صور الحياة في الأحياء الفقيرة في المملكة المتحدة في الستينات

بالتعاون مع Shelter.

بسبب الانتعاش الكبير للنشاط الاجتماعي في أواخر الستينيات، أصبح نيك هيدجز مقتنعًا بأن المصورين يجب أن يعملوا على مشاريع لدعم إصلاح المجتمع وتحسينه. كان في سنته الأخيرة من دورة التصوير الفوتوغرافي في كلية برمنغهام للفنون، حيث وثق أشخاصًا يعيشون في فقر مدقع ومساكن مريعة في برمنغهام وتعرف حينها على مدير منظمة Shelter.

سافر هيدجز إلى المملكة المتحدة وزار مدنًا مثل غلاسكو وسالفورد وبرادفورد وليفربول ونيوكاسل والتقط صور لعائلات في الأحياء الفقيرة يعانون من اعتلال الصحة والعوز. حاول هيدجز بالتصوير بحساسية وجعل نفسه صغيرًا قدر الإمكان، وصور الحنان والحب والروابط التي لا يمكن لأي شيء أن يكسرها. مع مرور الوقت، شهد التغييرات المعمارية، حيث أعيد تطوير البلدات وارتفعت الأبراج في السبعينيات. ونشر هذه التجربة ضمن سلسلة صور Make Life Worth Living.

تحدثت إلى هيدجز عن عمله وكيف أن الظروف المعيشية المروعة التي وثقها في ذلك الوقت تُقارن بالفترة التي نعيشها اليوم.

VICE: ما أكثر شيء صدمك أثناء العمل على هذا المشروع؟
نيك هيدجز: كان الشعور بالعجز هو الشعور الذي شعر به الناس. كان المستأجرون والمقيمون في هذه الظروف السكنية المروعة محاصرين حرفياً. لقد اكتشفوا كل طريق وما زالوا غير قادرين على الهروب. سيُظهر لك الناس ملاحظات من الأطباء، ورسائل تقول إن الظروف الصحية التي يعانون منها بسبب السكن. كانت هناك محاولات عديدة لإدراجهم في قوائم الإسكان، ودائمًا ما كانت تُرفض بسبب النقص الهائل في المساكن الاجتماعية والمساكن المستأجرة اللائقة. عندما تكون محاصرًا على هذا النحو ولا يمكنك رؤية مخرج، مهما كانت مرونتك ، فهذا يزعجك - وله تأثير نفسي عليك.

هل سبق لك أن شاهدت الناس يتعرضون للإرهاق الشديد لدرجة أنهم أصبحوا غير قادرين على المحاولة مجدداً؟
الشيء الاستثنائي هو مدى مرونة الناس. ستجد أشخاصًا يعيشون في ظروف بائسة، ولكن أولويتهم هي إطعام أطفالهم ورعايتهم وجعلهم يشعرون بالأمان والتعبير عن الحب لهم. وقد مكنهم هذا النوع من الاستمرار في البقاء في ظروف مروعة. يبدو الأمر كما لو أنني أتحدث برومانسية، لكنني لست كذلك. أتذكر أنني قابلت عائلة في برمنغهام عندما كنت طالبًا. كانت غريتا أصغر مني بسنتين ولديها طفلان. لم أصدق مدى نضجها مقارنة بي. نظرت إلى نفسي وفكرت "لا يمكنني التعامل مع هذا." ومع ذلك، كانت هذه المرأة قادرة على أن تكون مبتهجة وتعتني بأطفالها بشكل رائع. لقد كانت تجربة جعلتني أشعر بالتواضع للغاية.

هل هناك حدث أو مشهد واحد عالق في ذهنك؟
لا يوجد شيء واحد، لأنه سيكون من الخطأ تحديد عائلة معينة. لكني أتذكر أنني قابلت السيدة موران في نيوكاسل وشعرت بمدى يأسها. كانت كاثوليكية وعلى جدار شقتها ثلاث صور. هذا كل ما لديها. أحدهما كان ملصقًا يسوعيًا للمسيح والآخر كان عبارة عن صورة صغيرة مؤطرة بشكل متقن لكلب، وهناك صورة ثالثة لطفل. سألتها عن الطفل، فقالت إنها ابنتها، ماتت قبل عشر سنوات. رؤية هذه المجموعة المكونة من ثلاث صور تجعلك تدرك ما يعيشه الناس. وهذا حركني بشكل هائل.

لقد مر ما يقرب من 50 عامًا على هذا المشروع. هل ما زلت تفكر في هؤلاء الناس؟
عندما احتفلت منظمة Shelter بعيدها الخمسين قبل بضع سنوات، اتصل شخص ما في المؤسسة الخيرية ببعض الأطفال الذين ظهروا في الصور، والتقيت بأشخاص كنت قد صورتهم عندما كانوا في السادسة أو السابعة. كانوا في الخمسينيات من العمر عندما التقينا مرة أخرى. تذكرتني امرأة في غلاسكو، وأتذكر أنني تحدثت مع رجل من مانشستر خلال حضور حفل تأبين وتذكرني وأنا أصوره. التفت نحوي وقال "لم نفكر في أنفسنا على أننا نعيش في فقر. لم نفهم أننا محرومون. وفقط عندما كبرنا بدأنا ندرك الاختلافات. كانت طفولتنا، إلى حد كبير، مثل أي شخص آخر."

عاش معظم الناس حياة ناجحة نسبيًا. لقد انتشلوا أنفسهم. لكن سيكون من الخطأ تعميم ذلك، لأنه ماذا عن مئات الآلاف من العائلات التي لا نعرف عنها شيئًا؟ التقيت فقط أولئك الذين نجوا.

مع مرور الوقت هل لاحظت تغير خطط الإسكان الاجتماعي؟
ما تغير هو أن الممتلكات المادية والإهمال الجسيم للمساكن التي كانت موجودة في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات قد اختفت في الغالب. لقد تغير مظهر الفقر، لكن الضغوط على الناس هي نفسها تمامًا. لديك أناس يعيشون في مساكن غير لائقة تمامًا، لكن الفقر لا يظهر دائمًا في الصورة. الاكتظاظ وانعدام الأمن والإيجارات الباهظة، وحقيقة أنك لا تعرف ما إذا كنت ستعيش هنا لمدة أسبوع أو شهر آخر. كل هذه الأشياء مخفية. ولكنه هذه التفاصيل لا يمكن تصويرها بالكاميرا.

تم تحرير هذه المقابلة من أجل الطول والوضوح. شاهد المزيد من الصور أدناه.