GettyImages-1237353011

شبان يرقصون على الموسيقى في مهرجان "ساوند ستورم" ميدل بيست للموسيقى في الرياض، السعودية. 17 ديسمبر 2021.  Tasneem Alsultan/Bloomberg/ Getty Images

مهرجان

زوّار مهرجان "ساوند ستورم" في السعودية يشاركونا مشاعرهم من قلب الحدث

"كان هناك بعض المشاكل بالتنظيم لابد من منها، ولكنها لم تتمكن من إفساد ليلتي العظيمة"

كان من المفترض أن يطل علينا ميدل بيست نهاية العام الماضي كما وعدنا في 2019، ولكن يجري كوفيد- 19 بما لا يشتهي أحد. هذا الأسبوع عدنا للاحتفال في النسخة الثانية من مهرجان "ساوند ستورم" الذي ينظمه ميدل بيست، والذي جعل الجميع يفجّر طاقته المخزّنة على أرضيات الرقص وأولهم أنا. 

إعلان

احتفلنا بأربعة أيام عاصفة، 50 ساعة من الرقص المتواصل على 8 مسارح بوجود 200 فنان ودي جي عالمي وبحضور أكثر من 700 ألف زائر. قابلت الكثير من الشباب المهرجان منهم من يحضر لأول مرة، ومنهم من حضر النسخة السابقة عام ٢٠١٩.

رحمة، 30 عاماً، مديرة معرض، حضرت المهرجان بنسخته الماضية وتقول أن نسخة هذا العام أفضل: "اشتقنا للرقص والموسيقى. الأجواء هذا العام رائعة والجميع سعيد ويرقص من قلبه. الميوزك رهيبة واختيار الدي جيز لهذه السنة ممتاز. أنا هنا من أجل دي جي بالو، B K R، وكوزمي كات. حاولت قدر الإمكان التواجد في كل المسارح، وهيئت جدولي للتواجد كل الأيام. مبسوطة بشحن طاقتي والتعرف على صحبة جديدة."

تشير رحمة إن المهرجان هذا العام قام بتكثيف الجهود للتعامل مع التحرش ووضع قوانين صارمة للمتحرشين بعد أن تم الإبلاغ عن حالات تحرش في المهرجان عام ٢٠١٩، حيث قامت السلطات السعودية باعتقال 24 متهماً بالتحرش الجنسي. قام منظمو المهرجان هذا العام بتوفير فرق من المستجيبين المدربين في جميع أنحاء ساحة الحدث للتدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة في حال حدوث تحرش. وبحسب بيان من المهرجان: فإن أي شخص يتبين أنه ينتهك قواعد السلوك أو سياسة مكافحة التحرش سيتم طرده من المكان وإحالته إلى السلطات.

وقد أصدرت السعودية في العام الماضي قانونًا يجرم أعمال التحرش في البلاد، ويفرض القانون عقوبات تصل إلى السجن سنتين وغرامة 100 ألف ريال (26.6 ألف دولار)، أو بإحدى هاتين العقوبتين، ضد كل من يرتكب جريمة تحرش.

تؤكد رحمة على أن المنظمين أوجدوا مساحة ترفيهية آمنة هذا العام: "قام المنظمون بنشر الأمن بكل مكان مما جعلني أشعر بالأمان. ولكني لم أحصل على الميزات الي يفترض تواجدها لكل فئة من التذاكر كمرافق ومواقف خاصة، بالرغم من أن تذكرتي بليزر وهي أغلى من التشيزر." وطرح المهرجان عدد من المزايا بحسب نوع كل تذكرة، تذكرة البليزر والتي يبلغ سعرها 1649 ريال سعودي، تشمل دخول المهرجان لأربعة أيام وموقف سيارات مخصص ودائرة ذهبية حول المنصة الرئيسية.

إعلان

حنان، 26 عاماً، موظفة، تؤكد على كلام صديقتها وتشيد بالاهتمام المكثف لموضوع التحرش، وتضيف:" تواجدت بالنسخة الماضية وعندي خلفية عن الوضع، لقد تم التعامل جدياً مع موضوع التحرش. بشكل عام، المهرجان هذا العام أحلى بسبب التنوع الكبير بالموسيقى، أنا أعشق ديفيد غيتا وسعيدة بتواجده في السعودية."

تشير حنان كذلك إلى أنها لم تحصل على أي من الخدمات التي من المفترض أن تكون مع تذكرتها. وتقول: "لم يكن هناك أي فرق بين فئات التذاكر المختلفة. كذلك، وعلى الرغم من وضع شعارات بكل مكان عن ضرورة شربنا الماء، إلا أنه لم يتم توفيرها بشكل كافي. لم أستطع الحصول على المياه أبداً."

