كيف تتوقف عن الوقوع في غرام شخص غير متاح عاطفيًا؟

إذا كنت لا تعرف شعور الوقوع في غرام شخص غير متاح عاطفياً، فدعني أخبرك أن دوائر الحيرة والشك والغضب والحزن التي يجلبها الغرام بشخص "ليس مستعدًا لعلاقة" (أو في علاقة بالفعل) لا تستحق منك ان تفعل ذلك بنفسك أبدًا.

قد تكون هذه العلاقات مناسبة للأشخاص الذين هم أنفسهم غير قادرين على الالتزام بالعلاقة وذلك لسبب واحد؛ هو أن الانجذاب لأشخاص غير متاحين عاطفيًا يتيح لك الشعور بكل ألوان وملذات الهيام دون المخاطرة فعليًا بأي شيء أو بذل جهد لبناء علاقة. يمكن أن تشعر بالأمان لأنه، من الناحية الواقعية، لا يمكن أن يحدث شيء الآن أو مستقبلاً. وإذا حدث شيء ما، فإنه يحدث على عكس كل الاحتمالات والتوقعات المنتظرة. 

ولكن بالنسبة للغالبية من الناس، فإن الانجذاب إلى شخص من المحتمل ألا يكون له شعور مماثل يمكن أن يكون محبطًا. ويمكن أن يعزز مشاعر انعدام القيمة.

تقول عالمة النفس مارا يوسينجكو المقيمة في الفلبين: "قد نبدأ في صنع أو دعم حكايات أو قصص عن أنفسنا، حول ما إذا كنا نستحق الحب أم لا، وأضافت: "ستؤدي ملاحقة الأشخاص غير المتاحين عاطفياً إلى تعزيز هذه الدوائر."

إذا كنت تعرف كيف يبدو كل هذا، فهناك أخبار سارة وأخبار سيئة. الخبر السار هو أنه وفقًا لـ يوسينجكو، من المحتمل أنك تجذب جميع أنواع الأشخاص، وليس الأشخاص غير المتاحين عاطفيًا فقط. الأخبار السيئة هي أنك على الأرجح تميل إلى الاستجابة أكثر للأشخاص غير المتاحين عاطفيًا. 

لكن لماذا؟
تقول يوسينجكو إن واحدًا من أهم العوامل هو علاقات الناس مع القائمين على رعايتهم في مرحلة الطفولة المبكرة. تصبح هذه العلاقات نماذج لعلاقات الناس كبالغين. على سبيل المثال، إذا كانت علاقة والديك مع بعضهما البعض، أو معك، منفصلة، فمن المحتمل أن تأخذ هذا الانفصال كنموذج للعلاقات المهمة الأخرى. كشخص بالغ، سوف تبحث عن نفس النوع من الانفصال وتعتقد أنه حب.

وتضيف يوسينجكو: "إذا كان من يتولى رعايتك أو أحد الوالدين غير متاح عاطفًيا، فإن الشعور بالإهمال أو الهجر أو ربما القلق المرتبط بالوالدين أو من الشخص غير المتاح عاطفيًا هو في الواقع ما نشعر بالارتياح تجاهه." وقالت: "لذلك عندما نتواعد أو عندما نبحث عن أشخاص، أو حتى أصدقاء، فإننا نميل إلى الشعور بالأمان حتى لو كنا قلقين وخائفين وعصبيين في مثل هذه العلاقة."

قد تكون الحياة مع آباء يتدخلون بشكل أكثر من اللازم في حياة أبنائهم له نفس التأثير، فقد يجدون أنفسهم أيضًا ينجذبون إلى الأشخاص غير المتاحين عاطفياً كذلك.

بالطبع، قد لا يكون هذا خطأ والديك في كل الأحوال. قد تكون أيضًا مجرد علاقة عاطفية سيئة تحدد الطريقة التي تتعامل بها مع العلاقات الأخرى. كما أن الطريقة التي تقدم بها وسائل الإعلام الحب والعلاقات العاطفية قد تعبث بتفكيرك في بعض الأحيان.

وتشير يوسينجكو إلى المفهوم الرومانسي والشائع المتمثل في "إمكانية تغيير الناس للأفضل" أو الفكرة القائلة بأن الشخص يمكن أن يجعل أحدهم يقع بحبهم. وتضيف: "يمكن أن تخدع مثل هذه الرسائل الأشخاص في تفكيرهم في أن العلاقات مع الأشخاص غير المتاحين عاطفيًا قد يكون ناجحًا."

وأضافت يوسينجكو أن الكثير من هذه الأشياء لا يتم التفكير فيها بوعي. ويساهم هذا في الشعور بأنك محاصر في "تكرار أخطاء الماضي" أو الدخول في نفس أنواع العلاقات المحكوم عليها بالفشل.

الانجذاب إلى أولئك الأشخاص الغير المتاحين عاطفياً قد يكون أمر اعتدت عليه حتى تشعر في النهاية بالأمان - ألم مألوف بالفعل. لكن هذا لا يعني أنه لا يجب عليك فعل أي شيء حيال ذلك.

إذا بدأت في ملاحظة نمط غير صحي في الأشخاص الذين تنجذب إليهم، تنصحك يوسينجكو بإلقاء نظرة صادقة على علاقاتك السابقة - وعلى نفسك. وتشير إلى إن الانجذاب إلى الأشخاص غير المتاحين عاطفياً قد يكون انعكاسًا لما يشعر به الناس تجاه أنفسهم.

وتابعت: "في بعض الأحيان، قد تُظهر إحساسك بعدم جدارتك او استحقاقك لأن تكون محبوبًا للأشخاص الذين تواعدهم .. هذا ما تشعر به تجاه نفسك، ولهذا السبب تتسامح مع سلوكيات معينة لا يفترض أن تتسامح معها."

في أوقات أخرى، قد تكون غير متاح عاطفياً مثل الأشخاص الذين تغرم بهم. وفقًا لـ يوسينجكو، يمكن للناس أن يعتقدوا أنهم يريدون الارتباط وهم في الواقع يخافون من العلاقة الحميمية. يمكن أن يكون الانجذاب إلى شخص غير متاح عاطفيًا هو الطريقة المثالية لرفض فكرة الارتباط.

قد يكون كسر هذا النمط من العلاقات صعبًا، ويمكن أن يُعرض الناس لمخاطر جديدة وآلام غير معتادة. ولكن إذا كنت تريد فعلاً التوقف عن الانجذاب لأشخاص غير متاحين عاطفياً، تقدم يوسينجكو بعض النصائح.

يجب أن تقرر رغباتك واحتياجاتك غير قابلة للتفاوض وتحميل نفسك المسؤولية عن الالتزام بذلك. كما عليمك أن تتوقف عن التعامل مع الشخص غير المتاح عاطفياً كتحدي، وهذا يعني التوقف عن إسقاط كل الآمال الرومانسية على كل شخص تعرف أنه غير متوفر عاطفياً.

وتضيف: "اجعل نظرتك إلى الأشخاص وفقا لما يقدمونه لك وما هم عليه حقًا، وليس ما تعتقد أنهم سوف يقدمونه لك إذا نجحت "بتغييرهم.""