كأس العالم

فليكر

FYI.

This story is over 5 years old.

كأس العالم 2018

5 نصائح للشباب متابعي كأس العالم

حقيقة أننا كنساء نعرف أو لا نعرف تفاصيل لعبة كرة القدم، لا تعني شيئاً في الواقع

ستكون عيون العالم بأجمعها على روسيا التي تستضيف كأس العالم لهذه السنة وعلى كل الفرق التي تأهّلت رغم التحديات والصعاب. يكاد الحماس في العالم العربي أن يكون ملموس مع تأهل أربع فرق عربية وهي السعودية، مصر، المغرب وتونس. كما أن خبر مشاركة النجم المصري محمد صلاح في المباريات بعد اصابته في كتفه زاد من الاثارة عند المشجعين ومحبي هذه اللعبة. لكن في لبنان عيون الناس كانت على تويتر مع ظهور هاشتاغ نصيحة_للبنات_قبل_المونديال التي سرعان ما أدت الى ظهور "هاشتاغ مضاد" وهي نصيحة_للشباب_قبل_المونديال/ نصيحة_للرجال_قبل_المونديال.

بدأ أول هاشتاغ بعد أن قرر مجموعة من الشباب نشر بعض النصائح للنساء عن كيفية مشاهدة مباريات كأس العام بحضورهم. تتراوح هذه النصائح من عدم طرح أسئلة تعد بنظرهم "غبية" والتعليق على جمال اللاعبين إلى عدم الكلام نهائياً. ولعل أبرز "نصيحة" كانت استعمال كاريكاتير لفتاة ومطبخ "لشرح شو يعني تسلل" كما علق أحد المغردين.

إعلان

ربما أغرب شيء عن ظهور هذه الهاشتاغ هو مشاركة العديد من النساء بتقديم النصائح لبنات آخرين - نصائح تقع في خانة الذكورية والتمييز الجندري والإساءة للنساء. لكن، بما أن هؤلاء الرجال والبعض من النساء قرروا تقديم بعض النصائح الغير مرغوب فيها، قررنا نحن أيضاً أن نقدم بعض النصائح البسيطة والمهمة -جداً:

مكان النساء- كل مكان
لا تفكر، أو تتكلم أو تمزح، أو تضحك في أي عبارة تتضمن "مكان المرأة المطبخ." أولاً، قول ذلك يجعلك تبدو غبياً. ثانياً وثالثاً، قول ذلك يجعلك تبدو غبياً. بعض النساء يحببن المطبخ، والطبخ وهذا لا يقلل منهن بأي شكل من الاشكال، أبداً، المطبخ قد يكون مكاناً مناسباً للدراسة، للقراءة بصوت عال، للأكل وشرب القهوة، للاستماع للراديو، أو لمشاهدة مباراة كرة قدم.

المطبخ لا يزعجنا كنساء (بدون تعميم) ولكن إعتبار أن وجودنا بالمطبخ يعني أنه مكاننا هناك فقط، هو مجرد كلام جاهل، تم اعادة تكريره من قبل الكثير، بحيث أصبحت وكأنها حقيقة. المرأة لا يحدها مكان واحد. ورأيك كرجل في مكانها "المفترض" ببساطة غير مهم. لا تعيد تكرار هكذا جمل، الا اذا كنت جاهزاً لإستقبال رد أقوى من النساء الموجودات.

1528979088752-IMG_4408

الأمر أكثر من مجرد مزحة
وضع الإيموجي الضاحك أو وصف ما ورد بالهاشتاغ "كمزحة ومش اكتر" لا يغير ما هو عليه: هذه النكت ذكوريّة ومتحيزة ضد المرأة. وكلّا، القول أن لطالما كانت هذه النكت موجودة لا يساعد أبداً، فمنذ بضعة سنين كان من المسموح بالنكت العنصرية المسيئة لأشخاص من عروق مختلفة لكن العالم تغير وعليك أن تتغير معه. استعمال رسمة مطبخ لتفسير فكرة للنساء ليست مضحكة (أو فريدة من نوعها)، الاصرار على عدم "ازعاج" الشاب بأسئلة يراها "غبية" لأن فتاة تطرحها ليس مضحكاً، والافتراض أن جميع البنات "ما بيفهموا بالفوتبول" ليس مضحكاً وغير صحيح وذكوري ونمطي أيضاً.

