القلب المكسور

ماذا أفعل مع زوجي الذي أشمئز منه؟ وكيف أتخلص من رغبتي في إيذاء غيري؟ نصائح من القلب المكسور

الحياة غير عادلة، لا تنتظر تتمة مرضية ولا نهاية سعيدة
Heartbroken١٠

أحب صديقتي، لكن أخاف أقول لها وما تبادلني الشعور، ويصير الوضع بيننا awkward.. إيش الحل؟
الحب من طرف واحد أحد أقسى المشاعر والخبرات التي قد نمر بها، فما أصعب أن تكن شعورًا نحو شخص لا يشعر بك، والأسوأ أن يشعر ولكنه يتجاهل مشاعرك، وأسوأ من كليهما أن يستغلك بأي وسيلة كانت، عاطفية أو جنسية أو مادية، لكن الأصعب من كل هذا هو أن تقع في حب صديق/ة ي/تهتم بها، وتكون معلقًا بين السماء والأرض، لا يمكنك التوقف عن حبها، ولا يمكنك التقدم كي لا تخسرها.. الحب من طرف واحد لعنة. الوقوع في حب صديق/ة يحمل دائمًا مخاطر الخسارة، لأنك تغامر بإحدى خسارتين، إما أن تصارحها بحبك وتكتشف أنها لا تبادلك المشاعر، فينكسر قلبك، وبعدها قد لا تعود الأمور كما كانت، إمَّا لأنك ستشعر بالرفض والجرح، وتختار الابتعاد عنها لتداوي مشاعرك، أو تتعامل هي بحساسية وشعور بالذنب لأنها كسرت قلبك، وعندها سيشعر كلاكما بعدم راحة قد يتسبب في فراقكما وهذا هو السيناريو الأول الذي يخيفك.

إعلان

لكن هناك سيناريو آخر لا يقل خطورة، هو أن تصمت وتضحي بمشاعرك كحبيب وتظل صديقًا لها، لكن في هذه الحالة سيتعين عليك أن تشعر بالألم في كل مرة تجلس جوارها وتكبح كلمة "أحبك" وستظل تتساءل "ماذا لو كنت قد أخبرتها؟ هل كان الوضع ليتغير؟" سيظل السؤال معلقًا في حياتك إلى الأبد بلا إجابة، وستظل تنظر دائمًا للخلف، وهذا سيناريو أشد قسوة بكثير من الأول.

كيف نحسم قراراتنا عندما نُخيَّر بين أمرين قاسيين؟ الإجابة هي أن نفكّر في أسوأ عواقب القرارين، ونختار ما نستطيع تحمله. كل القرارات التي نتخذها قد تسبب لنا لاحقًا الندم، ولا يمكننا تجنب الندم في جميع الأحوال، فإذا وضعت في اختيار بين ندمين، اختر النوع "الصحيح" من الندم، النوع الذي يمكنك أن تحيا معه. أسوأ عواقب السيناريو الأول هو شعوركما بعدم الراحة الذي قد يكسر صداقتكما، لكن السيناريو الثاني كذلك لا يعدك بحفظ هذه الصداقة. لهذا، فكّر في مصارحتها، أو حتى التلميح لمعرفة رأيها في فكرة الارتباط بصديق، وعندها قدّر الموقف واختر. دعني أطمئنك بأنه إذا كانت صداقتكما قوية حقًّا فسوف تصمد، سوف تتحدثان وتتواصلان بصراحة، ويحترم كل منكما مشاعر الآخر، حتى في حالة الرفض. أمَّا إذا عاملتك بشكل غير مريح، أو وجدت مشاعرك تتغير سلبيًّا نحوها إذا رفضتك -في أسوأ الأحوال- عندها يمكنك بدء رحلة التجاوز والتعافي، وتفتح قلبك لحب جديد.

أنا متزوجة من سنة وحتى الآن لا أتقبل  زوجي، ولا يمكنني تخيل أن هذا الشخص سوف يستمر معي لآخر العمر، وكل أحلامي وطموحاتي قائمة على الابتعاد عنه.. لا أتقبل مغازلاته، أو أي كلمة أو تصرف منه، ودائما أنظر إليه من منظور سلبي يجعلني أشمئز.. ما الحل؟
أشعر بالأسف لمرورك بهذه التجربة الصعبة. لا شيء أسوأ من إحساس النفور، قد يقول البعض إن الكراهية أو الغضب أسوأ، لكن النفور في الحقيقة هو الأصعب، لأنه يضع حاجزًا لا يمكن هدمه بسهولة مع الطرف الآخر.

إعلان

أنتِ لم توضحي كثيرًا من التفاصيل المهمة، والتي تعين القلب المكسور على مساعدتك، لهذا سنفكر في شعور النفور من زاوية واسعة. مبدئيًّا أنتِ لم توضحي متى بدأ لديك هذا الشعور بالنفور والاشمئزاز؟ هل حدث قبل الزواج أم بعده؟ هل تزوجتِ برغبتكِ؟ هل أحببتِ زوجكِ يومًا ثم تغيرت مشاعرك، أم كان زواجًا تقليديًّا؟ هل تشعرين بالاشمئزاز من تصرفاتٍ معينة، أو ممارسات معينة، أو طريقة تفكير لا تناسبك؟ لديكِ كل الحق في مشاعرك أيًّا كانت، ولكِ الحق في الخروج من علاقتك إذا لم تكن مريحة ومرضية لكِ، لكن.. ربما علينا محاولة تحسين الوضع وحل المشكلة أولاً، حتى تتخذي قرارًا واعيًا دون أي احتمالات للندم.

