تحت عنوان “تضامن عابر للحدود” أعلنت نسويّات وجمعيّات تعنى بحقوق المرأة يوم 6 يوليو يوماً للإضراب النسائي العام تحت هاشتاغ إضراب_نسائي_عام احتجاجًا على جرائم قتل أكثر من ثماني نساء، في الفترة الممتدة بين 24 و30 يونيو الماضي من بينها جريمة قتل نيرة أشرف وشيماء جلال في مصر، وإيمان أرشيد في الأردن، ولبنى منصور في الإمارات وغيرهن.
**لماذا هذا الإضراب؟
**مع استمرار مسلسل قتل النساء، نحن بحاجة للاستجابة لهذه الحوادث على الأرض، وبشكل أكثر تأثيراً من التضامن عبر البوستات والتغريدات، على أهميتها بالطبع. نحن نُدرك أن التغيير لن يأتي على أيدي “النخب” السياسية إنما عن طريق الإجراءات الجماعية المنظمة للحركات النسوية والشعبية.
Videos by VICE
ما يحدث كل عام هو التالي: تُقتل مجموعة من النساء، تصل قضايا بعضهن للإعلام، تتحول إلى قضايا رأي عام، تظهر الجهات المعنية اهتماماً أكبر بالقضية ومتابعتها، تلاحق المجرم وتنزل به عقوبة صارمة، نهلل للعدالة وننسى، يلهينا “ترند” جديد عن مطرب ما أو خلاف بين فنانين..ثم ماذا؟ تموت امرأة جديدة، ونعيد ذات الكرة، كل عام، كل عام ينطلق هاشتاغ حق_() تتبدل الأسماء فقط، وهذا إن دل على شيء، فيدل على أن الطريقة التي تم التعاطي بها مع جرائم قتل النساء حتى هذه اللحظة غير فعالة ولا كافية، وأن التدوين بالرغم من أهميته ولكن وحده لا يكفي لإيقاف حمام الدم. لذا فكرت بأن علينا أن نقوم بحملة إضراب.
**من سيشارك في الإضراب؟
**من هنا بدأ كل شيء، وبدا لي منذ اليوم الأول أن الجميع كانوا بحاجة لحركة توحدنا، نعبر فيها عن تضامننا، نشكل موجة تدق الحصون التي يحتمي فيها المجرمين وتفتتها، ووجدت استجابة واسعة مع الكثير من الناشطات والناشطين والجهات النسوية. نحن الآن أكثر من 30 جهة وناشطة مستقلة في مختلف البلدان في المنطقة، تزداد كل يوم. كما أن هناك أكثر من 22 ألف شخص تسجّلوا عبر فيسبوك للمشاركة في الإضراب.
هذا الإضراب هو واحد من مجموعة من النضالات المتنوعة من أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمرأة: النقابات العمالية النسائية، والناشطات اللاتي يروّجن للعدالة الاجتماعية، ومواقع تمكين النساء من أخذ القرارات المتعلقة بأجسادهن ومواردهن ومستقبل مجتمعاتهن وبيئتهن، وهو خطوة إضافية في طريق طويل سلكته من قبلنا العديد من الجمعيات النسوية والناشطات والناشطين المستقلين وسيتبع بخطوات لاحقة على طريق النضال من أجل تحقيق الأمان والعدل والكرامة لكافة النساء والفئات المهمشة في المنطقة.
**كيف يمكنك المشاركة؟
**اؤمن أننا بالعمل المنظم المدفوع بالروح التضامنية سنتمكن من فعل الكثير، وما هو الإضراب في 6 يوليو 2022 إلا بداية لخطوات أكثر تنظيماً في المستقبل القريب. قمنا بتأسيس موقع يحتوي حتى الآن على بيان الحملة وكيفية المشاركة، وسيحتوي في القريب على توصيات الناشطات النسويات للمؤسسات المعنية في كل بلد، وعلى تغطية استقصائية لجرائم قتل النساء، بالإضافة لشرح قانوني مفصل عن القوانين الناظمة للعنف الذي يطول النساء بكافة أشكاله، إضافة لأمور سنعلن عنها لاحقاً عبر صفحاتنا على انستغرام وتويتر.
هذه الحملة موجهة للجميع، لكل فرد، لأن التغيير الجذري يتطلب وقت، وقد يحدث ببطء، كدوران الأرض حول الشمس، الدوران الذي لا نشعر فيه عندما يحدث ولكن ندرك أنه وقع بالفعل بعد فترة من الزمن. كل شخص يمكن أن يساهم بطريقة أو بأخرى للتعبير عن التضامن، فالجهات الربحية وغير الربحية يمكنها أن تغلقها أبوابها في يوم الإضراب وأن توقع عن البيان وأن تعلن عن تضامنها، أما الأفراد فيمكن لهم أن يختاروا طريقة تناسب ظروفهم الحياتية للتضامن، سواء الامتناع عن الذهاب للعمل إن أمكن، أو الامتناع عن القيام بالعمل في حال كان يتم عن بعد، أو الامتناع عن القيام بالأعمال المنزلية، أو التضامن القلبي والتفكير بالضحايا وبحتمية مشاركتنا في صنع التغيير لحماية نساء حياتهن في خطر. التضامن هو المحور وهو الأساس، أن يشعر كل منا أنه مستعد للقيام بفعل مهما كان بسيطاً.