إعلان

كل هذه "النكت" تسيء للمرأة وتعود بنا الى زمن يفترض أنه ورائنا عندما كان يتم النظر للمرأة كشخصية ثانوية وتحتاج الى ارشاد من الرجل. النساء لا تحتاج الى أن نصيحة من الرجل، نقطة. وحقيقة أننا نعرف أو لا نعرف تفاصيل لعبة كرة القدم، لا تعني شيئاً في الواقع (هي لعبة صممت في الأصل من قبل رجال، للاعبين ومشاهدين رجال). حقيقة أن البعض اعتبروا أنها "أعظم لعبة في العالم" لأسباب مختلفة، لا تعني أنها كذلك. وهذا الرأي لا يشمل المرأة فقط.

1528979616859-IMG_1850
1528980253881-IMG_4407-1

أنتو مش خبراء
هذا الكلام ليس موجه للاعبي كرة القدم والمدربين وصحفيو الرياضة والذين يُعتبرون بالفعل خبراء فوتبول، إنما هو لباقي الشباب الذين، رغم إصرارهم ادعاءاتهم، فهم لا يعرفون كل تفاصيل هذه اللعبة. تشجيعك لفريق معين لا يجعل منك محللاً رياضياً. أنت لست خبيراً، أنت فقط متعصب لفريق بلد آخر. إن قامت أحداهن بسؤالك عن اسم لاعب ما أو لماذا لم يحتسب هدف معين هذا ليس أحد علامات نهاية العام، انه مجرد سؤال. وهو سؤال على الأرجح سألته انت لشخص آخر في الماضي وربما في المستقبل القريب ستقوم أنت بطرح سؤال على غيرك. وهدف السؤال ليس لإزعاجك -ربما قليلاً.

1528979767381-IMG_1849-1

الفتيات يشاهدن الرياضة أيضاً
Surprise هناك نساء يعشقن الرياضة ويتابعن كرة القدم وكأس العالم عن كثب. ليس لأنهن يردن "رضاكم" أو اثبات شيء ما لاصدقائهم الرجال أو ليكونوا جزءً من عالم الرجال المغلق، السبب أبسط من ذلك، هن يتابعن كأس العالم لأنهن فقط يحبون هذا الرياضة، تماماً كما هناك فتيات لا يكترثن بها.

هناك أيضاً شباب لا يكترثون بالفوتبول من الاصل، ولكن عندما يقررون مشاهدة المباراة لا يخضعون للتحقيق عن نواياهم وأسباب المشاهدة ومدى معرفتهم بتفاصيل اللعبة والفرق المشاركة. بعض النسويات يرين أن هناك ضرورة لمقاطعة هذه اللعبة "الذكورية" أنا لا أوافقهم بذلك.على العكس، أرى أن حضور ومشاركة النساء بكرة القدم وكأس العالم يكسر دائرة sexism. الحل ليس بترك الساحة لهم، المشكلة ليست بالمرأة، المشكلة هي بالنظرة "الغلط" عن المرأة. هناك كرة قدم نسائية تضم بعضاً من أفضل اللاعبين/ات في العالم، عدم حضورها بكثافة كرة القدم الرجالية لا تلغي وجودها، بل تؤكد على أن النمطية لا تزال موجودة.

إعلان
1528979816218-IMG_1852

الفوتبول أكبر من أرائك ونكتك الذكورية
يجتمع الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، من خلفيات وجنسيات مختلفة، من أجل كرة القدم وهناك سبب لذلك: في مباراة واحدة يمكننا أن نرى أمة بأكملها تبكي أو تبتهج - كما حصل مع محمد صلاح والعالم العربي بأجمعه. هذه الرياضة تجمع الناس وتعطيهم فسحة للهروب من واقعهم مهما كان. إنها أكبر من الحياة. وإذا كان سؤال من قبل امرأة في حياتك سيخرب يومك أو اللعبة بالنسبة لك، فربما أنت المشكلة وليس هي.

بالنهاية، سأترككم بتغريدة من حساب "موتورة" الشهير والتي اختارت التعليق على الهاشتاغ بهذه الكلمات الحكيمة.

1528979873469-IMG_1845