هناك سيناريو قابل للإصلاح، سواء إذا كنت أحببتِ زوجك قبل الزواج أو تزوجته دون حب متوقعة أن المشاعر ستولد بعد الزواج فالحل مبدئياً هو الحديث مع الطرف الآخر، من غير العدل أن يكون الطرف الآخر غير واعٍ لمشاعرك. تحدثي معه، أخبريه عمَّا يضايقك وينفرك، لعله يعمل على إصلاح الأمر ويحاول تغيير بعض التصرفات التي تضايقك وتنفرك منه.

إن كنت قد تزوجته ضد رغبتك لأي سبب كان، وتعجزين عن تقبله حتى بعد عام من الزواج، فمن الصعب أن تتغير مشاعرك نحوه، وعندها عليك إعادة تقييم العلاقة بجدية، وتقييم قدرتك على الاستمرار فيها، وتتخذي قرارات حاسمة في سبيل سعادتك. إذا كانت أفكارك ومشاعرك ترهقك فربما التحدث مع مشير نفسي أو طبيب يساعدك على ترتيب ذهنك، وربما يقودك لمعرفة المزيد عن أسباب هذا النفور، وما أنتِ بحاجة إليه حقًّا.

كيف أتخلص من شعوري بعدم العدل والإنصاف لما أشوف الناس اللي آذوني بحالة فرح وسرور؟ بحس إنه لازم أنغص عليهم اللحظة الحلوة تحت أي ظرف من الظروف، بس بنفس الوقت مبادئي ما بتسمحلي، شو أعمل؟
التزم بمبادئك.. اثبت مكانك. عندما نتعرض للألم والجرح من شخص ما، ننتظر انتقامًا، أو عدالة ترد لنا اعتبارنا. لقد تربينا على هذا منذ كنا أطفالاً، أن الشرير سيموت في نهاية الفيلم، أن الشخص المؤذي سيعود معتذرًا، وأن الحياة ستناصرنا يومًا ما. ولكن كل هذا كلام فارغ. الشرير قد يعيش لمئة عام ويدفن الأخيار وأحفادهم، ويبقى ليستمتع بغنائم الأذى عمرًا كاملاً. الحياة غير عادلة يا صديقي، تقبل هذا، ولا تنتظر تتمة مرضية ولا نهاية سعيدة.

عندما نتعرض للأذى، أو نخسر علاقة ما، نركز على انتظار ما سيحدث لمن آذونا.. نترقب حزنهم، وانقلاب الأمور عليهم، واللحظة التي سيدركون فيها ما فقدوه عندما فرطوا فينا. خلال كل هذا ننسى الشيء الأهم، وهو أن نركز على تعافينا نحن، ننسى أن نجلس مع أنفسنا لنصارح أنفسنا بـ"لماذا نتألم إلى هذا الحد؟" ونعرف حجم الضرر الذي أصبنا به، ومن ثمَّ نبدأ في إصلاحه.. إصلاح الضرر يبدأ بفهم سببه، وعندها نتعلم ما يجعلنا حصينين أمام استغلال مشاعرنا مستقبلاً، ونركز على التخلص من الأشخاص المؤذيين من حياتنا، و"بلوك بلوك بلوك" من جميع وسائل التواصل، ونستقبل عالمًا جديدًا بدونهم. إذا أردت أن تواجههم قبل هذا، افعل، إذا أردت إخبارهم كم آذوك وخذلوك وأساءوا لك، افعل.. لكن لا تفعل هذا بغرض أن تؤذيهم، بل بغرض التخلص مما يؤذيك، لتقول الكلمة الأخيرة، وتغلق هذا الباب للأبد.

لن أخبرك أن العدالة الإلهية أو الكارما ستنتقم لك، ولا أن كل مؤذي سيأخذ جزاءه. ليس هناك ضمان لهذا، لهذا عليك أن تركز على نفسك لا عليهم، على تصليح الضرر الذي أصابك، لا إحداث ضرر مماثل لآخرين. التسبب بالأذى لن يشفيك مما تشعر به من ألم، بالعكس، قد يتفاقم ألمك بسبب تأنيب الضمير، ولو استمتعت بإحداث الأذى فقد شوهت نفسك بشكل سيغيرك للأبد، لتتحول في يومٍ ما إلى الشخص المسيء الذي يسعى آخرون للانتقام منه. لا تفعل هذا بنفسك، لأنك ستعيش حياة ثقيلة ومشوهة. ركز على تعافيك، واحصل على المساعدة الطبية النفسية لتتغلب على ألمك إذا احتجت لهذا. عندما تصل إلى مرحلة ألا تبالي بمن فعل ماذا في الماضي، أن تلقي كل من عرفت من المؤذيين عن كاهلك ولا تبالي بهم نهائيًّا، عندها يكون شفاؤك قد اكتمل، وستكون حرًّا أخيرًا، وهذه هي النهاية السعيدة حقًّا.

كل الحب والحرية،