فيروس كورونا

البلد الذي يبذل أقصى جهده لتطعيم اللاجئين ضد فيروس كورونا

الأردن أول دولة في العالم تُدرج اللاجئين في عملية التلقيح الأولية
MN
إعداد Meera Navlakha
Syrian refugees receive free Jordanian government COVID-19 vaccines with a UNHCR facilitating process at the first worldwide Covid-19 vaccination centre in a refugees camp on February 16, 2021​.
لاجئ سوري يتلقى لقاحًا مجانيًا من الحكومة الأردنية ضد فيروس كورونا. الصورة: جوردان بيكس / جيتي إيماجيس

بينما تركز معظم البلدان في العالم على تطعيم سكانها ضد فيروس كوفيد-١٩، يقود الأردن الطريق في إعطاء اللقاح لبعض أكثر الفئات ضعفاً: اللاجئين وطالبي اللجوء.

الزعتري، الذي تأسس عام 2012، هو مخيم للاجئين في الأردن يقطنه 80 ألف لاجئ، مما يجعله يعادل رابع أكبر مدينة في البلاد. ومن المعروف أيضًا أنه أكبر مخيم للاجئين في الشرق الأوسط وثاني أكبر مخيم في العالم. في يناير، أطلقت وزارة الصحة الأردنية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أول مركز لتطعيم للاجئين في العالم. وتم تحديد هدف لتقديم 50 لقاحًا يوميًا.

إعلان

الحكومة الأردنية ملتزمة بهذا الهدف على الرغم من محدودية موارد البلاد وجرعات اللقاحات. لا يزال الأردن بعيدًا عن الحصول على جرعات كافية لتطعيم جميع سكانه البالغ عددهم 10.5 مليون نسمة. في نهاية الأسبوع الماضي، كان لدى البلاد 37،790 حالة نشطة من الإصابة بالفيروس.

ويقول فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لـ VICE World News أن تعامل الأردن مع لقاح فيروس كورونا يظهر "قيادةً وتضامنًا نموذجيين." فقد أدرجت الدولة اللاجئين في خطتها الوطنية للاستجابة منذ بداية الوباء وسمحت لأي فرد على الأراضي الأردنية بأن يكون مؤهلاً لتلقي اللقاح. ويحث غراندي كل دولة على أن تحذو حذو الأردن وأن تشمل اللاجئين في جهود التطعيم الخاصة بهم.

حددت الحكومة الأردنية 74 مركزًا لتوزيع اللقاح بما في ذلك مخيمي الزعتري والأزرق، والذي يشكل السوريين الذين فروا من جحيم الحرب في بلدهم، معظم سكانه. تأسس مخيم الأزرق في عام 2014 بعد أن أوشك مخيم الزعتري على بلوغ طاقته الكاملة. يستوعب مخيم الأزرق ما يقرب من 40،000 لاجئ.

وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هناك أكثر من 655،000 لاجئ في الأردن، يمثلون 10٪ من سكان الأردن. ما يقرب من 80 في المئة من اللاجئين يقيمون خارج المخيمات وحوالي 93 في المئة يعيشون تحت خط الفقر.

إعلان

تم تأكيد أول حالة إصابة بالفيروس في مخيم للاجئين في الأزرق في سبتمبر 2020. ومنذ ذلك الحين، ثبتت إصابة 1،928 لاجئًا بالفيروس. تعد حالات الإصابة بالفيروس داخل المخيمات أقل بكثير مقارنة بحالات عامة السكان في الأردن، حيث اصيب 1.6 بالمئة من سكان المخيمات بالفيروس.

تدعم المفوضية والهيئة الطبية الدولية (IMC) وزارة الصحة الأردنية التي تعتبر المسؤولة عن إعطاء اللقاح فعليًا. وتقول كلارا لونج، مسؤولة الإعلام والاتصالات في IMC إن دورهم على الأرض في مخيمات الأردن، يتمثل أساسًا في تسهيل البرامج الصحية بما في ذلك تسجيل اللاجئين لأخذ اللقاح وتقديم الفحوصات الطبية قبل التطعيم ونقل اللاجئين إلى مركز التطعيم، وتقديم استشارات متابعة لمن يتلقون اللقاح.

الدكتور أحمد الزغول، المنسق الطبي في IMC يقول أن هناك الكثير من القلق والخوف داخل المخيمات منذ بداية الوباء: "لقد بذلت الحكومة الأردنية جهودًا كبيرة من خلال التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي والإذاعة لإطلاع الناس على الوضع، وبصفتنا الشريك الصحي الرئيسي، فقد قدمنا ​​جلسات توعية وتثقيف خلال زيارات المخيمات."

كما هو الحال مع معظم خطط طرح اللقاحات، حددت السلطات الأردنية الأشخاص الأكثر احتياجًا. ويقول الدكتور الزغول: "بدأت المرحلة الأولى مع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والذين لديهم عوامل مخاطر صحية عالية." في الزعتري، تم تحديد 240 شخصًا كأولوية أولى للقاح، بينما في الأزرق، يبلغ العدد حاليًا 15 فقط.

ومنذ بداية الوباء، شهد عدد استشارات الصحة النفسية العامة داخل المخيمات زيادة حادة. لمكافحة مخاوف الصحة النفسية المتزايدة المرتبطة بالوباء، عملت الهيئة الطبية الدولية مع وزارة الصحة وجمعية الأطباء النفسيين الأردنية لإنشاء خطوط ساخنة للدعم النفسي والاجتماعي. توفر الخطوط الساخنة إجابات لأولئك الذين لديهم أسئلة حول الوباء، مما يضمن أن اللاجئين داخل المخيمات على دراية بأي مخاطر أو أعراض مرتبطة بالفيروس. يعمل هذا الخط 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع.

يقول الدكتور زغول لـ VICE أن إحدى مهام IMC المستمرة هي استهداف المعلومات الخاطئة وزيادة الوعي حول أهمية أخذ اللقاح، ويضيف: "لقد أثرت وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة ما على رد الفعل العام للقاح. يعتقد البعض أنه مرض "سهل"  ولا يحتاج إلى لقاح. لقد استهدفنا كل هذه المفاهيم الخاطئة."

قد يكون الأردن أول دولة تُدرج اللاجئين في عملية التطعيم الأولية، لكن هناك دول أخرى تعهدت بالقيام بنفس الشيء. لبنان وكينيا من بين الدول التي أعلنت أن اللاجئين سيكونون جزءًا من جهود التطعيم في بلدانهم.