ماذا نعني عندما نتحدث عن الهوية الخليجية؟ وهل هناك أصلاً إجابة واحدة؟ الكتاب الأول المختصر: “مقالات مصورة عن الخليجية” يحاول الإجابة عن هذا السؤال من خلال أعمال 16 مصوراً فوتوغرافيا مختاراً من منطقة الخليج. هذا الكتاب هو الإصدار الأول من دار سوالف للنشر، منظمة ثقافية مستقلة في أبوظبي، تسعى لبناء مجتمع محلي وعلاقات بين أولئك القاطنين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال المشاركة بين الفن والأدب عن طريق نشر كتب ومجلات، والمشاركة في صالات العرض واستضافة المعارض وتيسير محادثات من خلال أوساط متنوعة.
“جوهر سوالف متمثل في شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. نريد المساعدة في تسهيل الانتقال من المشاعر غير الرسمية للهواة فيما يتعلق بالفن والأدب إلى مساعي مهنية حقيقية وأنماط حياة داخل هذه الصناعات. نعتقد أن كل شخص لديه سرد جاهز للتحليل. كل ما يحتاجه الشباب هو منصة ليشاركوا عليها قصصهم، وهنا يأتي دور سوالف،” يقول سالم السويدي، المؤسس ورئيس التحرير لسوالف في مقابلة مع VICE عربية.
Videos by VICE
“مقالات مصورة عن الخليجية” لن يكون كتاباً في شكل مادي فقط بل سيتم إقامة معرض لأعمال الفنانين المشاركين وسيتم كذلك إطلاق بودكاست “شو السالفة” حيث سيركز الموسم الأول على الكتاب الأول، حيث تكون كل حلقة محادثة مع مصور من الكتاب حول عمله وتعلقه بالخليجية.
تحدثت مع السويدي عن هذا الكتاب وعملية اختيار الصور:
VICE عربية: ما هو تعريفك “للخليجية”؟ سالم السويدي: سأعتبر الخليجية حركة وليست وجهة نهائية. إن محاولة إملاء ماهية الهوية بشكل كامل ومطلق وما تعنيه يكاد أن يكون أمراً مستدعياً للمشاكل خاصة عندما يكون شيئاً تحولياً وناشئاً كالهوية الخليجية. سواء كان ذلك يعني استبعاد بعض الروايات أو التركيز أكثر من اللازم على روايات أخرى. فإن الخليجية تحتوي كل شيء بدءاً من الجنس والطبقة الاجتماعية والعرق والدين حتى الخبرات والتفضيلات والأفكار والتغييرات. إنها هيكل قد يدخله المرء ويخرج منه، وقد يعيش في قلبه أو في محيطه، فهو ليس محدوداً، ولكنه مرناً. الخليجية هي تراكم التجارب التي حدثت في فضاءات الخليج وتلك التي تحدث خارجه. كل منا يختبر خليجه.
**كل منا يختبر خليجه، ولكن لا بد أن هناك شيء مشترك. ما الذي تضمنه موجز العمل الذي قدمته للمصورين ليخرجوا بهذه الصور؟
**الموجز الذي قدمته للمصورين كان حول تفكيرهم بما داخلهم من أفكار في السياق الذي يعيشون فيه. كان كل مصور منحدر من خلفية مختلفة، من الناحيتين الاجتماعية والجنسية، لكن كان لديهم جميعاً قواسم مشتركة داخل حدود دول مجلس التعاون الخليجي. لقد قدمت لهم تصوري لمفهومي عن الخليجية، وما أعنيه من خلال نهج ما بعد الهوية هذا هو المحاولة لإعادة هيكلة التجربة الخليجية، وطلبت منهم ببساطة مشاركة قصصهم الشخصية، وليس سرداً يعتقدون بأن الكثيرين سيرتبطون به أو سرداً لتحديد الهوية من خلاله، ولكن مشاركة تجربتهم الشخصية فقط.