تركت الصديقتين في المسرح الرئيسي للاستمتاع بوقتهما، وقابلت طلال، 30 عاماً، وهو من عشاق موسيقى التكنو، والذي حضر النسخة الماضية من المهرجان: "حضرت المهرجان قبل سنتين وفعلياً ما يتفوّت، ولهذا كان يجب أن أحضر هذا العام كذلك. المهرجان هذا العام أفضل من ناحية الفنانين واختيار الدي جيز وعدد المسارح. ولكن كان هناك بعض المشاكل التنظيمية."

على الرغم من ذلك، يصر طلال على أن الأمور الإيجابية أكثر بكثير: "أحلى شي في المهرجان أن الحب مُحيط بالجميع، وهناك تقبّل لجميع الفئات، والكل سعيد وينشر الحب، وأنا كشخص ينتمي لمجتمع الميم عين، عمري ما حسيت بهالشعور بأي مكان آخر بالسعودية."

على الرغم من اتباع المهرجان كافة الإجراءات الوقائية وفحص درجة حرارة الزوار قبل الدخول لمنع إصابة أي من الحضور بفيروس كورونا، ومتحور أوميكرون، إلا أن المكان كان مزدحم جداً والمسارح المغلقة لم تتسع لعدد المتواجدين. مع صوت الموسيقى والرقص، كان من الصعب تطبيق التباعد الاجتماعي، ولكن الكثير من الحضور كانوا يرتدون الكمامات طوال الوقت.

إعلان

في طريقي إلى مسارح Underground التقيت بعزيز، 23 عاماً، الذي عبر عن مدى سعادته بالمهرجان: "أنا بآخر مراحل سعادتي، المهرجان مدهش. أصبحنا نستضيف الدي جيز العالمين والسياح من كل مكان في السعودية. الحفل مزدحم جداً والطاقة الاستيعابية للمكان مهيئة لاستقبال هذا الكم الهائل، نحن بحاجة لهذه الحفلات سنوياً، وأدعو من يشكك باهتمامنا بالموسيقى الإلكترونية بأن يلقي نظرة على عدد الزوار."

يشير عزيز إلى عدم توفّر حافلات كافية لنقل الركّاب من المواقف للمهرجان تسبب بالكثير من الفوضى. وتحت هاشتاغ تنظيم_ميدل_بيست_فاشل، شارك البعض فيديوهات على وسائل التواصل تزاحم الجماهير على ركوب الحافلات المخصصة لنقلهم للمهرجان، وقال البعض أنهم اضطروا للمشي لساعات للوصول إلى سياراتهم.

شيخة التي تزور "ساوند ستورم" لأول مرة تقول أنها ليست من محبي الموسيقى الإلكترونية، ولكنها قررت الحضور بسبب مشاركة فنانين عرب هذا العام: "أنا هنا من أجل تامر حسني، ومحمد حماقي. وعلى الرغم من أنني لست من محبي موسيقى التكنو إلا أنني أحببت الجو، الموسيقى والإضاءة والرسومات الجدارية كانت رهيبة. كان هناك بعض المشاكل بالتنظيم لابد من منها، ولكنها لم تتمكن من إفساد ليلتي العظيمة."

راكان بلوش، 27 عاماً، مصمم داخلي، خطف الأنظار بخيارات ملابسه المدهشة التي صممها بنفسه: "أنا من عشاق الفن بكافة أشكاله، وميزة الـ Rave Culture أنها تجعلنا نعبر عن أنفسنا. شخصيتي في المهرجان لا تشبه شخصيتي بالحياة الطبيعية، اخترت كوستومز متنوعة لكل يوم من أيام المهرجان. وأعجبت بالكثير من الأزياء، الكثير من الأشخاص الذين التقيتهم صمموا أزياؤهم بنفسهم."

وعن نسخة المهرجان هذا العام مقارنة بالعام الماضي، يقول راكان: "تنظيم المهرجان أفضل داخلياً هذا العام، بغض النظر عن مشاكل التنظيم الخارجية. ولكني سمعت الكثير من "لا أعلم" عند سؤالي المنظمين عن كيفية الذهاب لمكان معين. عموماً أتوقع أن يصبح ميدل بيست بضخامة مهرجان كوتشيلا للموسيقى والفنون في كاليفورنيا الذي تحوّل من مهرجان موسيقيّ إلى مهرجان موضة بالدرجة الأولى."

ماجد، 23 عاماً، موسيقيّ، قرر الاحتفال بعيد ميلاده في المهرجان، ويقول: "واو! المهرجان رهيب. ميدل بيست ليس مهرجان موسيقيّ فقط، بل هو ساحة إبراز المواهب الفنية بشتى المجالات، كالرسم، الرقص، الأزياء وأنا أحب كل هذه التفاصيل التي تسمح لنا بالتعبير عن ذاتنا. استمتعت برؤية الأزياء الجميلة والرقص مع أصحابي. نحن بحاجة دائمة لوجود مهرجانات مثل ميدل بيست."

يرى ماجد أن النسخة الماضية من المهرجان كانت أفضل تنظيمياً ولكن "تنوّع المسارح والموسيقى والفنانين، هذه السنة يغلب بالتأكيد."