعامل معه. أشعر أن الحزن والحب أكثر المشاعر خصوصية بالنسبة لي، أحب الاحتفاظ بها لنفسي." -وائل، 30 عاماً، مهندس برمجيات، فلسطين.

الغضب
"عموماً أمتلك مشاكل في التعبير عن الغضب، تزعجني الحالة الانفعالية، والصراخ والبكاء، ربما حساسية عالية ولدتها الذكريات السيئة، لذلك أتجنب المواجهة التعبيرية، أغلب ذكرياتي عن طفولتي فيها أمي وأبي يصرخان بوجه بعض، وهذا يرهقني لدرجة أنني أكره الصوت المرتفع، ويخيفني. اليوم إذا تركت نفسي للغضب سأصبح مؤذية، وبعدها سأندم ندماً شديداً، أتكلم كلاماً قاتلاً، وبكل هدوء، بدون صراخ. فعلتها مرة واحدة مع حبيبي السابق، كنت أشعر برغبة حقيقية لإيذائه، لذلك كتبت له رسالة طويلة عن كل اللحظات التي أشعرني بها بالسوء، بعدها أًصبحت أفضّل الصمت، واستبدال الغضب بالكبت." -شام، 27 عاماً، مصممة غرافيك، سوريا.

التعاطف أو الشفقة
"ربما يفصل بين التعاطف والشفقة خيط رفيع شفاف، لا نعرف متى نتجاوز أحدهما، عندما أتعامل مع شخص مظلوم ومسكين، لا أدرك طريقة التعامل الصحيحة معه، من الصعب أن نُشعر الآخرين أنهم في موقع ضعف، وأنني أشفق عليه، لذلك أختفي وأتهرب من ملاقاتهم، أما إذا طلبت مني صديقتي أن أدعمها وهي في موقع ضعف، أبكي معها هذه طريقتي الوحيدة للتعبير." -أفين عمر، 26 عاماً، طبيبة، أربيل.

السعادة
"عانيت طويلاً مع الاكتئاب، وتعافيت بعدها، لكن بقيت نظرتي للحياة يشوبها الحزن، يلازمني الشعور بالذنب إذا أردت التعبير عن لحظات فرحي وسعادتي، أجد العالم مكان حزين، والعلاقات مأساوية لذلك أشعر أنني سأكون مؤذية إذا ما عبرت عن سعادتي بعلاقتي العاطفية المثالية، أمام الصديقات، أو حتى على إنستغرام." -سوزان العلي، 24 عاماً، طالبة، الأردن.

الغيرة
"منذ سنوات أحببت زميلي في الجامعة، وكنت أكاد أفقد عقلي من الغيرة، حتى قال لي أحد الأصدقاء الغيرة تعني إما قلة ثقة في النفس أو في الشريك، ولليوم تلازمني جملته. لا يمكنني التعبير عن الغيرة، حتى مع الأصدقاء والعائلة، لأنها بشكل ما ستؤذي صورتي التي أحب المحافظة عليها."-سمر، 31 عاماً، مترجمة، برلين.

الإحباط والخذلان
"إذا شعرت بالإحباط من شخص، هذا يعني أنني معتمد عليه بشكل من الأشكال، وهذا ما يشعرني بالأنانية، فمن الممكن أن أكون قد حملته ما يفوق طاقته. كما أن توقع الأفضل من الآخرين تجعل من سعادتي مرتبطة بأفعال خارجة عن سيطرتي، وهذا ما يفقدني الكونترول على حياتي. بعد عذاب طويل، اقتنعت، لا يمكنني السيطرة على حياتي فيما يخص المحيط، لذلك أكبح الشعور بالإحباط وأسعى لضبط توقعاتي منذ البداية." -خالد، 25 عاما، محامي، إسطنبول.

*اختار البعض أسماء مستعارة، والبعض الآخر فضّل عدم ذكر اسم العائلة.