“مقالات مصورة عن الخليجية” يمثل أرضية تلاقِ للأفكار الذهنية والثقافية حول ما ينطوي على التجربة الخليجية للخروج بجيل جديد لمجتمعنا. الهوية (الشكل) التي يتم تجديدها أو إعادة تشكيلها باستمرار هو أمر مثير للبعض ومخيف للبعض الآخر. نحن نهدف إلى طرح تساؤلات حول الشرعية المعرِّفة للهوية الخليجية وكل ما هو مرتبط بأفكار الجنسية والانتماء والجنس والطاقة والسياسة الاجتماعية والاقتصادية والجغرافيا والهوية الذاتية. نحن نختصر حاضرنا ليتم النظر إليه كما لو أنه الماضي مع ترك مساحة فيه لمستقبلنا.
**كيف كانت عملية اختيار الصور النهائية لتضمينها في الكتاب الأول المختصر (Encapsulated Volume 1)، أعني العملية برمتها، ما الذي ركزت عليه في كل مقال مصور؟
**اخترت العمل بناءً على الفرد نفسه أكثر من أعماله الفوتوغرافية؛ لأنني كنت أدرك أنه إذا أتيحت لي الفرصة لمشاركة وجهات نظره حول هذه المفاهيم التي تحمل رأياً وكان مسموحاً له بمشاركة وجهات نظره، فإنه يمكن للناس أن يستمعوا لوجهات النظر هذه ومن ثم يديروا ظهورهم. كانت هناك موضوعات أردت التأكيد عليها، مثل النظام الأبوي، والحرية، والتعبير، والطبقة الاجتماعية، والجنسية، والقبلية، والازدواجية، والذكورة، والإدماج والإقصاء، واخترت المصورين بناءً على تلك الموضوعات الموجودة في أعمالهم. وكتب كل مصور مقاله الخاص.
كان هذا تحدياً لأن العديد من الفنانين عادة لا يكتبون عن أعمالهم، ولكن هذا الأمر حفزهم حقاً على التفكير بشكل جوهري في أنفسهم وهويتهم. أدى ذلك إلى إخراج قصص وروايات شخصية مثيرة للاهتمام. ولتجميعهم سوياً، قمت أنا ومحررة الكتابة الإبداعية في سوالف بكتابة تعليق على كل سلسلة صور ومقالات. لقط ربط هذا التعليق بين رواياتهم الشخصية وعملهم، وتحليلها من خلال عدسة ناقدة، وقدم انتقادات للهوية، واستكشف الخليجية في نهج رسمي، وربط مقالات مختلفة ببعضها البعض.
**ما هي أهم الأشياء التي اكتشفتها أو التي لم تعرفها عن الخليجية بعد العمل في هذا المشروع؟
**ما اكتشفته بعد العمل في هذا المشروع هو حجم الناس في الخليج الذين كانوا يفكرون جميعاً في هوياتهم في آن واحد. بالنسبة لي كانت تجربة منفصلة للغاية من التساؤل دائماً حول كيف كنت خليجياً، ولكن رؤية الفنانين يواجهون تحدياً في التعامل مع مثل هذا المفهوم ورد فعل الجمهور من خلال إجراء محادثات حول الهوية الخليجية هو ما أثارني.
لقد لاحظت أنه في كثير من الأحيان يكون لدى الناس الكثير من الأشياء التي يريدون التعبير عنها وطرحها خارجاً، لكنهم لا يحظون بفرصة فعل ذلك كثيراً في منطقتنا. لقد تخلصت من الخوف من عدم التحدث علانيةً وكبح آرائي وأفكاري. إن تصور هذه الحركة الخليجية قد حفز حقاً ثقافة نقد أنفسنا ومجتمعنا وبنيتنا التي نعيش فيها، وهذا مثير جداً بالنسبة لي. قد يكون تحدي الطريقة التي يفكر بها الناس وخاصة الثقافة أمراً مثيراً للقلق، ولكن من المفيد جداً أن يبدأ الناس في الاتصال والتغيير والتعاون في الأفكار والمعتقدات والممارسات. الناس متعطشين لأن يتم السماع إليهم، وقد غذى هذا المشروع رغبتي في الاستمرار في منح الناس فرصة للمشاركة.
بالتالي بعض الصور المختارة من الكتاب: